شمخاني لشرودر: لا بد من مواجهة دولية للبلدان المصنعة لداعش

شمخاني لشرودر: لا بد من مواجهة دولية للبلدان المصنعة لداعش
الإثنين ١١ يناير ٢٠١٦ - ٠٩:٢٨ بتوقيت غرينتش

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على ضرورة المواجهة الإقليمية والدولية للدول المصنعة لـ"داعش"، وقال إن السعودية يجب أن تختار بين دعم الجماعات التكفيرية وزعزعة الاستقرار في المنطقة وبین انتهاج سبيل التعامل البناء والمساهمة الحقيقية في إرساء الأمن والاستقرار.

وأعرب شمخاني خلال استقباله المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، عن تقديره لدور ألمانيا البناء في المفاوضات النووية معتبرا أن الاقتراب من موعد تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) يشكل فرصة مؤاتية للإسراع في مسار التعاون الاقتصادي بين إيران والدول الأوروبية ولا سيما ألمانيا.

وقال إن سياسات الجمهورية الإسلامية في إيران لبناء الاستقرار في المنطقة وإيلاء الاهتمام لإيجاد أجواء آمنة للاستثمار والتوظيف قد أدت إلى إقبال الشركات الأجنبية على الاستثمار في داخل البلاد.

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، على ضرورة الحيلولة دون محاولة العناصر الإقليمية والدولية للمساس بمسار تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي)، بما فيها السعودية والكيان الصهيوني وكذلك المحافظون الجدد المتطرفون في الولايات المتحدة، وأضاف، أنه وعلى النقيض من بعض اللوبيات والمسؤولين الأميركيين الذين يرون حياتهم ومصالحهم في إثارة التحديات والأزمات للآخرين، فإننا نرغب في تطوير العلاقات والتعاون لحل الأزمات.

وأشار إلى المصادقة على القانون الأميركي الأخير بفرض قيود على إصدار التأشيرات لمن يزورون إيران، وقال إن هذا السلوك الأميركي الذي يناقض جميع المزاعم المتعلقة بالسوق الحرة وقوانين منظمة التجارة العالمية يثبت بأن الإدارة الحاكمة في أميركا لا تملك الالتزام المطلوب بروح الاتفاق النووي والتحرك على أساس حسن النية.

وأشار ممثل قائد الثورة الإسلامية في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى دور إيران كقوة اقليمية صانعة للاستقرار، في المكافحة الحقيقية والمؤثرة للتطرف والإرهاب وقال إن تمدد انعدام الأمن الناجم من الإرهاب التكفيري إلى قلب أوروبا مؤشر على عدم فاعلية التحالف الأميركي المزعوم لمواجهة حماة وعناصر الإرهاب في المنطقة.

وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي إلى بعض الأحداث الأخيرة بشأن اقتحام السفارة السعودية في طهران مؤكدا التزام إيران بتنفيذ المعاهدات الدولية والتصدي للقائمين بمثل هذه الممارسات. وأضاف أن الأجواء التي أثارتها الحكومة السعودية ومحاولتها لتحشيد الدول العربية والإسلامية ضد ايران بذريعة اقتحام سفارتها لم تحظ بالإقبال ولا تعد بالتأكيد مسارا بناء.

واعتبر شمخاني عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة ستؤدي إلى تخلص أوروبا من بعض الأزمات بما فيها تدفق اللاجئين والتهديدات الإرهابية، وأضاف، على الجميع أن يساعد على حل هذه المشكلة من خلال التعاملات البناءة وقطع السبيل على تمويل وتجنيد وتسليح الإرهابيين.

وصرح شمخاني بأن الجمهورية الإسلامية في إيران مستعدة للتعاون مع ألمانيا في مجالات تبادل التقنيات والعلوم المتطورة بما فيها النانو والنووي والطاقة والشركات المعرفية وترحب بتوظيف الاستثمارات في هذه المجالات.

شرودر: ألمانيا تعارض تأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية واتساعها

من جهته، أعرب المستشار الألماني السابق عن تقديره للجهود المؤثرة التي تبذلها ايران على الصعيد السياسي والأمني والعسكري لمواجهة تهديد الجماعات الارهابية مؤكدا على توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بين البلدين في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي.

وأدان قيام السعودية بإعدام الشيخ نمر النمر واعتبر مثل هذه الإجراءات تتنافى مع إرساء الاستقرار وخفض التوتر وأضاف أن موقف ألمانيا والدول الأوروبية يتمثل في معارضة أي إجراء من شأنه اتساع نطاق الخلافات الطائفية والمذهبية وتأجيجها.

وتطرق شرودر إلی الإجراءات التي اتخذتها بلاده لقبول وتنظيم مئات الآلاف من اللاجئین ممن لجأوا إلی أوروبا بسبب الحرب وانعدام الأمن مؤکدا علی ضرورة التخطیط لإدارة موضوع اللاجئین.

وأشار إلى ازدياد وعي الغرب إزاء ضرورات خفض الأزمة في سوريا والابتعاد عن السياسات المبنية على تحديد شروط مسبقة لبدء المفاوضات السياسية وقال إنه في ضوء دور إیران البناء والمؤثر في تسوية الأزمة السوریة فإننا مستعدون للمزید من التعاون مع إیران والمشاركة معها في هذا المجال.

وكان المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، قد وصل صباح الیوم الإثنین إلی طهران علی رأس وفد يضم 20 شخصا من المسؤولين الصناعيين والتجاريين والاقتصاديين.