في كشفه عن تلاعب "داعش" بالدين ..

أدونيس يهاجم الوهابية و"داعش" ولا يعترف بـ"الثورة السورية"

أدونيس يهاجم الوهابية و
الأحد ٠٨ مايو ٢٠١٦ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

قال الشاعر السوري علي أحمد سعيد إسبر، المعروف باسم "أدونيس"، إنه في حال عدم قيام المسلمين بفصل الدين عن السياسة والمجتمع والثقافة، وتشكيل مجتمع علماني، "فإنهم لن يحصلوا سوى على تنظيم داعش".

وأضاف في مقابلة له مع موقع "هسبريس"، أن "الدين الإسلامي تم التلاعب فيه عبر استخدام مفاهيم الدين نفسه، لكي يصبح أداة سيطرة خالية من الروحانيات"، مهاجما "الوهابية" ومبديا عدم اقتناعه بـ"الثورة السورية" و"الربيع العربي".

وفي المقابلة التي أجريت مع "ادونيس" بمناسبة صدور النسخة الإسبانية من كتابه الجديد "العنف والإسلام" قال: "في عصرنا هذا، الذي يقال إنه عصر حديث، السلطة أصبحت معقدة. يمكن القول إن الدين تحول إلى أكبر صاحب نفوذ، رغم أن الدين ليس له التأثير نفسه في الدول العلمانية".

ومن منزله الكائن في حي "لا ديفانس" بالعاصمة الفرنسية باريس، يؤكد أدونيس، مرارا، أنه ليس ضد الإسلام، ولكنه يناهض استخدام الديانات السماوية- خاصة الإسلام- في خلق مجتمعات غير عادلة تلغي الإنسانية من أجل فكرة يعتقد أنها أسمى.

ويعتقد الشاعر السوري المعارض أن تقليد الطاعة العمياء وإلغاء الفردية أديا إلى ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي، مبينا أن "داعش" عبارة عن قراءة متطرفة للإسلام، "لأنه، وبكل أسف، فإن التفسير السائد في الوقت الراهن (للإسلام) هو التفسير الوهابي".

ويحذِّر أدونيس، أحد أشهر رموز الأدب العربي الذين لا يزالون على قيد الحياة، من أنه في حال عدم قيام المسلمين بفصل الدين عن السياسة والمجتمع والثقافة وتشكيل مجتمع علماني، "فإنهم لن يحصلوا سوى على تنظيم "داعش"".

وفي كتابه "العنف والإسلام" أبدى أدونيس معارضته للثورات التي أطلق عليها اسم الربيع العربي؛ حيث يرى أنها بمثابة تراجع للدول التي نشبت بها.

وأشار أدونيس إلى أنه ضد ما أطلق عليها ثورة في سوريا، واصفاً اياها بـ"الكارثة"، كما انتقد أدونيس النظام السعودي لأنه يرعى، بشكل صارم، العقيدة التي تبناها ابن تيمية، مشيرا إلى أنها تمثل عنصرا من العناصر التي أدت إلى اتساع الفكر المتشدد.

وتطرق إلى عدم وجود حركة فكرية تعارض ما ارتكبه الجهاديون ضد أعمال أثرية كبرى مثل ما حدث في مدينة تدمر السورية.

وصرح أدونيس: "بدلا من أن يساعد الغرب القوى الديمقراطية على عدم الخلط بين السياسة والدين، فإنه قام بالنقيض. أيضا لا يجب أن ننسى أن مطالبة "إسرائيل" بالاعتراف بها كمجتمع للدين اليهودي لعب دورا كارثيا في الدول العربية، ولكن لا أحد يود الحديث عن ذلك".

ورغم كل ما قاله، إلا أن أدونيس لا يزال يتمتع بنظرة تفاؤلية، بحيث "هناك مكان للمسلمين في النظام الديمقراطي والمجتمع التعددي، ولكن ليس بشكل الإسلام الحالي".
103-4