قصة الأم الفرنسية التي هربت من قبضة "داعش"

قصة الأم الفرنسية التي هربت من قبضة
الأربعاء ١٣ يناير ٢٠١٦ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

قالت امرأة غادرت أوروبا للانضمام إلى جماعة "داعش" الارهابية، مصطحبة معها ابنها البالغ من العمر 4 أعوام، إنها استغرقت عشرة أيام فقط لتدرك أنها ارتكبت "أسوأ خطأ" في حياتها.

والتحقت الفرنسية صوفي كاسيكي، 34 عاماً، التي اعتنقت الإسلام، بـ"داعش" بعدما أغواها ثلاثة رجال أصغر سناً بالقدوم إلى سوريا. وقد أخلت شرطة باريس سبيلها بعد سجنها لمدّة شهرَين إبان عودتها إلى الغرب.

ووضعت كاسيكي، تحت اسم مستعار، كتاباً حول إغراء الانضمام إلى "داعش"، واكتشافها الحقيقة عن ظروف العيش البائسة في الأراضي الخاضعة للجماعة الارهابية، وحكاية هروبها الدراماتيكي في منتصف الليل بمساعدة مسلحين من المعارضة السورية.

ودحضت في مقابلة مع صحيفة "الأوبزرفر" البروباغندا التي تنشرها "داعش" لاستقطاب المسلحين الأجانب، قائلة إنها وجدت أن "النساء الغربيات هن في الواقع مجرد أرحام تُستخدَم لإنجاب أطفال لعناصر داعش".

وقد شعرت كاسيكي بالهول لدى رؤية صور صبي بريطاني يُستخدَم في مقطع فيديو ترويجي نشره "داعش" منذ فترة وجيزة. فقد علّقت: "كان يمكن أن يكون ابني"، مضيفةً أنها اكتشفت بعد عودتها إلى فرنسا أن ابنها كان يُجبَر على الوقوف حاملاً رشّاشاً لالتقاط صور له أثناء غيابها.

بعد توجّه كاسيكي إلى اسطنبول، اقتيدت إلى الرقّة، معقل "داعش" في سوريا، حيث طُلِب منها تسليم جواز سفرها وعدم الخروج بمفردها. وقد أُرغِمت على العمل في مستشفى للأمومة، في ظروف مريعة، وإلى جانب موظّفين بدا عليهم أنهم لا يكترثون لمعاناة مرضاهم.

تروي كاسيكي أنها طلبت العودة إلى ديارها لا سيما بناءً على إلحاح زوجها الذي بعث إليها رسائل عبر الإنترنت يناشدها فيها العودة، مضيفةً: "في البداية، قدّموا أعذاراً ثم بدأت التهديدات. قالوا إنني امرأة وحيدة مع صبي صغير، وإنه لا يمكنني الذهاب إلى أي مكان، وإنه إذا حاولت الرحيل، فسوف أُرجَم أو أُقتَل".

كاسيكي هي من النساء الغربيات القليلات اللواتي قصدن الرقة في سوريا ونجحن بالعودة لرواية ما حدث معهن. وقد وصفت ما جرى معها بأنه رحلة إلى الجحيم بدا وكأنه يستحيل العودة منها. إلا أنها نجحت في الهروب. ففيما كان سجّانوها ينظّمون حفل زفاف، وجدت باباً غير مقفل فخرجت منه مع ابنها وقامت عائلة محلية بإيوائهما، ثم اتصلت بمسلحين من المعارضة السورية كان زوجها قد تواصل معهم، وقاموا بتهريبها مع ابنها إلى الحدود التركية.