"مواجهة "إيرانية ـ خليجية بمؤتمر "فالداي" في موسكو

السبت ٢٧ فبراير ٢٠١٦ - ٠٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

شهد مؤتمر "فالداي الشرق الأوسط"، حوارات ساخنة في اليوم الأول لانعقاده في موسكو، وكان الملف السوري على رأس ملفات السجال فيه.

فرغم اللغة الديبلوماسية الهادئة والحازمة في الوقت ذاته، التي حملها خطاب وزير الخارجية سيرغي لافروف الى الحاضرين.. حذّر من "استحالة حل أزمات المنطقة في ظروف سعي البعض الى استخدام الإرهابيين كبيادق في لعبة شطرنج".. ودعا المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الرامية إلى تسوية الأزمات، والشروع في وضع استراتيجية شاملة لاستعادة الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف لافروف أن تدهور الوضع في الشرق الأوسط يمثّل خطراً كبيراً على البنية الدولية برمتها، قائلاً: "من الواضح أنه لا يمكن تحقيق استقرار طويل الأمد للأوضاع من دون اجتثاث بؤر الخطر الإرهابي، وبالدرجة الأولى القضاء على تنظيم "داعش" الذي فرض سيطرته على مساحات شاسعة من أراضي المنطقة"، منتقداً "محاولات استخدام الإرهابيين في ألعاب جيوسياسية مشبوهة".

وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو قلقة من الـ "خطة ب" الأميركية، لكنها لا تعرف تفاصيل هذه الخطة، داعياً الى التعامل الإيجابي مع "لحظة الحقيقة"، في إشارة الى اتفاق الهدنة في سوريا، مضيفاً أن هذا الاتفاق في حال تطبيقه سيصبح مثلاً جيداً على العمل الجماعي الفاعل للمجتمع الدولي. وتابع بوغدانوف أن موسكو "تقوم بالعمل الضروري مع دمشق، وتنتظر من الولايات المتحدة أن تحذو حذوها لدى التعامل مع أطراف الصراع الأخرى".

ومع تأكيده ضرورة تحويل الاتفاق إلى قرار دولي يتبناه مجلس الأمن، شدّد على قلق موسكو من محاولات إنشاء "منطقة عازلة" على الحدود السورية - التركية وتشكيل "تحالفات عسكرية جديدة"، مجدداً التذكير بالدعوة الروسية الى إقامة تحالف عريض ضد الإرهاب. وأكد بوغدانوف أن الغارات الجوية الروسية في سوريا التي "زعزعت القدرات العسكرية للإرهابيين"، سمحت بدفع التسوية.

ولم يقتصر تقديم ملف الإرهاب على كل ملفات الأزمة السورية على حديث لافروف ونائبه، إذ كان منتظراً أن تنضم مستشارة الرئاسة السورية بثينة شعبان، الى هذا الجهد، واعتبرت الحرب في سوريا جزءاً من أحداث "الربيع العربي" التي استهدفت الدول العربية الأكثر تقدماً، مشيرة الى وجود "عالمين في وطننا العربي"، أحدهما يصنعه الإعلام الغربي ويروّج له، والثاني هو الواقع الذي تعيشه شعوب المنطقة.

واتهمت الغرب بتجاهل "الإصلاحات" في سوريا وتكثيف الهجمة عليها. وشدّدت على إنكار وجود "طرف آخر" في المعادلة السورية، لأن "المعارضة في أستراليا هي أحزاب تخوض انتخابات وتعلن مواقف، أما من يطلقون على أنفسهم عندنا معارضة، فهم يحملون السلاح ضد الدولة". وذكّر هذا الموقف بعبارة شعبان الشهيرة في العام 2011، بعد مرور شهور قليلة على بدء تطور الموقف في سوريا، عندها قالت في موسكو رداً على سؤال "الحياة" عن استعداد النظام للحوار: "حوار مع من؟"، مؤكدة أنها "لا ترى طرفاً يمكن الحوار معه".

وبعد هجوم لافروف وبوغدانوف الواضح على جهات عربية واقليمية داعمة للارهاب، تحدث وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، فاعتبر الاتفاق الروسي - الأميركي في شأن وقف إطلاق النار في سوريا، تطوراً إيجابياً في المنطقة.

وتابع أن العالم العربي بعد مرور 5 سنوات على اندلاع أحداث "الربيع العربي"، وجد نفسه ليس في الموقف الذي سعى إليه، وما زال يواجه دائرة واسعة من عدم الاستقرار.

وبين السجالات حول مآلات الوضع في سوريا والمآسي التي حملها ربيع العرب، اندلاع مواجهة كلامية ساخنة بين باحث إيراني وجّه أسهم الانتقاد الى السعودية ودول خليجية معروفة بدعم الارهاب التكفيري مع بعض الخليجيين الحاضرين..

* الحياة

114-3