سوريا بين اقتتال الارهابيين وتشريد المدنيين+فيديو

السبت ٢٨ مايو ٢٠١٦ - ١٠:٥٣ بتوقيت غرينتش

(العالم) 28/05/2016 - اعتاد المشهد الميداني السوري على معارك الجماعات المسلحة الداخلية منذ اندلاع الأزمة السورية، فاختلاف مشاربهم وتعدد الجهات المشغلة والداعمة لهم والنزاع على النفوذ والمغانم فرضت نفسها كعوامل تفجير خلال السنوات الماضية.

العوامل السالفة إضافة للهجوم الذي بدأته ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا في محيط عين عيسى المتاخمة لشمال الرقة تتداخل لتشكل الدافع لجماعة داعش في هجومها على مدينة مارع، أهم معقل متبق للجماعات المسلحة في ريف حلب. 

فالهجوم المباغت الذي شنته الجماعة أدى إلى سيطرتها على قرى كلجبرين وتل جبرين وكفركلبين وتل حسين وطامية وبريشة والندة والنيارة دون مقاومة تذكر من الجماعات المسلحة.

على المستوى الاستراتيجي مكنت سيطرة داعش على قريتي كلجبرين وكفركلبين من رسم هلال يطوق مارع ويقطع ارتباطها بمحيطتها باستنثاء صندف شمالاً وشيخ عيسى غربا.

فيما مهدت السيطرة على قرية الندة لمواجهة متوقعة على محور اعزاز وباتت الجماعة بمحاذاة قرية السلامة التي يقع فيها المعبر الحدودي المعروف مع تركيا إثر سيطرته على النيارة وطامية.

بطء العمليات على محور الرقة وعدم تحقيق إنجاز يذكر رغم التسويق الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية وهشاشة الجماعات المسلحة في محور ريف حلب الشمالي، إضافة للخلافات الحادة بين الولايات المتحدة وتركيا السعودية شكلت عوامل مساعدة لداعش أحسنت الجماعة استغلالها ورسمت معادلة تقول ريف حلب الشمال مقابل الرقة.

إلا أن الخلاصة الرئيسية من المشهد الميداني الحالي يؤكد أن الجماعات المسلحة على اختلاف تسمياتها والجهات الداعمة لها لا تشكل ندا حقيقيا وجادا لداعش خاصة إذا صدقت الرواية التي تقول إن داعش تمكنت من السيطرة على هذه المناطق بعد تفعيل خلاياها النائمة في مناطق الجماعات المسلحة.

وفي الخلفيات فإن أنقرة يسوؤها اعتماد الحليف الأميركي على قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمودها الفقري في مواجهة داعش، ما جعلها تراقب انسحاب الجماعات المسلحة المرضي عنها أمريكيا دون أن تحرك ساكنا لابل وتتوغل من ناحية جنديرس التابعة لمدينة عفرين الكردية وتنصب حواجز تفتش المارة بين قرية حمام وقرية مارونية فيما اكتفت الوحدات الكردية المتواجدة هناك بالتنديد.

الاشتباكات أدت إلى نزوخ قرابة مئة ألف شخص باتوا عالقين على الحدود التركية وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، فيما لم تر تركيا في الأزمة سوى ورقة للضغط على المجتمع الدولي بملف النازحين الفارين من حميم المعارك.

5