شاهد.. ماذا تقول دموع نساء وأطفال الفوعة وكفريا للكاميرا؟

الثلاثاء ٠٥ يناير ٢٠١٦ - ٠٤:٢٨ بتوقيت غرينتش

دمشق (العالم) 2016.01.05 ـ تظاهر المئات من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف إدلب الشمالي لمطالبة منظمات حقوق الإنسان والعالم بالتدخل لتطبيق بقية بنود اتفاق الزبداني-الفوعة كفريا.. وطالب النساء والأطفال المتظاهرين بفك الحصار عن البلدتين اللتين تعانيان منذ أكثر من عام حصاراً خانقاً فرضته الجماعات الارهابية المسلحة.

وبالرغم من الجوع والبرد ونقص المواد الطبية، وفقدان أبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، بسبب الحصار الذي فرضته المجموعات المسلحة، خرج أهالي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب بمظاهرة تطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، بالتدخل لتسريع تطبيق باقي بنود اتفاق التفاهم في الزبداني والفوعة وكفريا.. وفك الحصار عن البلدتين.

وفي حيدث لمراسلنا قالت إحدى أهالي الفوعة: نحن هنا من الفوعة نناشد الشرفاء وأحرار العالم بكل أصقاع الأرض بدون استثناءات أو طائفية، فكل الطوائف والأديان مسؤولة عن الحصار الذي نحن فيه، وكل الدول مسؤولة.. لازم يعجلوا بفك الحصار في أسرع وقت ممكن، لأن الشعب يموت في الحصار.. أبسط مقومات الحياة غير موجودة، ونحن نعيش في العصور الحجرية.

ورفع النساء والأطفال المتظاهرون شعارات تطالب بإدخال مساعدات غذائية وفق مقتضى الاتفاق، مؤكدين أن المساعدات التي أدخلت لم ترفع المعاناة عن المدنيين نظراً لقلة عدد الحصص الغذائية.

وتقول طالبة: "بدنا نتعلم.. وبدنا نروح عالمدارس، ولكن كل يوم نحن في بيتنا.." وتخنقها العبرات قبل أن تتلعثم في قول عبارة: "آخر شيء بدنا ننتصر."

وتقول بنت أخرى: "بابا استشهد على طريق إدلب وهو يروح لكي يقبض ويجيب لنا الراتب.." وتخنقها هي الأخرى العبرة قبل أن تكمل كلامها.

ويوضح ولد صغير يبدو أن الحرب قد استعجلت بزجه في الحديث عن مسؤوليات الحياة: أن "لتر المازوت بـ5000.. والأسعار نار.. كتب مافي، حرقوهن.. ليست عيشة التي نحن عايشينها!"

وتقول بنت أخرى لمراسلنا: "والدي يعاني من مرض سكر وقلب، ولأسف فقد الدواء وليس في يدي أن أعمل له شيء.. وأنا ما هو ذنبي؟ يمكن يوم من الأيام أفقد أبي، لأنه ليست هناك حبة الدواء التي أعطيها إياه بعد الأكل.. هذا ليس ذنب الأطفال."

وقد تعرضت بلدتا الفوعة وكفريا، الواقعتان إلى الشمال من مدينة إدلب، لجملة من الاعتداءات.. بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات وتدرجت في المعاناة من الخطف الى الحصار المطبق وصولاً إلى الاستهداف شبه اليومي للبلدتين بالقذائف الصاروخية، ما تسبب بارتقاء عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
01.05  FA