العراق نحو تحرير الفلوجة فلماذا التحريض؟+فيديو

السبت ٢٨ مايو ٢٠١٦ - ١١:٣١ بتوقيت غرينتش

(العالم) 28/05/2016 - حرب ضد الارهاب وحرب مضادة لها... هذا ما يجري للمشهد العراقي هذه الايام في وقت تواصل فيه القوات العراقية المشتركة عمليات واسعة لتحرير الفلوجة القريبة من العاصمة بغداد من سيطرة داعش الارهابية.

تحرير ومن ثم تطهير البلدات والمناطق المحيطة بالفلوجة من تفخيخات داعش قبل اقتحام المدينة، الى جانب تطبيق خطة لحماية السكان والذين تحاصرهم داعش وتحضر لاستغلالهم  كدروع بشرية بشهادة الذين تمكنوا في الايام والساعات الاخيرة من الخروج من المدينة عبر الممرات الآمنة، تعكس هذه التطورات التعقيدات التي تواكب عمليات التحرير والتي قد تتضاعف كلما شعر داعش وداعموها الاقليميون باقتراب ساعة الحقيقة.

الا ان مايزيد من تعقيد المشهد هو ما تثيره وسائل اعلام معروفة في المنطقة من حملات تشويه لدوافع وممارسات القوات العراقية المشاركة في العمليات خاصة الحشد الشعبي عبر وصف عملياتها بانها انتقامية وطائفية ونسب اليها تسريبات عن قصف عشوائي لمرافق عامة في المدينة.

ويرى المختصون في الحرب النفسية ان وسائل الاعلام هذه تستغل بعض التعقيدات والجانب الانساني لضرب اللحمة الوطنية التي تعد من ابرز عناصر الحرب التي يخوضها الشعب العراقي بكافة مكوناته للتخلص من ارهاب داعش، خاصة بعد مشاهدة هذا الاعلام تركيبة القوات المشاركة في عمليات تحرير الفلوجة التي تضم قوات من الجيش وقوى الامن والشرطة والحشد من عشائر الفلوجة ومحافظة الانبار، فيما يقوم الحشد الشعبي بمهمة الاسناد في المحاور والمناطق المحيطة بالفلوجة دون مهمة الاقتحام والدخول الى المدينة، كما اكد قادة الحشد.

وقد أكد احد ابرز قياديي الحشد أبو مهدي المهندس وجود عشرة آلاف من أهالي الأنبار منضوين ضمن الحشد، مشيراً إلى أن كل المناطق التي جرى تحريرها تم تسليمها للجيش ولأهالي المنطقة.

وشدد المهندس على أن المعركة هي ضد الإرهاب وداعش، مؤكداً وجود تعليمات بعدم ارتكاب أي تجاوزات وعدم التهاون مع مرتكبيها في حال حصولها.

واضاف المهندس ان الحملات الهادفة إلى تحويل الصراع إلى مذهبي لن تثني الحشد عن مهامه، مؤكدا انه لا يستطيع أن يفصلنا أحد على أساس طائفي، فيما يضم الحشد الشعبي ما لا يقل عن عشرين الف عنصر من المكون السني، كما يضم ايزيديين وتركمان.

ورغم هذه المواقف فان كثير من الخبراء العسكريين يؤكدون ضرورة ايلاء الحكومة العراقية اهتماما اكبر باحباط الحرب النفسية التي تتغذى على اثارة الفتن والتحريض الطائفي، وتوضيح ما لمواجهة داعش في موقع محصن لايبعد سوى نحو ستين كيلومترا عن العاصمة بغداد، والذي جعلته مركزا لانطلاق عملياتها العسكرية والإنتحارية، من اولوية لجميع مكونات الشعب العراقي، وعدم تعلق هذه المواجهة باي ملف قومي او طائفي وان الاعلام المحرض عائد للاطراف الداعمة لداعش او كحد ادنى لا يخدم تحرير الفلوجة اجندتها.

5