نتنياهو يطلق الكذبة ويصدقها

نتنياهو يطلق الكذبة ويصدقها
الأحد ٢٥ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش

لا زالت القنبلة التي فجرها رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بادعائه أن "هتلر لم يكن ينوي إبادة اليهود، لولا أن مفتي القدس الحاج أمين الحسيني حرضه على ذلك"، تتفاعل في الصحافة البريطانية.

وجاء في (بي بي سي عربي) ان صحيفة الأوبزرفر، نشرت مقالا موقعا باسم داليا شيندلن، حاولت فيه إلقاء بعض الضوء على مناورات نتنياهو الرامية إلى تحقيق مكاسب سياسية لشخصه.
وللمساعدة على فهم شخصية نتنياهو، تروي الكاتبة حكاية مفادها أن مستشارا سياسيا لنتنياهو كان يتناول الغداء معه، فطلب نتنياهو شطيرة "برغر"، وهو محظور عليه بأمر الطبيب.
وبعد أن أكل نتنياهو جزءا كبيرا من الشطيرة، دخلت زوجته وبدأت بتقريعه، غير ان نتنياهو دافع عن نفسه باللجوء الى الكذب زاعما إنه لم يأكل "برغر" أبدا.
انطلاقا من هذه الحكاية تريد الكاتبة أن تقول إن نتنياهو عنده القدرة على الكذب ومن ثم تصديق كذبته، وربما جعل آخرين يصدقونها.
وتستعرض الكاتبة بعض الحملات التي تزعمها نتنياهو، وتلقي الضوء على الهدف السياسي الذي كان يريد تحقيقه من خلالها.
في حال الحملة الأخيرة، تقول الكاتبة إن نتنياهو كان يرغب بجعل "التحريض" محور القضية، حتى يقول للعالم إن التحريض هو المسؤول عن موجة العنف الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
يتجاهل نتنياهو الصلة بين الغضب الفلسطيني وسلوك "إسرائيل"، ويريد للمستوطن الإسرائيلي والعالم أن يصدق أن وراء ذلك التحريض وخطاب الكراهية.
تتم تصفية الفلسطيني حامل السكين المشتبه بمحاولة قتله إسرائيليا في الموقع بينما يحرق مستوطنون إسرائيليون منزل عائلة فلسطينية ولا يقدم المعتدون للعدالة.
يجري التضييق على الفلسطينيين في القدس، ويستمر الاحتلال وبناء المستوطنات.
يتجاهل نتنياهو كل ذلك ولا يعتبره كافيا لتحريض الفلسطينيين على الغضب، ولذلك فهم بحاجة إلى التحريض وخطاب الكراهية حتى يغضبوا ويثوروا، هذا ما يريد لمستوطنيه وللعالم أن يصدقه، كما ترى الكاتبة، وبه تفسر ادعاءه الأخير بأن فلسطينيا، هو الحاج أمين الحسيني مفتي القدس، كان وراء المحرقة النازية.