الجيش السوري يطرق الحدود التركية.. ومعارض: الاسد انتصر

الجيش السوري يطرق الحدود التركية.. ومعارض: الاسد انتصر
الخميس ١٤ يناير ٢٠١٦ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

بعد وصول القوات السورية وحلفائها الى الحدود التركية لاول مرة منذ اكثر من ثلاث سنوات عبر السيطرة على مدينة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي، يحشد الجيش السوري لمعركة مدينة الباب في ريف حلب على الحدود بعد ان سيطر خلال الساعات الماضية على قرية عين البيضا والمزارع المحيطة بها.

وبات الجيش السوري على بعد 8 كيلو مترات فقط عن مدينة الباب محاولا الوصول للمرة الثانية الى الحدود التركية من جهة ريف حلب هذه المرة، وهو ما اكد ضعف التاثير التركي في مناطق كان يعمل خلال سنوات على جعلها مناطق عازلة.

وتفصل الباب 38 كيلو متراً عن مدينة حلب من الجهة الشمالية، فيما اعلن تنظيم "داعش" الارهابي اعلن النفير العام في المدينة وبدأ استعداده لمعركة صد القوات المهاجمة.

الريف الشرقي لحلب هو هدف للسيطرة التامة للجيش السوري عبر المثلت الاستراتيجي (الباب – تادف – شامر)، الى نهاية أوتوستراد مدينة حلب – الباب، بعد ان اوشك على الامساك بالريف الشمالي للاذقية.

وتسعى الدولة السورية وحلفاؤها هذه الايام على الامساك بالحدود التركية لقطع خطوط الامداد للفصائل المسلحة في المناطق الشمالية.

وبحسب "رأي اليوم" التطورات الاخيرة للميدان صدمت المعارضة السورية على اعتاب دخولها للتفاوض مع النظام في جنيف اواخر هذا الشهر، فبعد التصريحات التشاؤمية التي اطلقها منسق هيئة التفاوض لاجتماع المعارضة في الرياض، والتي اعرب فيها عن خيبة امل من ما سماه تنازلات اميركية لصالح التوجه الروسي في سوريا.. كتب امس المعارض البارز لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة، مقالا لافتا في صحيفة الحياة اللندنية نقلته معظم المواقع المؤيدة للحكومة السورية عنوانه: "بئسنا… انتصر الاسد".

وقال حسين فيه: "في ذاك الربيع تجرأت للمرة الأولى على نفسي وقلت، خلال مداخلة في كوبنهاغن، إن من الممكن أن ينتصر الأسد إذا ما تم اعتماد تسليح الانتفاضة وإذا ما استمر العمل على تدويل القضية السورية.. واحتجت في حينه إلى الكثير من الحجج كي أؤكد رؤيتي هذه، لكنني لم أنجح في إقناع المستمعين الذين كان بينهم عدد من السوريين المتبوئين، حينها والآن، منصات في طليعة الحراك السوري".

واعترف حسين انه لم ينجح ولو جزئياً، بالحد من اعتماد التسلح الذي روجت له شخصيات سورية وغير سورية، جاهلة بالمطلق بالواقع المجتمعي السوري على أنه أكثر ثورية من الحراك السلمي، حسب وصفه.

وقال المعارض لؤي حسين الذي اعلن مؤخرا انسحابه من الهيئة التفاوضية التي نتجت عن اجتماع الرياض: "تعدى موضوع انتصار النظام في ذاك الوقت حالته الافتراضية ليصبح احتمالاً ممكناً، ذلك بعد أن نجح النظام، مستفيداً من غباء (أو شطارة) المال السياسي العَميم الذي انهال على أوساط المحتجين، ومن الجهل السياسي عند أغلب الناشطين، باستنبات نماذج عدة من المجموعات المتطرفة والتكفيرية القابلة لتبني عقيدة إرهابية ولاستضافة إرهاب خارجي فُتحت له جميع الأبواب ليدخل سوريا مختالاً" وذلك لإقناع الدول الغربية بأن يعتمدوه هو لمواجهة الإرهاب المتنامي الذي رباه".

واضاف حسين، "النظام بقي مثابراً على نهجه وخطابه طيلة السنوات الأربع ونصف السنة الماضية إلى أن قام "داعش" بهجمات باريس التي أوجعت الغرب برمّته، وأجبرته على تبديل استراتيجيته، من الاكتفاء بمواجهة "داعش" إلى ضرورة القضاء عليه. فلم تتردد الدول الغربية بناء على ذلك من الأخذ بالنصيحة الروسية الدائمة باعتماد الجيش العربي السوري، لان هذا الجيش ـ وفق الروس ـ هو الأقوى على الأراضي السورية، بخاصة بعد أن تم دعمه مؤخراً بسلاح الجو الروسي. وهو الأكثر صدقاً وجدية بمحاربة "داعش" و"النصرة" ومن يشبههما، إضافة إلى أنه لا يحتاج الى تدريب أو تأهيل، فكل ما يحتاجه إيكال مهمة مواجهة الإرهاب له في شكل رسمي كجيش حليف.