"غوغائيّة ترامب" ضد المسلمين تخدم مصالح من؟!

الثلاثاء ١٧ مايو ٢٠١٦ - ٠٢:٥٠ بتوقيت غرينتش

مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، التي من المنتظر أن تجرى في أواخر العام الجاري، بدأت ترتفع حدة الصراع الانتخابي بين المرشحين في المعسكرين الأساسيين؛ الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري. ولعل المتابع للشأن السياسي الأمريكي لا يغفل استعمال ورقة "الإسلام" في خطاب كلا الطرفين.

ورأت صحيفة "هسبرس" ان "دونالد ترامب"، المرشح المرتقب للجمهوريين، بعد اكتساحه في الانتخابات التمهيدية لخمس ولايات، تميزت خرجاته بإثارة الجدل، حيث تعلق أغلبها بالمسلمين، خاصة حينما دعا إلى منعهم من دخول أمريكا بشكل نهائي، وهو التصريح الذي أثار العديد من ردود الفعل داخل الأوساط الأمريكية، وجعل موقف المرشح الجمهوري للرئاسة حديث العديد من المنابر الإعلامية الدولية التي تباينت مواقفها منه.

تصريحات "دونالد" المتعلقة بالإسلام لم تتوقف عند هذا الحد، بل اعتبر أن الإسلام يكره أمريكا ويشكل خطورة عليها، وبالتالي يجب اتخاذ كافة الإجراءات للحيلولة دون ترك المجال للإسلام لأن ينتشر في أمريكا.

الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما فطن لتصريحات أبرز منافس لمرشحة حزبه هيلاري كلينتون، ليلمح في آخر خرجاته، يوم الأحد الماضي، إلى ما قاله ترامب، معتبرا أن الجهل ليس فضيلة "فليس أمراً ممتعاً ألّا يدري المرء عمّا يتحدث. هذا الأمر لا يتعلق البتة بأن يكون المرء صريحاً أو صادقاً أو أنه يدافع عن النزاهة السياسية، ببساطة هو مجرد أن المرء لا يدري عمّا يتحدث،" بحسب أوباما الذي أكد أن تحقير المسلمين يتعارض مع قيم المجتمع الأمريكي.

تلاسن الطرفين بدا واضحا وضوح توظيف ورقة الدين الإسلامي في خطابهما السياسي، وذلك على بعد أشهر قليلة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

محمد عوبس، محلل سياسي مقيم بأمريكا، قال، في اتصال هاتفي مع هسبريس، إن المرشح الجمهوري دولاند ترامب يتعامل مع كل المواضيع، سواء دينية أو غير دينية، بطريقة غوغائية وبدائية، "بل بطريقة مافيا؛ أي إنه دائما ما يستعمل الوعيد بالتحديد". في حين الرئيس أوباما، بحسب المتحدث نفسه، يحاول أن يظهر مدى خطأ توصيفات مرشح الحزب الجمهوري حول الإسلام والمسلمين، "وقد أساء منذ البداية للجميع، لكن ركز على موضوع الإسلام لأنه يعرف أنه لدى التركيبة الجمهورية اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة الأمريكية عنصرية ضد المسلمين وهي فئة واسعة وتتجاوب".

المتحدث أضاف أن عنصرية "ترامب" تجاه المسلمين والعرب ستخدم لا محال مرشحي الحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه هيلاري كلينتون لسبب بسيط، بحسبه، هو أنهم تعالوا على الأمر برمته وأكدوا أن أمريكا للجميع.

وبالنظر لعدد المسلمين الذي يتجاوز تسعة ملايين في أمريكا، تبقى ورقة الإسلام، بحسب عويس، محدودة الانعكاس على نتائج الانتخابات، "إلا أن العنصرية ضد السود وضد اللاتينو وضد الفقراء ستؤثر على النتائج"، كما أن العنصرية ضد الدين الإسلامي، يردف المحلل السياسي، ستؤثر "لكن ليس فقط في صفوف المسلمين، بل في كل شخص يؤمن بحق الآخر في الاختلاف''.

110-4

كلمات دليلية :