الزبن مجددا وفي غضون اسابيع يلتقي السفيرة “المزعجة” كما يلقبها السياسي العريق الدكتور ممدوح العبادي، الامر الذي لطالما في المرات الماضية ثار عليه النشطاء باعتبار الاخيرة “حشرية بطبعها” وتتدخل بكل صغيرة وكبيرة و”لا يحق لها ذلك”.
المكتب الاعلامي في الجيش لم يصدر اية تفاصيل عن اللقاء، ووكالة الانباء الرسمية اكتفت بفقرتين تتحدثان عن كون اللقاء هدف لبحث أوجه التعاون والتنسيق في عدد من القضايا التي تخص القوات المسلحة في البلدين الصديقين.
في التالي مباشرة حصل ما فُهم على انه “نتيجة” للقاء الطرفين في عمان، وهو توقيع اتفاقية تعاون لتبادل الرسائل الالكترونية والمشاركة في مكافحة التطرف ودعاية تنظيم داعش على الانترنت، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية، الامر الذي قد يبدو متمما لما جرى في عمان.
الاتفاقية الاخيرة لم يتم شرحها حتى اللحظة ولم يفهم الاردن معنى “تبادل الرسائل الالكترونية والمكافحة على الانترنت” وما قد يصل اليه التعاون المذكور، الا ان الامر الوحيد الذي يمكن استنتاجه ان الاتفاقية لا دخل للجيش فيها، رغم محاولة “عكس″ ذات الصورة التي حصلت في الاردن في واشنطن، بين سفيرة عمان ومسؤول امبركي (نائب وزير الخارجية).
الاهم الاتفاقية تركز على كون الأردن- حسب بيان الخارجية الاميركية- سيعمل مع أميركا على تكثيف جهود وسائل الإعلام في تسريع وتفعيل مكافحة دعاية “داعش” وغيرها من جماعات التطرف العنيف الأخرى، بما فيها مكافحة جهود تجنيد المقاتلين الأجانب وجمع التبرعات للنشاطات غير المشروعة، بالإضافة إلى تهديد وترهيب سكان الأردن وغيره من دول العالم الأخرى، الامر الذي اضاف البيان له سطرا هاما عنوانه “كما أن الشراكة سترتكز على تقديم أصوات مستقلة من الأردن، ومن دول المنطقة الأخرى، والتي ستنشر سرداً معتدلاً وبنَّاءً ورؤيا إيجابية وسلمية للمستقبل.”
النقطة المتعلقة بتقديم “اصوات مستقلة من المنطقة تحت رعاية اميركية” غير مفهومة أيضا ولم يسأل عنها احد، بذات الطريقة التي لم يسأل احد فيها عن اسباب اللقاء بين الجنرال الزبن والسفيرة ويلز، والتي “فجأة” لم تعد مزعجة.
سفيرة واشنطن في عمان والتي تتدخل بكل التفصيلات في البلاد، لم تعد تبدو مزعجة منذ دخل الاردن “قانونيا” ضمن حلفاء واشنطن، الامر الذي على ما يبدو شرعن “حشريتها” ونظمها بصورة او بأخرى على اقل في عقول المعارضين لاستفساراتها التي لطالما انصبّت حول تفاصيل اردنية بحتة، ليس اخرها تشغيل السوريين ونسبة الاردنيين من اصول فلسطينية ومشاركتهم في الحياة العامة.
قبل مدة بسيطة كانت تحركات السفيرة في العاصمة الاردنية تثير الشك والريبة، اليوم تعاود الاخيرة جلوسها مع واحد من القلة صانعة القرار ولا احد يسأل “كيف ولماذا”، الامر الذي يعني ببساطة ان الاردن اليوم عاد راضيا الى الحضن الاميركي بعد تراجع نظيره الروسي، خاصة والاردن اليوم يحمي حدوده الشمالية بالاسلحة والمدفعيات الاميركية بعد ان سقط كل تفاهم مع الروس في ابعاد الاشتباك السوري عن حدود المملكة الاردنية، منذ كانوا حاضرين في المنطقة.
راي اليوم
109-3