"اسرائيل" لأردوغان: طباخ السم لازم يذوقه

الأحد ٢٠ مارس ٢٠١٦ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

شنّ الإعلام الإسرائيلي على مختلف مشاربه هجومًا قويا على تركيّا منذ أمس السبت بعد لبتفجير الذي وقع في شارع الاستقلال باسطنبول، واتهمّها بدون رتوشٍ بأنّه لا يحّق لها الشكوى لأيّ جهةٍ أو فئةٍ أوْ دولةٍ، إنمّا عليها أنْ تلوم نفسها فقط.

وبحسب "راي اليوم" رأى المحللون للشؤون السياسيّة في الإعلام الإسرائيليّ انّ الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان، الذي منذ أنْ اعتلى السلطة في البلاد، قام بأسلمة الدولة التركيّة، التي كانت علمانيّةً، الأمر الذي أدّى، بحسبهم، إلى زيادة التطرّف في تركيّا، على حدّ تعبيرهم.

واللافت أنّ الهجوم، لم ينبع بأنّ الإرهابيّ استهدف مجموعةً من الإسرائيليين، بل لأنّ تركيّا، بحسب أليكس فيشمان، مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، باتت دولةً خطيرةً للغاية، ونقل فيشمان عن مصادر أمنيّة في تل أبيب، وصفها بأنّها رفيعة المُستوى، نقل عنها قولها إنّ العملية الإرهابيّة أمس السبت هي أوّل الغيث، وأنّه بحسب المعلومات المُتوفرّة لدى الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة والأجهزة الصديقة، فإنّ تركيّا مقبلة على موجةٍ من العمليات الإرهابيّة.

وشدّدّت المصادر عينها على أنّ اتهام الميليشيات الكرديّة بالمسؤولية عن العمليّة، هو اتهام لا توجد له صلة بالمرّة مع الواقع، لافتةً إلى أنّ التنفيذ كان من إنتاج وإخراج التنظيم الإرهابيّ (داعش).
وأشار فيشمان إلى أنّ مسلحي حزب العمال الكردستاني لا ينفذون عمليات ضدّ سياح، وإنمّا يستهدفون قوات الأمن التركية والمؤسسات الحكومية، بينما عناصر تنظيم القاعدة أو “داعش” يستهدفون السياح.

من ناحيته، قال تسفي يحزقيئيلي، مُحلل الشؤون العربيّة في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ إنّ طباخ السم لازم يذوقه، مُشدّدًا على أنّه منذ اندلاع الأزمة السوريّة قبل خمس سنوات بالتمام والكمال، قامت تركيّا بقيادة أردوغان بتسهيل دخول وخروج أعضاء التنظيمات الإرهابيّة إلى سوريّا، كما أنّ تركيّا قامت بتزويد (داعش) بالأموال، عندما اشترت النفط السوريّ المسروق منه.

وبرأي المُحلل فقد "انقلب السحر على الساحر، وتحوّل تنظيم (داعش) إلى تنظيم مُعادٍ لأردوغان، ..". وأضاف: أراد (داعش) وما زال يُريد أنْ ينتقم من أردوغان الذي قام في الفترة الأخيرة بـ”رفع يده” عن دعم التنظيم الإرهابيّ، وكانت النتائج، عمليات إرهابيّة مًتواصلة.

من ناحيته، لفت المُحلل بن درور يميني في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، نقلاً عن مصادر سياسيّة عليمة في تل أبيب، لفت إلى أنّ الشخص الذي فجرّ نفسه في مجموعة سياحيّة إسرائيليّة لم يكُن على علمٍ بأنّهم يهود من "إسرائيل"، وأنّ كلّ محاولة لربط العمليّة بكون عددٍ من الضحايا إسرائيليين، هي محاولة بائسة ويائسة، على حدّ تعبيره.

في السياق عينه، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مؤتمرًا صحافيًا خاصًّا، في ساعةٍ متأخرةٍ من ليل السبت، على خلفية الهجوم الانتحاريّ في إسطنبول، مؤكّدًا مقتل إسرائيليين اثنين في الهجوم وإصابة نحو 11 آخرين.

وقال نتنياهو، الذي وصل إلى غرفة الطوارئ الخاصة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنّ الخارجية تقيم اتصالاً مباشرًا مع السلطات التركية. وأضاف نتنياهو في حديثه "إنّ إسرائيل تجري فحصًا إنْ كان الهجوم الانتحاري موجّه ضد إسرائيليين".

وتطرق نتنياهو الى مساعي المصالحة مع الجانب التركي، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يقيم اتصالات مكثفة مع الأتراك في الأشهر الأخيرة، بهدف تطبيع العلاقات بين الطرفين، إلّا أنّ التأخير في التوصل إلى اتفاق يعود إلى مواضيع جوهرية يجب الاتفاق عليها، على حدّ تعبيره.

في السياق عينه، أثارت مسؤولة في حزب العدالة والتنمية التركي ضجة في تركيا والكيان الإسرائيلي بعد أنْ نشرت تغريدة على موقع “تويتر” تمنت فيها الموت للإسرائيليين الذي أصيبوا السبت في هجوم إسطنبول. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنّ حزب العدالة الحاكم اتخذ إجراءات عقابية ضد إيرام أكتس، التي تتولى العلاقات العامة في أحد المكاتب المحلية في الحزب بإسطنبول، عقب التغريدة.

علاوة على ذلك، أجمع المُراقبون في كيان الاحتلال على أنّ العملية الانتحاريّة أمس، تُشكّل ضربّة قاصمةً للسياحة التركيّة، خصوصًا وأنّها وقعت في أحد الشوارع الأكثر شعبيّة للسياح وهو شارع الاستقلال باسطنبول.

107-4

تصنيف :