احتجاجات عارمة ضد ترامب بيوم عيد العمال في أميركا

احتجاجات عارمة ضد ترامب بيوم عيد العمال في أميركا
الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١٦ - ١٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

سار مئات من الأشخاص في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية، في تجمعات بمناسبة عيد العمال استهدفت دونالد ترامب، متصدر المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية، احتجاجاً على تعهده خلال حملته الانتخابية ببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، وترحيل العمال غير الشرعيين.

وجاءت هذه التجمعات في المدينة التي يقطنها مهاجرون كثيرون، بعد أيام على تحطيم محتجين زجاج سيارة للشرطة وعرقلة حركة المرور خارج تجمع لحملة ترامب في مدينة كوستا ميسا بكاليفورنيا والتي تبعد 64 كيلومتراً جنوب شرقي لوس أنجليس بحسب ماذكرت "فرانس برس".

والجمعة الماضية، أغلق متظاهرون مدخل فندق استضاف مؤتمراً للحزب الجمهوري في بيرلنجيم جنوب سان فرانسيسكو، وأجبروا ترامب على عبور حاجز خلفي للدخول الى القاعة.

وتمّ تخطيط ثلاث مسيرات منفصلة في لوس أنجليس. وبدأت سلمية ظهراً مع دفاع مئات من الأشخاص عن قضايا مختلفة بينها حقوق المهاجرين والعمال. وقال خوان خوسيه جوتيريز من ائتلاف «حقوق كاملة للمهاجرين»: «هدد ترامب بأنه إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة، فسيُرحل خلال 18 شهراً الأولى جميع الأشخاص الذين لا يحملون وثائق، وهؤلاء يتجاوز عددهم 11 مليوناً، لذا لا نستخف بهذا الأمر».

في سياتل، جُرح 5 شرطيين واعتقل 9 أشخاص على الأقل لدى إلقاء متظاهرين حجارة وزجاجات مولوتوف، وتحطيمهم نوافذ خلال مسيرات عيد العمال التي استغلها المحتجون هذه السنة للاحتجاج على عنف الشرطة، الى جانب محاولتهم لفت الانتباه الى قضايا العمال والهجرة.

وأوضحت الشرطة أن رجل أمن أصيب في الرأس بعد إلقاء محتجين زجاجات مولوتوف. كما جرح عنصر أمن آخر بسبب رشقه بحجارة وثالث تعرض لضرب على يد محتج.

وألقى رئيس بلدية سياتل، إد موراي، باللوم في «العنف الأحمق» بالمدينة على مشاركين في «حشد مختلف» عن مسيرة سلمية في مناسبة عيد العمال، علماً أن صحيفة «سياتل تايمز» أفادت بأن الشرطة استخدمت كرات متفجرة ومسحوق فلفل لتفريق الحشد.

وعشية الانتخابات التمهيدية الرئيسية في ولاية انديانا، هاجم ترامب بشدة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون ومنافسه الجمهوري تيد كروز، وقال لقناة «فوكس نيوز»: «لو لم تكن كلينتون امرأة لما دخلت السباق أصلاً. لقد كان أداؤها سيئاً في نواحٍ عدة، حتى أن النساء لا يؤيدنها، ولكنها تلعب ورقة المرأة وسأبلغكم خلال ســــتة أشهر إذا كانت ستلعبها في شكل جيد، وهو ما لا أعتقده». كما هاجم البليونير النيويوركي وصف منافسه كروز بطل الملاكمة السابق مايك تايسون بأنه «مغتصب».

وكان كروز انتقد أيضاً دعم حاكم انديانا مايك بينس لترامب، وقال أنه «أضعف دعم نشاهده منذ فترة طويلة»، علماً أن استطلاعاً للرأي أجراه معهد «ماريست» لحساب «وول ستريت جورنال» و «ان بي سي نيوز» توقع أن يتفوق ترامب بـ 15 نقطة في انديانا.

في المعسكر الديموقراطي، وجه المرشح الرئاسي بيرني ساندرز نداء الى كبار المندوبين الذين يستطيعون ترجيح الكفة عند تعيين الحزب رسمياً مرشحه، في وقت بات شبه محسوم نيل وزيرة الخارجية السابقة الترشيح في حال لم تحصل مفاجأة. وقال في واشنطن: «من شبه المستحيل حصول كلينتون على تأييد غالبية المندوبين الملتزمين قبل 14 حزيران (يونيو)، موعد انتهاء الانتخابات التمهيدية».

والمندوبون «الملتزمون» هم الذين يختارهم الناخبون في الاقتراع التمهيدي مباشرة. أما المندوبون الكبار الذين يناهزون 700، فهم مسؤولو الحزب الديموقراطي وأعضاؤه المنتخبون (من نواب وغيرهم) الذين يحق لهم التصويت في مؤتمر الحزب في فيلادلفيا في تموز (يوليو) المقبل.

ولا يستطيع ساندرز تخطي تقدم كلينتون في عدد المندوبين الكبار، بعدما نالت دعم أكثر من 500 منهم.

وهذا الفارق كبير الى درجة أنه يتطلب من ساندرز ليس فقط الفوز عليها في باقي الانتخابات التمهيدية، بل العمل لدفع الجزء الأكبر من كبار المندوبين الى تغيير موقفهم.

وأسف ساندرز لاختيار كبار المندوبين الآتين من ولايات فاز فيها، مثل واشنطن ونيوهامشير، دعم كلينتون بدلاً من احترام رغبات الناخبين. واستشهد باستطلاعات رأي تشير الى أن فرصه أكبر من كلينتون في هزيمة ترامب في الانتخابات العامة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وقال: «يجب أن يفكر كل واحد من كبار المندوبين في شكل موضوعي لتحديد أي مرشح يملك فرصة أكبر للفوز على ترامب».

وتوقع ساندرز الفوز في ولايتي انديانا اليوم وكاليفورنيا في 7 حزيران (يونيو). لكن كلينتون ردت في حديث لشبكة «سي إن ان» بأن «هناك وقتاً يحتم الأخذ بالواقع، وخلال مواجهتي باراك اوباما في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية عام 2008 قررت أخيراً أنه يجب الانسحاب».

لكن الواقع أن كلينتون انتظرت نهاية الانتخابات التمهيدية في حزيران (يونيو) تلك السنة للإقرار بهزيمتها وتدعو ناخبيها الى منح أصواتهم لأوباما الذي يغادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) 2017.

ونالت كلينتون حتى الآن تأييد 2176 مندوباً بينهم 510 من الكبار، في مقابل 1400 لساندرز بينهم 41 من الكبار، من أصل غالبية 2383 مندوباً مطلوبة. ولم يبق إلا ألف مندوب سيتوزعون في عمليات التصويت المقبلة.

4