شيطنة حزب الله.. حرث في البحر

شيطنة حزب الله.. حرث في البحر
الأحد ٠٣ أبريل ٢٠١٦ - ٠٨:٢١ بتوقيت غرينتش

"هناك عمل يجب أن تقوم به الدولة اللبنانية، حزب الله ميليشيا خارج القانون... في 2006 صدر قرار من مجلس الأمن ينص على إزالة سلاح حزب الله، وهذا ما يجب أن نقوم به بشكل جماعي"، هذا الكلام الذي يقطر حقدا على اشرف مقاومة واجهت الصهاينة الغاصبين واذلتهم على مدى 60 عاما، ليس لسفاحي الصهاينة امثال نتنياهو وليفني ويعالون وليبرمان، بل هو لمستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري.

كلام عسيري هذا اطلقه يوم الجمعة 1 نيسان / ابريل في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الفرنسية باريس، حيث طالب فيه بنزع أسلحة حزب الله، وهو مطلب عجز الكيان الصهيوني، بكل ما يملك من قدرات عسكرية ضخمة، وعجزت عنه حتى امريكا والغرب برمته، وقد جربوا حظهم العاثر في اكثر من مرة.

واجترارا لمواقف صهيونية معروفة من الاتفاق النووي بين ايران والدول الست الكبرى، اعتبر عسيري الاتفاق يجعل ايران "تتمادى" في دعم حزب الله، الذي حاولت السعودية من خلال تقديم الرشى وشراء الذمم لوصفه بـ"الارهابي"، الا ان تاثير ذهبها ودولاراتها النفطية ما سرع ان تبخر، فقد رفض العراق والجزائر ولبنان وتونس، مواقف السعودية من حزب الله، الامر الذي اصاب السعودية بنوبة هستيرية، لم تفق منها الى الان، بل اخذت تشتد، بدليل مواقفها غير المتزنة ازاء لبنان، ومنها تصريحات المدعو عسيري.

وقوف الشعب اللبناني خلف الجيش والمقاومة، دفعت السعودية ومن خلفها بعض الدول الخليجية، الى اتخاذ اجراءات ترمي الى قطع ارزاق عشرات الالاف من اللبنانيين العاملين في الخليج الفارسي، بحجة تعاطفهم مع حزب الله، وسحب الرساميل السعودية والخليجية من لبنان، لتحريض الشارع اللبناني على حزب الله، بهدف ضرب التلاحم بين الشعب والجيش والمقاومة.

لما لم تجد السعودية مبررا لقرارها وقف الهبة الى الجيش اللبناني، والذي كان هدفه الاول والاخير ايجاد ثغرة في جدار التلاحم بين الجيش والمقاومة في لبنان، يخرج علينا عسيري بتبرير مفاده: "ان وقف الهبة السعودية لشراء اسلحة للجيش اللبناني، جاء بسبب خشية الرياض أن تقع هذه الأسلحة في يد حزب الله!!"، وهو ما اكد بؤس السياسة السعودية ازاء لبنان، وكشف عن موقفها الحقيقي ازاء هذا البلد.

الملفت ان عسيري يعرف جيدا، انه ليس هناك لبناني واحد في كل لبنان يصدق تبريره، فالجميع يعرف كيف يحصل حزب الله على سلاحه الذي اذل به الصهاينة والتكفيريين، ولم يستخدم حزب الله حتى طلقة واحدة من الجيش اللبناني، ولكن الرجل اعتاد على مثل هذه التصريحات، وهي ينقل وقائع العدوان السعودي على الشعب اليمني المظلوم منذ اكثر من عام.

رغم ان حزب الله لا ينتظر من الحكومات العربية، مديحا ولا ثناء، كما انه لا يلتفت ايضا لأي ذم او قدح يخرج عنها، ولكن من الضروري ان نتوقف امام تصريح القائد السبسي رئيس تونس، الدولة العربية التي استضافت اجتماع وزراء خارجية العرب الاخير، والذي تم خلاله وصف حزب الله ب"الارهابي"، حيث اكد بصريح العبارة :"إن حزب الله مقاوم ومجاهد، وتونس لن تصنفه منظمة إرهابية"، وهذا التصريح الواضح والشفاف، يؤكد بما لا يقبل الشك، ان السعودية بمحاولاتها المستميتة لشيطنة حزب الله، للتاثير على الرأي العام العربي والاسلامي، ليتبنى موقفها وموقف "اسرائيل" من حزب الله، تظهر كمن يحرث في البحر.

* عزيز الوالي

2-205