تشكيك دولي بجهود تركيا لوقف تسلل المهاجرين إلى أوروبا

تشكيك دولي بجهود تركيا لوقف تسلل المهاجرين إلى أوروبا
الأحد ٠٣ أبريل ٢٠١٦ - ٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش

شككت النمسا ومنظمات حقوقية دولية في فرص نجاح الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي لوقف تسلل اللاجئين إلى الدول الأوروبية، وقدم المشككون عدة أسباب لهذه الشكوك أهمها أن تركيا ليست بلداً آمنا وأصبح يخشى فيها كثيراً على حقوق الإنسان.

ونقلاً عن "ميدل ايست اونلاين" تستعد تركيا السبت لبناء مراكز لتسجيل المهاجرين الذين سيتم ترحيلهم إليها انطلاقاً من اليونان، وذلك تنفيذاً للاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة الهادف إلى احتواء تدفق المهاجرين والذي يبدأ تنفيذه الإثنين.
وشكك الرئيس النمساوي هاينز فيشر السبت في فرص نجاح الاتفاق، واصفاً الوضع في تركيا على صعيد احترام حقوق الإنسان بانه "صعب للغاية".
وقال فيشر في تصريحات لإذاعة "أوروبا 1" العامة رداً على سؤال حول النهج الذي تتبعه الحكومة التركية حيال الحقوق والحريات إن "هناك أموراً عدة تجري في تركيا حالياً، وهو ما لا يعجبني".
وبحسب فيشر، فإن الوضع في تركيا "صعب للغاية" بشكل عام، وخصوصاً "من أجل اتفاق مع الاتحاد الأوروبي"، على غرار ذلك الهادف إلى الحد من تدفق المهاجرين.
والسبت أعرب بيتر ساثرلاند مستشار الأمم المتحدة الخاص حول الهجرة عن قلقه من أن يكون الاتفاق الأوروبي التركي "غير قانوني"، وخصوصاً إذا اشتمل تنفيذه على "عمليات طرد جماعية من دون الالتفات إلى الحقوق الفردية لمن يؤكد أنه لاجئ".
وأعرب عن الأمل بحماية اللاجئين السوريين لدى إعادتهم إلى تركيا مع "ضمان عدم طردهم بعدها إلى سوريا".
وترفض المنظمات غير الحكومية بشدة مضمون الاتفاق. وأكدت هذه المنظمات أنه لا يمكن اعتبار تركيا بعد الآن "بلداً آمنا" بالنسبة إلى اللاجئين السوريين.
كذلك، تتهم المنظمات أنقرة بأنها أجبرت في شكل غير قانوني مئة لاجئ سوري على العودة إلى بلادهم التي تشهد نزاعا، لافتة إلى أن قسما من اللاجئين الذين رحلوا من اليونان قد يواجهون المصير نفسه.
وتتوقع السلطات التركية عودة مهاجرين سوريين أو من جنسيات أخرى، عبروا بحر إيجه في اتجاه الاتحاد الاوروبي، إلتزاماً بالاتفاق المذكور الذي وقع في العشرين من آذار/مارس من دون أن ترشح تفاصيل منه حول ظروف هذه العودة.
وسيغادر نحو 750 مهاجراً جزيرة ليسبوس اليونانية في اتجاه ميناء ديكيلي التركي بين الإثنين واأاربعاء، مستقلين سفينتين يونانيتين تشغلهما وكالة فرونتكس، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليونانية السبت.
واكتفى المسؤول الوزاري اليوناني لإدارة ملف الهجرة يورغوس كيريتسيس بالتصريح "نواصل التحضيرات".
وقال مسؤولون محليون في ديكيلي الواقعة قبالة ليسبوس إنهم يعدون مركز استقبال للمهاجرين الذين سيرحلون من اليونان. لكن مشاهد بثتها قناة إن تي في التركية الجمعة أظهرت موقعاً لا يزال خاليا.
وذكرت صحيفة "ميلييت" إن طلائع المهاجرين سيتم استقبالهم في مجمع رياضي بالمدينة في انتظار جهوز المركز المذكور.
وإلى الجنوب، بدأت أشغال في منتجع شيشما السياحي في محافظة إزمير الذي يقع قبالة جزيرة خيوس اليونانية التي اجتذبت أيضاً عدداً كبيراً من المهاجرين، وفق ما أفاد رئيس بلديتها.
وأكد رئيس البلدية محيي الدين دالغيتش تمديد مجاري المياه والكابلات الكهربائية على مساحة 500 متر مربع قرب المرفأ، ستستخدم كمركز.. وسيضم خيماً يمكن للموظفين فيها أخذ بصمات المهاجرين وتسجيلهم، إضافة إلى طواقم طبية.
ويؤكد المسؤولون الأتراك أن هذه المراكز ليست مخيمات للاجئين بل سيرسلون منها إلى مخيمات في أسرع وقت ممكن.
وقال رئيس البلدية "ما إن يتم تسجيلهم والتأكد من حالتهم الصحية، سيتم إرسالهم إلى مخيمات"، مضيفاً "سنعمل على أن تكون الإجراءات سريعة لتجنب بقائهم فترة طويلة في المكان".
وتخشى المدن الساحلية السياحية في غرب تركيا أن يؤثر مجيء اللاجئين المفاجئ في حركة السياح، قبل بضعة أشهر من الموسم.
في الانتظار، يعد الهلال الاحمر التركي مخيما جديداً للاجئين يتسع لخمسة آلاف شخص في مانيسا (غرب)، هو أول مخيم لا يقام في جنوب أو شرق البلاد، وذلك بهدف احتواء الوافدين الجدد، وفق ما نقلت الصحافة التركية السبت.
ويلحظ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي تقول إنها تستقبل 2.7 مليون لاجئ سوري، استقبال سوري في بلد أوروبي مقابل كل مهاجر يتم ترحيله إلى تركيا.
وأعلنت ألمانيا الجمعة أنها تنتظر الإثنين وصول مجموعة أولى من السوريين آتين من تركيا، غالبيتهم عائلات مع أطفالها.
104-2