شركة الحريري عاجزة عن دفع رواتب موظفيها!

شركة الحريري عاجزة عن دفع رواتب موظفيها!
الأحد ٢٧ مارس ٢٠١٦ - ٠٤:١٢ بتوقيت غرينتش

مئات العائلات تعاني انقطاع الرواتب منذ أشهر في الشركة "سعودي اوجيه" المتعثرة المملوكة لسعد الحريري، فيما يوضح مصدر متابع لملف الشركة ان وضعها "ميؤوس منه"، ويرى مراقبون انه في حال اثبت سعد انه لا يزال ذا فائدة سياسيا فالسعوديون قد يساعدونه.

وبحسب "ميدل ايست أونلاين"، يعاني روبرت كغيره من آلاف الموظفين في شركة "سعودي اوجيه" المملوكة من رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، من توقفها منذ اشهر عن دفع الرواتب، ما يمنعه من تسديد الاقساط المدرسية او تجديد اقامته.

ويقول روبرت، وهو اسم مستعار، وغيره من المطلعين على وضع الشركة العاملة في مجال البناء، ان صعوباتها تعود بشكل اساسي الى تأخر السلطات السعودية في سداد مستحقاتها خلال العامين الماضيين، تزامنا مع انخفاض اسعار النفط الذي انعكس سلبا على ايرادات الحكومة.

ويقول روبرت الذي لم يتقاض راتبه منذ ستة اشهر "لم اعد املك المال، الامر صعب".

ويوضح الموظف الذي امضى اعواما طويلة في الشركة، انه "لا يملك خيار" الانتقال الى مؤسسة اخرى، مشيرا الى ان "سعودي اوجيه" وعدت في رسالة الى الموظفين، بعودة تسديد الاجور نهاية آذار/مارس الجاري.

وفي حين اثر تراجع الايرادات النفطية على الاوضاع المالية لشركات عدة تعتمد بشكل كبير على مستحقات حكومية، الا ان مطلعين على وضع "سعودي اوجيه" يقولون ان مشاكلها بدأت منذ اعوام عدة.

ويقول موظف سابق في الشركة "حتى عندما كنت اعمل فيها، كان ثمة تأخر في دفع الرواتب للموظفين المحليين".

ويضيف "يبدو ان الوضع بات أسوأ" في الشركة التي توظف زهاء 50 الف شخص من جنسيات مختلفة، بينها اللبنانية والسعودية والفرنسية.

مشاكل ادارية ومالية

يوضح مصدر متابع لملف "سعودي اوجيه" ان وضعها "ميؤوس منه"، مشيرا الى ان مئات العائلات تواجه المصير نفسه كروبرت.

ويقول "لا يمكنهم دفع تذاكر السفر" الى بلدانهم، او تحويل الاموال الى بعض افراد عائلاتهم المقيمين في بلدهم الام.

وبحسب المصدر، فان سوء الادارة "هو احد المشكلات الاساسية" في الشركة، وتضاعف تأثيرها مع انخفاض الايرادات النفطية السعودية التي تسببت بعجز قياسي بلغ 87 مليار دولار في موازنة المملكة لعام 2015.

ودفع وضع الشركة السفارة الفرنسية القلقة على وضع الموظفين الفرنسيين، لتوجيه رسالتين لادارتها التي وعدت بسداد المستحقات قريبا.

وفي وقت سابق هذا الشهر، افادت صحيفة "عكاظ" السعودية ان وزارة العمل اتخذت اجراءات "لمحاسبة" الشركة، من ضمنها تشكيل لجنة للنظر في القضية وقطع خدمات عنها، مشيرة بحسب مصدر في الوزارة، الى ان الشركة وعدت بدفع كل الرواتب المتأخرة على دفعات.

وسأل المصدر المتابع "هل تملك الشركة المصادر للايفاء بوعودها؟".

ويشير رجل اعمال لبناني في السعودية الى ان مالية الشركة "كانت تدار بشكل سيىء منذ زمن طويل"، معتبرا ان وضعها الراهن يطرح سؤالين "هل تستمر البنوك السعودية في تمويل سعودي اوجيه، وثانيا، هل ستنجح عائلة الحريري في تأمين مستثمر جديد مستعد لضخ الاموال؟".

واضاف انه في خلاف ذلك فان "الشركة تواجه الافلاس".

واسس الشركة نهاية السبعينات من القرن الماضي رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، والذي كان مقربا من العائلة المالكة خصوصا العاهل الراحل فهد بن عبد العزيز.

وبعد وفاة الحريري في تفجير استهدف موكبه بوسط بيروت في شباط/فبراير 2005، تولى نجله سعد وراثة دوره السياسي.

ويرى مصرفي لبناني انه "في حال اثبت الحريري انه لا يزال ذا فائدة (سياسيا) فالسعوديون قد يساعدونه"، والا "لن يمدوا يد العون اليه".

ويوضح روبرت ان مشاريع الشركة في المركز المالي هي من ضمن الانشاءات المجمدة حاليا، مؤكدا في الوقت نفسه عدم الغاء اي مشروعَ.\

110-3