تعود العلاقات المتوترة بين الأكراد وباقي الفصائل المسلحة الى الواجهة مجدداً، فالتأزم لا يزال سيد الموقف رغم خروج "داعش" من ريف حلب الشمالي بعد معاركه مع "النصرة" وحلفائها.
لم تنفع لجان التنسيق المشتركة التي انشئت على ضوء الاتفاقات التي حصلت خصوصا ما بين الأكراد و"الجبهة الشامية" حليفة "النصرة" في التخفيف من حدة التوتر بين الطرفين.
الطرقات الواصلة بين ريف ادلب ومناطق عفرين الكردية والتي تعد المعبر الأول للمسافرين والبضائع باتجاه المناطق السورية قطعت بالسواتر الترابية والحواجز.
قطع الطرقات لم يكن الإجراء الوحيد الذي فرضته النصرة وحلفاؤها على الأكراد، بل منعوا أيضا سكان قرى دير بلوط وديوان وخربة علوش الكردية من جني محصولهم من الزيتون الذي يمثل دخلهم الوحيد فاستهدفتهم بعمليات قنص وقصف وسرقة.
ليست الفصائل المسلحة وحدها في مرمى اتهام سكان هذه القرى، فهم يتهمون أيضاً القوات التركية بالمشاركة بالاعتداء المتكرر على مناطقهم الحدودية عبر تقديم الدعم غير المحدود للمسلحين، فبرأيهم معبر أطمة هو خير دليل إذّ يعد المعبر الأول لدخول السلاح والمسلحين من الأراضي التركية للداخل السوري.
ولأن المعابر سلاح حربي أيضاً، فقد عدّ افتتاح الوحدات الكردية لمعبر الشيخ مقصود مع مناطق حلب الغربية اعلان حرب على الجماعات المسلحة، لا سيما وأنه قطع الطريق بين أماكن انتشارهم في أحياء حلب الشرقية وشريان الإمداد الرئيسي الآتي من تركيا عبر ريف حلب الشمالي.
في المحصلة لا يزال الأكراد بين مطرقة الجماعات المسلحة وسندان الاتراك، ولكن هل يخرجون عن حيادهم المبهم في ظل المتغييرات الجديدة التي فرضها الدخول الروسي العسكري على خط الأزمة الأيام المقبلة كفيلة بتوضيح الموقف.
(الميادين)