موقع فرنسي يعتبر ريف المغرب "قلب الارهاب الدولي"

موقع فرنسي يعتبر ريف المغرب
الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦ - ٠٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

رسم موقع "Slate" الفرنسي صورة جديدة حول الإرهاب الذي عصف بأوروبا خلال العشر سنوات الأخيرة، بعد ما كشف شبكة علاقات تربط مغاربة ينتمون إلى منطقة الريف في المغرب بالهجمات الدامية التي هزت عدة عواصم دولية، انطلاقا من اعتداءات مدريد، ووصولا إلى الأحداث التي هزت باريس وبروكسل.

وأورد موقع "هسبرس" المغربي عن مقال مطول للموقع الفرنسي تحت عنوان "قلب الإرهاب العالمي يدق في شمال المغرب"، وضع الموقع الفرنسي جهة الريف المغربي في قفص الاتهام، مشيرا إلى كونها "مصدرا لتجار ومهربي المخدرات، ومشتلا للمتمردين ضد سلطات الاستعمار"، في إشارة إلى المقاومة الريفية الشرسة ضد الاستعمار الإسباني بزعامة عبد الكريم الخطابي.

واعتبر الموقع أن "المهاجرين المغاربة ذوي الأصول الريفية أكثر عرضة من سواهم لإغراء الإرهاب، خاصة في ظل التهميش الذي يلاقونه في بلدان الاستقبال بأوروبا".

العلاقة بين الريف والإرهاب المتمركز في أوروبا تشكلت حسب الموقع ذاته في 2004، بعد هجمات مدريد، إذ أثبتت التحقيقات أن "معظم المتآمرين في الهجوم على صلة بمدينة تطوان"، مستدلا بتحقيق سابق لصحيفة أمريكية، كشف سعي الشباب في منطقة الريف إلى تقليد منفذي هجمات العاصمة الإسبانية، ورغبة العديد منهم في الانضمام إلى صفوف تنظيمات مثل القاعدة وداعش لضرب أهداف أمريكية.

وواصل الموقع الفرنسي تتبع خيوط "الريفيين" الذين قرروا سلك طريق الإرهاب في أوروبا بالبحث في جذور منفذي هجمات باريس وبروكسل، ومن ضمنهم "نجيم العشراوي"، ثالث منفذي الهجوم الذي استهدف مطار "زافنتم" بالعاصمة البلجيكية في آذار/ مارس الماضي.

وإلى جانب "نجيم العشراوي"، الذي ولد بقرية أجدير، وترعرع بمنطقة "شاربييك" في بلجيكا، تطرقت صاحبة المقال لجنسيات صلاح وإبراهيم عبد السلام، المتورطين في هجمات باريس وبروكسل، مؤكدة على أصولهما "الريفية".

كما عاد موقع "Slate" الفرنسي إلى الأسباب التي تجعل منطقة الريف المغربي مصدرا للإرهابيين، من خلال الخوض في تاريخ المنطقة، إذ اعتبر أن المنطقة "عاشت صراعا مع السلطة استمر مع حصول المملكة على الاستقلال، وهو ما جعلها تعيش على وقع التهميش".

وأشار المقال إلى تعامل السلطات مع جهة الريف، الذي تميز بالكثير من الإهمال، إضافة إلى "انعدام حضور الخدمات الحكومية في هذه المناطق"، ما نتج عنه، حسب المصدر ذاته، "ارتفاع مؤشرات الفقر والأمية ووفيات الأمهات".

ويقول الموقع الفرنسي أنه "في ظل الفراغ الذي تركته السلطات المحلية انتشر الفكر السلفي المتطرف في الأحياء الفقيرة بالريف كالنار في الهشيم؛ ما يفسر انتماء معظم الإرهابيين المنتمين إلى صفوف التنظيمات المتطرفة إلى منطقة الريف شمال المغرب".

وضمن العوامل التي فسر بها الموقع الفرنسي تموقع "المهاجرين الريفيين في قلب الإرهاب العالمي": "الظروف التي توفرها دول الاستقبال، حيث نسبة البطالة مرتفعة، وخاصة في بلجيكا، التي تتجاوز فيها النسبة 20 بالمائة بالنسبة للشباب البلجيكي، والضعف في ما يخص الشباب ذوي الأصول المغربية والتركية".

وبحسب "Slate" فإن المهاجرين المغاربة من اصول ريفية يصنفون في بلجيكا ضمن خانة المجموعات ذات الثقافة القبلية والأكثر عدوانية"، وأضاف الموقع الفرنسي أن "هذا التمييز العنصري ينتج ردة فعل تميل نحو العنف والتطرف".

وشددت صاحبة المقال في تحليلها على ضرورة "عدم تصنيف جميع الريفيين (المغربيين) في خانة الإرهاب والجريمة"، موضحة أن "هذه الجالية المغربية بدورها منفتحة ورافضة لكل أشكال التطرف والإرهاب، إضافة إلى كفاءة أبنائها"، مستدلة على ذلك بالمسار الذي طبع عليه المغربي من أصل ريفي أحمد أبوطالب، الذي يشغل منصب عمدة مدينة روتردام في هولندا".

2-108