الى شيعة العراق.. إحذروا الصداميين المندسين

الى شيعة العراق.. إحذروا الصداميين المندسين
الأحد ٠٨ مايو ٢٠١٦ - ٠٦:١٩ بتوقيت غرينتش

خبران مؤلمان لا يفصل بينهما سوى بضعة ايام، الاول؛ رفع انصار التيار الصدري في العراق شعارات تتعرض للجمهورية الاسلامية في ايران خلال اقتحامهم مجلس النواب العراقي، والثاني استشهاد 13 من مستشاري فيلق كربلاء التابع للحرس الثوري بمحافظة مازندران / شمال ايران/ خلال الدفاع عن مراقد اهل البيت (ع) في سوريا.

لا نكشف سرا ان قلنا عدد الشهداء الايرانيين الذين سقطوا في معارك الدفاع عن مراقد اهل البيت في العراق (ع) ضد وحشية وسادية العصابات الداعشية، ليس بأقل من عدد الشهداء الايرانيين في سوريا، واعترف العدو قبل الصديق بدور المستشارين الايرانيين في الحربين المفروضتين على الشعبين العراقي والسوري من قبل امريكا والصهيونية والرجعية العربية وتركيا، عبر استقدام كل شذاذ الافاق من التكفيريين والارهابيين والمجرمين الى العراق وسوريا، حتى قيل انه لولا ايران لكان التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي قد حقق اهدافه في هذين البلدين.
ان تتهم وسائل الاعلام الرجعية العربية والصهيونية، الشعب الايراني بانه “مجوسي” و” صفوي” و “رافضي” وتتحدث عن مزاعم ايران “للسيطرة” على العراق وسوريا والدول العربية، امر يمكن تفهمه، بسبب دور ايران في افشال المخطط الامريكي الصهيوني العربي الرجعي في رسم خارطة سياسية جديدة للمنطقة لا اثر فيها للعراق ولا سوريا، وكل ما هناك دويلات قائمة على اساس عرقي ومذهبي تتصارع لعقود طويلة على نار طائفية ومذهبية مصطنعة، لتخرج “اسرائيل” آمنة وقوية، ولكن ما لايمكن فهمه وتبريره هو ان ترفع شعارات مسيئة لايران من حناجر تدعي انها تمثل شيعة العراق، وضمن تيار سياسي يحمل اسم الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر، الذي اغتيل على يد البعث الصدامي المجرم، هو امر يجب ان تقف امامه قيادات هذا التيار طويلا.
نضم صوتنا الى صوت باقي المحللين الذين تناولوا موضوع الشعارات “الصدامية” التي رفعت خلال اقتحام مجلس النواب، ونقول ان الذين رفعوا هذا الشعارات لا يمكن ان يكونوا من الشيعة، فالشيعة يعرفون جيدا، ان كل مساوىء الحكم الجديد، لا يمكن ان تبرر رفع هذه الشعارات “الصدامية”، فلا يوجد بيت من بيوت اتباع اهل البيت (ع) الا واكتوى بنار البعث الصدامي المجرم، الذي تعامل مع الاغلبية الساحقة للشعب العراقي معاملة لا يمكن وصفها لبشاعتها وساديتها واجرامها، فمن منا يمكن ان ينسى مئات الافلام التي وثقها البعث المجرم لحفلاته السادية ضد شباب الشيعة؟، هل هناك من يمكن ان ينسى افلام القاء الشباب الشيعي المتدين عراة في حفرة وهم احياء ويقوم مجموعة من جلاوزة البعث المجرم بالقاء التراب عليهم ودفنهم احياء؟، هل يمكن ان ينسى الشيعة ذبح شبابهم بالسيوف على اهازيج مجرمي البعث الفاشي؟، هل يمكن نسيان الفظائع التي ارتكبها البعث الصدامي ضد اهالي المدن المقدسة بعد الانتفاضة الشعبانية؟، هل يمكن نسيان تجفيف الاهوار وتشريد الملايين من الناس جريمتهم الوحيدة انهم من اتباع اهل البيت(ع)؟، هل يمكن نسيان المقابر الجماعية لمئات الالاف من اتباع اهل البيت(ع) التي انتشرت على مساحة صحراء العراق؟، هل يمكن ان ينسى اتباع اهل البيت(ع) ان البعث المجرم كان يعاملهم معاملة المتهم والخائن والمجرم، وسيف الظلم مسلط على رقابهم في كل لحظة؟، هل يمكن ان ينسى الشيعة كيف اغتصب ذئاب البعث المجرم اطهر واشرف فتياتهم في غياهب السجون والقى جثثهن في احواض التيزاب؟، هل يمكن ان ينسى اتباع اهل البيت(ع) مقولة البعثيين من انهم يحاربون ايران بعملائها (اي بشيعة العراق)؟، اليس الشيعي الجيد عند البعثي الصدامي هو الشيعي الذي يكفر بمذهبه، ويكتب التقارير ضد اهله وناسه، ويقوم بكل فعل مقزز من اجل ان ترضى عنه زبانية البعث المجرم؟
اليوم وبعد سقوط الطاغية صدام، لبس الصداميون لباس “داعش” والقاعدة، وواصلوا جرائمهم الوحشية بحق اتباع اهل البيت(ع)، مع اختلاف بسيط، وهو ان هذه الجرائم لم تعد تنفذ في الخفاء، بل في العلن كما في حفلات الدم التي اقامها الصداميون الداعشيون في الموصل وتكريت وسامراء وكركوك وكل مناطق العراق.
استمعنا الى كلمة المجرم الهارب عزت الدوري التي بارك فيها حمامات الدم الداعشية الصدامية، واعلن عن تاييده للدواعش وقيادة السعودية للحرب ضد “الفرس والروافض وعملائهم من اتباع اهل البيت(ع) في العراق”.
ما حصل في سبايكر هو نموذج مصغر للوضع الذي سيكون عليه مصير اتباع اهل البيت (ع)، لو تمكن الدواعش البعثية من السيطرة على محافظات الوسط والجنوب، وعندها ستكون فظائع المجرمين البعثيين خلال الانتفاضة الشعبانية، نزهة ليس الا، فلن يقف الوحش البعثي الداعشي الا بعد ان ينهي وجود اتباع اهل البيت(ع) في العراق.
من الخطأ ان نتصور ان الشعارات التي رفعت من قبل المندسين البعثيين الصدامين خلال اقتحام مجلس النواب، هي من اجل انهاء دور الاحزاب الدينية، او الدعوة الى حكومة علمانية، او المطالبة بمكافحة الفساد وتوفير فرص عمل، او المطالبة بالخدمات مثل الكهرباء والماء، فكل هذه القضايا لا تحتل اي مكان او اهمية في العقل البعثي الصدامي، والهدف الوحيد لهذا العقل يتلخص في العمل للعودة الى الحكم والانتقام من اتباع اهل البيت(ع)، انتقاما لا تقوم لهم بعدها قائمة.
لذا على العراقيين، لاسيما انصار التيار الصدري، الذي كان النظام الصدامي المجرم يتفنن بقتلهم ويتلذذ بتعذيبهم، ان يضعوا حدا لمحاولات الصدامين الدواعش، التغلغل في اوساطهم، بهدف الاساءة الى الدولة الوحيدة في العالم اجمع، التي تدافع عن اتباع اهل البيت (ع) وعن المراقد الطاهرة لائمة اهل البيت(ع)، والمستعدة دوما لتقديم الغالي والنفيس من اجل ذلك، وقدمت خيرة ابنائها شهداء على هذا الطريق، فأتباع اهل البيت الحقيقيين، يعرفون ان رفع الشعارات المسيئة لايران، هدفها وقف تعاون ايران مع الحكومة العراقية، لتستفرد قوى الظلام والرجعية العربية بأتباع اهل البيت(ع) في العراق، عبر اطلاق يد العصابات الداعشية البعثية، المتعطشة لدماء اتباع اهل البيت (ع)، وهو امر لايمكن ان يتحقق بفضل الوعي الذي يتمتع به اتباع اهل البيت في العراق، وبفضل الدعم اللامحدود للجمهورية الاسلامية في ايران للعراق.

* شفقنا