في ذكرى ميلاده... الامام الكاظم (ع) نور من علم النبوة

في ذكرى ميلاده... الامام الكاظم (ع) نور من علم النبوة
الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

يوم الاحد السابع من شهر صفر سنة (128) للهجرة النبوية الشريفة، ولد الامام موسی بن جعفر عليه السلام في ( الابواء ) بين مکة المکرمة والمدينة المنورة، وهو البلد الذي توفيت ودفنت فيه آمنة بنت وهب عليها السلام أم الرسول الاكرم صلی الله عليه وآله وسلم.

وهو الامام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. والده الإمام جعفر الصادق عليه السلام وأمّه أمّ ولد يقال لها حميدة البربرية. من ألقابه الكاظم، "ولقّب بذلك لما كظمه عما فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق..." ويقول ابن الأثير: "إنّه عرف بهذا اللقب لصبره ودماثة خلقه، ومقابلته الشرّ بالإحسان". ويضيف ابن حجر: "ومن ألقابه أيضا: باب الحوائج: هذا اللقب كان من أشهر ألقابه ذكراً، وأكثره شيوعاً، انتشر بين العام والخاص، حتى أنّه ما أصاب أحدهم مكروه إلا فرّج الله عنه بذكره الإمام الكاظم، وما استجار بضريحه أحد إلا قضيت حوائجه، ورجع مثلوج القلب، مستريح الضمير ممّا ألّم به من طوارق الزمن التي لابدّ منها". ويكنّى عليه السلام أبا إبراهيم وأبا الحسن وأبا على ويعرف بالعبد الصالح.
ان حياة الامام الكاظم، التاسع من أعلام الهداية جسدت الكمالات في العلم والهداية والعمل والتربية وتوسعت بجهوده العلمية الجبابرة مدرسة اهل البيت عليهم السلام واتضحت معالمها وأينعت ثمارها ولا زلنا نتفيا ظلالها  حتى عصرنا هذا. كانت ولادته في نهاية عليه السلام في نهاية حکم العهد الاموي سنة (128ه) وعاصر ايام انهيار هذا البيت الفاجر الذي عاث باسم الخلافة في ارض الاسلام فسادا وقتلا وتنکيلا. وعاصر ايضا بدايات نشوء الحکم العباسي الذي استولی علی مرکز القيادة في العالم الاسلامي تحت شعار الدعوة الی الرَضی من آل محمد (ص). وعاش الإمام في کنف ابيه الامام الصادق عليه السلام عقدين من عمره المبارك ودرج في مدرسته العالمية الکبری فورث علوم ابيه وتشبع بروحه واخلاقه وشبَ علی صفاته وخصائصة. فکان مثالا في الخلق الرفيع وفي الکرم والزهد ومثلا أعلی في الثبات والشجاعة ومقارعة الحکام الطغاة وکانت حياته في ظل أبيه حياة تربية واقتباس ونشأة، اما حياته بعد ابيه، فكانت امتدادا واستمرارا لمسيرة أهل البيت عليهم السلام النيرة في العلم والعمل والجهاد والقيادة والامامة.
اشتهر الإمام الكاظم عليه السلام، بفور علمه وعبادته وتقواه وزهده وجوده وسخاؤه وحلمه وارشاده واحسانه للناس. وتبعا لطبيعة الظروف التي مرّ بها الإمام الكاظم عليه السلام في حياته يمكن ان تقسيمها الى ثلاث مراحل متميزة: المرحلة الاولى: هي مرحلة ما قبل التصدي للإمامة الشرعية اي منذ ولادته في حتى استشهاد أبيه الإمام الصادق عليه السلام سنة (148هـ). فکان مثالا في الخلق الرفيع وفي الکرم والزهد ومثلا أعلی في الثبات والشجاعة ومقارعة الحکام الطغاة وکانت حياته في ظل أبيه حياة تربية واقتباس ونشأة، وتناهز هذه المرحلة العقدين من عمره الشريف وقد تميزت هذه المرحلة بظهور علمه الرباني وقدرته على الحوار والحجاج حتى افحم مثل ابي حنيفة وهو صبي لم يتجاوز نصف العقد الواحد من عمره الشريف. اما المرحلة الثانية تبدأ بتسلّمه لزمام الامامة والامور الدينية العلمية والسياسية والتربوبية بعد استشهاد أبيه الامام الصادق عليه السلام في ظروف سياسية قاسية جدا. استمرت هذه المرحلة حتى مات المنصور سنة (158هـ) واستولى المهدي ثم الهادي سنة (169هـ) على مركز السلطة فهي تبلغ حوالي عقدين او يزيد عليهما بقليل وكانت مرحلة انفراج نسبي لاهل البيت عليه السلام واتباعهم سيما في عهد المهدي العباسي. والمرحلة الثالثة والاخيرة وهي مرحلة معاصرته لحكم الرشيد حيت استولى على زمام الحكم سنة (170هـ) وهو المعروف بحقده للعلويين بعد اخيه الهادي وابيه المهدي. واستمرت هذه المرحلة حتى 25 رجب سنة (183هـ) وهي سنة استشهاد الامام عليه السلام حيث دفن في مقابر قريش في بغداد.    
ركز الإمام الكاظم عليه السلام جهده في تربيته للجماعة الصالحة على ضرورة الانتماء الفكري والمعرفي لمدرسة اهل البيت عليهم السلام مستغلا للنهضة الفكرية التي حققها الامام الصادق عليه السلام من قبل فقام باعداد نخبة من الفقهاء ورواة الحديث بهدف الحفاظ على الشريعة الاسلامية من الضياع.
لقد كان الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في حياته مفزعا وملجأ لعموم المسلمين وكذلك بعد استشهاده حصنا منيعا لمن استجار به. فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد في سبيل الله ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا. 
من وصاياه وحكمه عليه السلام:
*أوصى بعض ولده: يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها. وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها.
*إياك الكسل والضجر فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.
* إعمل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موقعه، وإن لم يكن من أهله كنت من أهله.