الایرانیون ومنذ القدم یحیون المناسبات بما فیها المفرحة، ویزینون هذه الاحتفالات والطقوس بالضوء والنور ویعتبرون الشمس رمزا للمحبة فی احتفالاتهم وطقوسهم الدینیة. وحسب عاداتهم القدیمة الضاربة فی جذور التاریخ یسهرون هذه اللیلة، وهم ینتظرون بزوغ الشمس وطلوع الفجر، یبقون یقضین لیروها بأم أعینهم. کما أن تناول الفواکه والأطعمة واقامة مراسیم وحفلات أخری هي مما یجعلهم یسهرون هذه اللیلة. هذا وتسمی هذه اللیلة فی ایران والدول المجاورة والتي لها ثقافات مشترکة معها بلیلة "بدء الشتاء" أو "یلدا" أو "لیلة المربعانیة". یذکر أن هذه اللیلة تصادف لیلة الانقلاب الشتوي. ونظراً لمدی الدقة التي یحظی بها التقویم الایراني وكذلك تطابقه الكامل مع التقویم الطبیعي، یصادف الانقلاب الشتوي دوماً وفي كل عام اللیلة الـ30 لشهر "آذر" الشهر الـ9 وشروق فجر الیوم الأول من الشهر الـ10 أي شهر "دی". ومن الضروریات التي تصحب هذا التجمع الاسري هي مشاركة الأقارب وخاصة كبار السن، فضلاً عن توفیر أطعمة وفواکه لقضاء هذه اللیلة الطویلة منها البطیخ الأحمر الذي یعتبر سید المائدة ثم الرمان والعنب والفاکهة الطازحة والمكسرات وكل ما یمیل لونه الی الأحمر لون الشمس. کما أن من العادات والتقالید التي مازال الایرانیون یحتفون بها في "لیلة یلدا" هي التفأل بدیوان الشاعر الايراني الكبير حافظ الشیرازي، وهم یقرأون أبیاتاً من أشعاره وقصائده. وفي بعض أرجاء ایران، یقبل الناس علی قراءة وانشاء اشعار من کتاب "الشاهنامة" للشاعر الملحمي الایراني أبي القاسم الفردوسي.