في مقال له بـ"نيويورك تايمز"..

ظريف يحذر من خطورة التطرف السعودي

ظريف يحذر من خطورة التطرف السعودي
الإثنين ١١ يناير ٢٠١٦ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" ان السعودية قلقة من ان تسوية الملف النووي الايراني ستؤدي الى التركيز على الخطر الحقيقي الذي يهدد العالم والمتمثل بالدور الفاعل للسعودية على صعيد دعم التطرف.

واستعرض الوزير ظريف في مقاله الذي نشر في نيويورك تايمز التوجهات الاخيرة للمملكة السعودية حيال ايران وكتب قائلا: لقد اعلنا انا والرئيس روحاني منذ الايام الاولى للحكومة الجديدة عن استعداد ايران للحوار وارساء الاستقرار ومكافحة التطرف ولكن الدعوة جوبهت باذان صماء من قبل السعودية.
وجاء في مقال وزير الخارجية الايراني ان العالم سيحتفل قريبا بتنفيذ اتفاق تاريخي من شانه تسوية أزمة لا لزوم لها -وإن كانت خطيرة- حول البرنامج النووي الايراني. تأمل جميع الأطراف -لازلنا نعتقد- بأن حل القضية النووية الايرانية سيمهد الارضية للتركيز على التحدي الخطير الذي يجتاح المنطقة والعالم والمتمثل بالتطرف .
وتابع: الرئيس روحاني أعلن مرارا وتكرارا أن اولويات السياسة الخارجية الإيرانية هي الصداقة مع دول الجوار والسلام والاستقرار في المنطقة والتعاون العالمي، وخاصة في مجال مكافحة التطرف. في سبتمبر 2013، وبعد شهر فقد من توليه منصب الرئاسة، قدم الرئيس روحاني مبادرة تحت عنوان "عالم مناهض للعنف والتطرف (WAVE) . وقد تم اقرار هذه المبادرة بالاجماع من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتوق جذوة أمل لبلورة حملة عالمية لمكافحة الإرهاب. للأسف، فان بعض الدول  تقف حجر عثرة امام المشاركة البناءة في هذا المجال.
وتابع :عقب التوقيع على الاتفاق النووي المؤقت في نوفمبر تشرين الثاني عام 2013، بدات السعودية مباشرة بتكريس مواردها لافشال هذا الاتفاق، خوفا من انهيار مؤامرة الترهيب من ايران. اليوم، لدينا وثائق تثبت ان البعض في الرياض ليس فقط يستمر في عرقلة التطبيع بل انهم عازمون على جر المنطقة بأسرها للمواجهة.
وراى ان السعودية قلقة من ان تسوية الملف النووي الايراني ستؤدي الى التركيز على الخطر الحقيقي الذي يهدد العالم والمتمثل بالدور الفاعل للسعودية على صعيد دعمها ورعايتها للتطرف. مظاهر الهمجية والوحشية واضحة.
واضاف: جلادو الدولة يقطعون الرؤوس بالسيوف في البيت، مثل الاعدامات الاخيرة التي شملت 47 سجينا في يوم واحد، بما في ذلك عالم ديني محبوب كرس حياته لنشر ثقافة اللاعنف والدفاع عن الحقوق المدنية. في الخارج، ايضا هنالك رجال ملثمون يجزون الرؤوس بالسكاكين.
واستطرد قائلا: دعونا لا ننسى أن مرتكبي العديد من الأعمال الإرهابية، انطلاقا من حادثة 11 سبتمبر ومرورا بإطلاق النار في سان برناردينو والمشاهد الاخرى من الهمجية والتطرف، وتقريبا جميع عناصر الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وجبهة النصرة، إما هم سعوديون أو جرى غسل ادمغتهم من قبل مخادعين يقومون منذ عقود بالترويج للافكار المعادية للإسلام من الكراهية والطائفية بفعل البترودولار .
واشار الى ان الاستراتيجية التي تعتمدها السعودية حاليا لعرقلة الاتفاق النووي وكذلك استمرار - وحتى تفاقمه - التوتر في المنطقة تعتمد على ثلاثة عناصر هي: الضغط على الغرب. عدم الاستقرار الإقليمي من خلال استمرار الحرب في اليمن ودعم التطرف. واستفزاز إيران بشكل مباشر. العدوان العسكري السعودي على اليمن ودعمها للمتطرفين واضحة جدا. ولكن الاستفزازات ضد ايران لم تحتل ابدا عناوين وسائل الاعلام الدولية، وذلك  حكمة وصبر المسؤولين الايرانيين حالت دون تحولها الى ازمة.
ولفت الى ان الحكومة الايرانية وعلى اعلى المستويات دانت بشكل حازم الاعتداء على السفارة السعودية والقنصلية في طهران يوم 2 يناير، واعلنت التزامها بضمان امن الدبلوماسيين السعوديين، موضحا: اتخذنا تدابير فورية للمساعدة في استعادة النظام في المجمع الدبلوماسي السعودي واكدنا عزمنا على معاقبة جميع المتورطين في الهجوم على السفارة. كما اتخذنا إجراءات تأديبية ضد أولئك الذين فشلوا في حماية تلك الاماكن، وبدأنا تحقيقا داخليا لمنع أي حادثة مماثلة.
وانتقد المواقف السعودي وقال : على النقيض من ذلك، فإن الحكومة السعودية ومرتزقتها قاموا على مدى السنوات الثلاث الماضية باستهداف المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في اليمن ولبنان وباكستان بشكل مباشر -ما ادى الى مقتل الدبلوماسيين الايرانيين والموظفين المحليين. كانت هناك استفزازات أخرى أيضا. لقد عانى الحجاج الإيرانيون في السعودية من التحرش المنهج - في حالة واحدة، تحرش ضابطان سعوديان بصبيين ايرانيين في جدة، ما ادى الى تأجيج غضب شعبي. أيضا، كما ادى القصور السعودي في كارثة منى الى   مقتل 464 من الحجاج الإيرانيين. وعلاوة على ذلك، رفضت السلطات السعودية لعدة ايام الاستجابة لطلبات العائلات المفجوعة والحكومة الإيرانية لاستعادة جثامين الضحايا الى الوطن.
هذا فضلا عن ان دعاة البلاط السعودي يمارسون بشكل روتيني في خطبهم عملية بث الكراهية ليس فقط ضد ايران ولكن ضد كل المسلمين الشيعة. وخير دليل على ذلك ان جريمة اعدام الشيخ نمر مؤخرا جاءت  بعد فترة قصيرة من خطبة الكراهية ضد الشيعة التي القاها احد خطباء المسجد الحرام، والذي قال في خطبة سابقة ايضا ان "ان خلافنا مع الشيعة  والعمليات الانتحارية لن تنتهي ما دام الشيعة على الأرض.
رغم هذه القضايا فان إيران، التي تثق بقدراتها لم تقم باي رد ثائري ضد السعودية وامتنعت عن قطع - أو حتى تقليل - العلاقات الدبلوماسية مع السعودية. ردنا حتى الآن كان مشفوعا بضبط النفس. ولكن الصبر و التحمل من جانب واحد غير قابل للاستمرار.
واكد وزير الخارجية ان ايران لا ترغب بتصعيد التوتر في المنطقة. علينا ان نتحد لمواجهة تهديدات المتطرفين. الرئيس روحاني وانا ومنذ الايام الاولى لانتخاب الحكومة الجديدة اكدنا سرا وعلانية عن استعدادنا للحوار، وتعزيز الاستقرار ومكافحة التطرف المزعزع للاستقرار. ولكن هذه الدعوات جوبهت باذات صماء من قبل السعودية .
وختم الوزير ظريف مقاله بالقول ان على القيادة السعودية الآن أن تختار: يمكن أن تستمر في دعم المتطرفين وتأجيج الكراهية الطائفية. أو أن تختار لعب دور بناء في تعزيز الاستقرار الإقليمي. نأمل أن يسود العقل.