حلب ومحاولة الارهابيين تغيير الخارطة بدماء المدنيين+فيديو

الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١٦ - ١٠:٥٩ بتوقيت غرينتش

(العالم) 03/05/2016 - مدينة حلب في الشمال السوري باتت هدفا للجماعات المسلحة بأهلها وأحيائها لتعويض فشلها السياسي وبات قتلهم الوسيلة الناجعة لوقف تقدم الجيش السوري وحلفائه خصوصا بعد الأنباء المتواترة عن استعدادات وتحضيرات وتحشيد قوى لم تكن خافية على أحد.

التصعيد الأخير أتى عقب الزيارة الفاشلة للرئيس الأميركي باراك أوباما للرياض ولقائه قادة دول مجلس التعاون والتي أظهرت تباين وجهات النظر بين الجانبين.

الجانب الأميركي ليس بعيدا عن التصعيد فهو على المستوى الاستراتيجي يهمه أن يعيق أي تقدم سوري بغطاء روسي يرى فيه خطرا على النفوذ الأمريكي في المنطقة برمتها ويهمه أن لا يذهب المفاوض السوري معززا بورقة الانجازات الميدانية.

للجماعات المسلحة مصلحة في التصعيد أيضا فاتفاق وقف الأعمال القتالية كشف هشاشة هذه الجماعات وفقدها للحاضنة الشعبية وأكد للمتابعين أن ليس على الأرض في حلب سوى جبهة النصرة التي تتلطى بجماعات ابتدعتها لتسوغ وجودها على الساحة السورية ولتشملها أي عملية سياسية أو تسوية أو هدنة.

إضافة لذلك فإن هذه الجماعات رغم أنها تسيطر على أجزاء معزولة من شرق حلب وجنوبها فإنه لا يربطها بالريف الشمالي سوى الطريق المعروف بالكاستيلو والذي بات بدوره بمرمى نيران الجيش والحلفاء وليست الحركة عليه نزهة مأمونة.

مصالح الأطراف الثلاثة -أمريكيين ودول إقلميية داعمة للمسلحين وجماعات مسلحة- التقت على إحباط الهجوم المفترض للدولة السورية وحلفائها لتحرير أحياء حلب فلم تجد الأطراف الثلاثة بعد عجزها هجوميا أمام تحصينات الجيش والحلفاء ودفاعيا إثر الانكسارات المتتالية لهم في حلب ومحيطها لم تجد سوى المدنيين أهدافا سهلة للضغط على الحكومة ولوقف الهجوم فكان مسلسل التصعيد في حلب المتواصل منذ عشرة أيام لا تخلو ليلة فيه ولا نهار من رشقات القذائف والصواريخ العشوائية التي لا تستهدف إلا المدنيين والمرافق العامة كان آخرها مستشفى الضبيط للتوليد بحي المحافظة الذي لا يوجد فيه بطبيعة الحال سوى النساء والأطفال

المناطق الاخرى لمن تكن استثناء جرى استهداف مستشفة الرازي السبت الماضي إضافة لاستهداف أحياء شارع النيل والسبيل والموكامبو ومنطقة الرازي والسريان والخالدية ومحيط جامع الرحمن وجامع عائشة وتشير حصيلة أيام التصعيد الأخيرة إلى سقوط مئات الضحايا شهداء وجرحى.

5