مؤشرات على صراع على السلطة بين وليي العهد في السعودية

مؤشرات على صراع على السلطة بين وليي العهد في السعودية
الخميس ٢٩ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

يقول خبراء ودبلوماسيون ان صراعا على السلطة يدور بين وليي العهد في الاسرة السعودية المالكة في وقت تواجه المملكة تحديات خطيرة في الداخل او الخارج على حد سواء.

وبحسب فرانس برس، فان توترا واضحا يسود منذ اشهر بين ولي العهد الامير محمد بن نايف (56 عاما) وزير الداخلية وقائد عمليات مكافحة الارهاب، والامير محمد بن سلمان الثلاثيني نجل الملك ووزير الدفاع.

ويشغل محمد بن نايف ومحمد سلمان على التوالي المرتبتين الثانية والثالثة بروتوكوليا لخلافة الملك سلمان الذي اعتلى العرش وهو في التاسعة والسبعين من العمر.

ويقول الخبير في الشؤون السعودية فريديريك ويري من مركز كارنيغي للسلام الدولي ان هذا الخلاف وان لم يكن واضحا للعلن في المملكة التي لا تجاهر بشؤونها الداخلية، "يؤدي الى قرارات سياسية مقلقة جدا للخارج والداخل".

ويرى ان من جملة هذه القرارات التدخل العسكري في اليمن وسياسة "الحزم" التي تمارس على الصعيد الوطني بعيدا عن الاصلاحات المطلوبة في هذا البلد.

ويقول الخبراء ان التوتر بين الاميرين تفاقم بعد الاقصاء المفاجىء في نيسان/ابريل الماضي لولي العهد الامير مقرن الذي كان معينا من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي توفي في كانون الثاني/يناير.

ويرى الخبير في الشؤون السعودية  ستيفان لاكورا من مؤسسة سيانس بو في باريس ان "كثيرين رأوا في ذلك شكلا من اشكال الانقلاب" الذي يسمح لفرع من آل سعود "باحتكار السلطة".

ولم تتم ازاحة ولي للعهد في المملكة من قبل، وان كانت الاسرة المالكة قد اقالت الملك سعود في 1964.

وصرح دبلوماسي غربي ان حالة الامير مقرن تدل على ان "صفة ولي ولي العهد هشة"، وهذا ما يفسر سعي الامير محمد بن سلمان الى تعزيز سلطته.

والى جانب حقيبة الدفاع، يترأس الامير محمد بن سلمان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في المملكة، ويشرف على ارامكو المجموعة النفطية العملاقة التي تحتل المرتبة الاولى بين مصدري النفط في العالم.
   
ويقول ويري ان "محمد بن سلمان استحوذ بسرعة على سلطة ونفوذ استثنائيين ما يسمح له بزعزعة خصومه".

ويرى الدبلوماسي من جهته ان ولي ولي العهد "يحتاج الى تعزيز موقعه ليصبح عند وفاة والده شخصا لا يمكن الاستغناء عنه" لانه يخشى المعاملة التي سيلقاها من محمد بن نايف اذا اعتلى هذا الاخير العرش.

ويشير لاكروا الى ان محمد بن سلمان "يعمل كما لو انه ولي العهد المعين، ما يثير توترا بالتأكيد".

واعتبر دبلوماسيون ان اقالة وزير الدولة سعد الجبري القريب من الامير محمد بن نايف في ايلول/سبتمبر من منصبه، اشارة اخرى الى تنافسه مع محمد بن سلمان.

على الرغم من ذلك لا يبدو موقع وزير الداخلية وولي العهد مهددا. ويرى دبلوماسي غربي "ان اقالة محمد بن نايف ستلحق الضرر" بالحكام السعوديين الحاليين، مشيرا الى ان الرجل "يحظى بالاحترام وبثقة الغرب وخصوصا في مجال مكافحة الارهاب".

ويؤكد دبلوماسي آخر ان الامير محمد بن نايف يتمتع بولاء مسؤولي وزارة الداخلية ومعظم افراد العائلة الحاكمة سيدعمون اعتلاءه العرش.

في المقابل، يشعر عدد من افراد عائلة آل سعود بالقلق من قيادة الامير محمد بن سلمان للعدوان في اليمن .

لكن هذا العدوان المكلف الذي بدأ في آذار/مارس مستمر، بينما خفضت المملكة نفقاتها وباتت تستخدم احتياطاتها من القطع وتستدين لسد عجز قياسي في الميزانية نجم عن انهيار اسعار النفط.

ويتوقع البعض تراجعا اقتصاديا كبيرا في المملكة بسبب سقوط اسعار النفط والعدوان السعودي المكلف على المين  .