لحظات قليلة كانت كافية لتغير المشهد في شارع برج البراجنة المكتظ، انتحاريان نجحا بفارق دقائق في تنفيذ تفجير مزدوج بحزامين ناسفين في مسافة لا تبعد الاولى عن الثانية 100 متر، فيما فشل انتحاري ثالث في تفجير حزامه قبل ان يقتل.
واختار المنفذون منطقة مكتضة البشر والحجر معا، لذلك تمكنوا من ايقاع عدد غير قليل من الشهداء والجرحى.
وقال احد شهود العيان لمراسلنا: "وصلت الى فرن الولاء، سمعت اول انفجار بين الحسينية والجامع، ركضنا ولم تمر بعدها الا دقيقتين لنصل، حتى وقع الانفجار الثاني هنا".
وهي المرة الاولى التي تدخل منطقة برج البراجنة في خريطة المناطق التي تستهدفها التفجيرات، هي عمليا بعيدة عما يعرف بالمناطق الامنية التي تضم مراكز لحزب الله، وفيها تواجد شعبي لحركة امل، كل ذلك جعل منها في الفترة السابقة منطقة بعيدة عن مواقع الإستهداف المباشر.
اختيارها، وبعملية لا تشبه ايا من تلك التي سبقتها، بدا بمثابة إعلان واضح ان المنفذ اراد بعث رسالة بحجم المكان والطريقة، وهو ما لقي جوابا عليه.
وقال رجل من اهالي المنطقة لمراسلنا: "اكيد هي رسالة، الضاحية معروف مصيرها في النهاية، كل يوم لدينا رسالة، ولكن شعبنا صامد وصامد والحمد لله رب العالمين".
وقال آخر لمراسلنا: "كلنا مشروع للشهادة فقط لتفتيت المخطط الذي ينفذه الارهابيون ومن ارسلهم".
وقال النائب في كتلة التنمية والتحرير هاني قبيسي لقناة العالم الإخبارية: "ان استهداف هذه المنطقة هو استهداف للاستقرار العام في لبنان واستهداف لكل لبناني مخلص ووفي لهذا الوطن".
جماعة "داعش" التي وجهت لها القوى الامنية اللبنانية الكثير من الضربات مؤخرا بإعتقال عناصر له، تبنت التفجير، فيما استدعى الحدث مواقف مستنكرة ومنددة من كل الاطراف السياسية دون استثناء، حيث يبدو حدث الموت قادرا على جمع اللبنانيين فيما لم تستطع الحياة فعل ذلك.
AM – 13 – 06:34