وفد الرياض جاء بقرار سعودي تركي قطري لإفشال جنيف

وفد الرياض جاء بقرار سعودي تركي قطري لإفشال جنيف
الخميس ٠٤ فبراير ٢٠١٦ - ٠٦:٤٥ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس وفد الحكومة السورية إلى محادثات جنيف بشار الجعفري، الأربعاء، أن "مشغلي وفد معارضة الرياض وهم السعودية وتركيا وقطر أصدروا إليهم التعليمات منذ اللحظة الأولى لإفشال اجتماع جنيف كما أفشلوا سابقا اجتماع جنيف 2".

وبحسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، أشار الجعفري خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إلى أنه كان هناك مشكلة "تتعلق بغياب قائمة بأسماء من هم المعارضة ومن هم الإرهابيون"، مضيفا أن "ما يهمنا كحكومة أننا أثبتنا للعالم جميعا انضباطنا والتزامنا وجديتنا وإحساسنا بالمسؤولية".

لم نجد أمامنا معارضة بل وجدنا معارضات ومجموعات متناقضة فيما بينها

وحول مطالب المعارضة والشروط المسبقة التي وضعتها قال الجعفري: "لم نجد أمامنا معارضة بل وجدنا معارضات ومجموعات متناقضة فيما بينها فهم أناس اشتبكوا واختصموا وشتموا بعضهم البعض أمام الوفود الغربية التي استضافتهم في سفاراتها.. وجدنا أمامنا مجموعات من الأشخاص الذين يأتمرون بقوى ومشغلين خارجيين".

وأضاف: "قلنا منذ البداية يجب أن نتفق كما هو شأن كل اجتماع دولي أو تفاوضي أو حواري أو كل اجتماع يتعلق بمحادثات على أن نعد الشكل قبل المضمون فالشكل مهم جدا للتحكم بالمضمون.. ونحن أمضينا خمسة أو ستة أيام نتحدث عن ضرورة معالجة شكل يعني القضايا الإجرائية التي تتحكم بالجولة الجوهرية التي كان يفترض أن تبدأ".

وتابع الجعفري: "كنا نقول منذ البداية لـ دي ميستورا وما زلنا نقول له نريد أن نعرف مع من سنجلس ومن هي هذه الأشباح التي سنتحادث معها.. لا توجد قوائم ولا أسماء.. هناك عدة مجموعات كل مجموعة جاءت من مكان في هذا الكون وكل مجموعة لها مشغل".

مسألة العودة إلى جنيف ستناقش لاحقاً عبر القنوات الدبلوماسية

وعن العودة إلى جنيف بين الجعفري أن هذه المسألة "ستناقش لاحقاً عبر القنوات الدبلوماسية.. والعاصمة دمشق ستتخذ القرار النهائي بذلك".

وردا على سؤال "هل يعتبر هذا فشلا لجهود دي ميستورا"، اعتبر الجعفري، "أن هناك فشلا للجميع باستثناء حكومة الجمهورية العربية السورية لأننا قمنا بالاستجابة بشكل إيجابي للدعوة".

وأوضح أن "المسؤولين عن هذا الفشل هم السعوديون والأتراك والقطريون الزعماء الحقيقيون لمجموعة الرياض.. ثم كان هناك مشكلة أخرى تتعلق بغياب قائمة بأسماء من هم المعارضة ومن هم ليسوا من المعارضة ومن هم الإرهابيون ومن هم غير الإرهابيين.. وكان ينبغي الانتهاء من هاتين القائمتين قبل أن نتجه إلى جنيف وهذا عبء إضافي على عاتق الميسر وبعض أعضاء مجموعة فيينا".

وقال رئيس وفد الحكومة السورية: "لقد قلنا عدة مرات بأننا على استعداد للحوار والتعاون مع كل الجهات المسؤولة التي لديها مصلحة حقيقية بمساعدة الحكومة السورية على إيقاف نزيف الدم.. ولقد أثبتنا ذلك".

هناك أيد أجنبية ظاهرة وخفية تقوم بالتحكم بالمعارضة

وأضاف: "ما هو مزعج أنه منذ بدء الأزمة كانت هناك أيد أجنبية ظاهرة وخفية تقوم بالتحكم بهذه الدمى التي تطلق على نفسها اسم المعارضة.. والمأساة بدأت مع التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر سواء كان عربيا أو إقليميا أو دوليا.. كما أن الدعم الأجنبي للإرهابيين أدى الى تعقيد الوضع.. والحكومات الامريكية والفرنسية والبريطانية مسؤولة عن ذلك وتركيا والسعودية وقطر أيضاً".

وعن المدة التي تسبق الموعد الذي حدده دي ميستورا في 25 الشهر الجاري أوضح الجعفري أنه "يفترض بـ دي ميستورا خلال هذه الأسابيع الثلاثة أن يعيد تقييم ما جرى وكذلك الحكومات المعنية ومنها حكومة الجمهورية العربية السورية وجميع الأطراف ستعيد تقييم ما جرى في جنيف وسنأخذ القرار المناسب لجنيف".

نحن حكومة مسؤولة ونتصرف بمسؤولية وعقلانية وموضوعية

وقال الجعفري: "نحن لا نستمر بحسن النية مع المعارضات نحن نستمر بحسن النية مع حكومات .. نحن حكومة مسؤولة .. مسؤولون عن دولة عن بلاد جميلة اسمها سوريا.. نحن نتصرف بمسؤولية وعقلانية وموضوعية ولسنا هواة.. نحن محترفو سياسة ودبلوماسية همنا الاكبر هو انقاذ بلادنا وشعبنا من سفك الدماء ووقف العنف ونتعاون مع كل أصحاب النوايا الحسنة.. طبعا نحن نعرف أننا لسنا مثاليين بالمطلق.. وأن هناك اطرافا لا تريد لهذا المسعى أن ينجح ولكن نجاحه هو ما نطمح إليه مع أصدقائنا وحلفائنا".

قرار وفد الرياض الانسحاب جاء بعد فتح الطريق إلى نبل والزهراء

وقال الجعفري: "التطورات العسكرية على الأرض كانت حاسمة في هذا المجال وقرارهم بالانسحاب جاء بعد فتح الطريق إلى نبل والزهراء وبعد أن أدخلنا العيادات الطبية إلى مضايا والمعضمية.. بعد إدخال المساعدات الإنسانية إلى كل هذه المناطق إضافة إلى التل والزبداني وأماكن أخرى.. نحن لا نترك لهم فرصة لكي ينفذوا من خلالها إلى انتقاد الحكومة لا يمكنهم أن ينتقدوا على الإطلاق".

وتابع الجعفري: "في لقائنا أمس مع دي مستورا قلنا له امتحن هؤلاء بأن يصدروا بيانا يدينون به تفجيرات السيدة زينب فأحرجوا.. وأصدروا البيان رغما عنهم وأخذوا قرارا بالانسحاب .. أرجو أن نربط كل هذه المعطيات لكي تكون لدينا صورة بانورامية عن مجريات ما حصل".

وفي وقت سابق، عقب إعلان دي ميستورا تعليق الحوار السوري السوري أكد الجعفري خلال تصريح للصحفيين أن "المحادثات غير المباشرة لم تقلع رسميا بسبب تأخر وصول وفد الرياض ووصوله بتعليمات من مشغليه لإفشال اجتماع جنيف وقرارهم بالانسحاب اليوم قبل البدء بالمحادثات غير المباشرة بيننا وبينهم من خلال الميسر".

وكان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أعلن أمس الأربعاء، في وقت سابق تعليق الحوار السوري السوري في جنيف حتى الـ 25 من الشهر الجاري.