أوكيناوا تنتفض بوجه الوجود العسكري الأميركي في اليابان

أوكيناوا تنتفض بوجه الوجود العسكري الأميركي في اليابان
الإثنين ٢٠ يونيو ٢٠١٦ - ٠٧:١٣ بتوقيت غرينتش

على خلفية قتل جندي أميركي سابق لامرأة يابانية وسلسلة حوادث مماثلة، شهدت جزيرة أوكيناوا إحدى أكبر المظاهرات خلال العقدين الماضيين، احتجاجا على الوجود العسكري الأميركي في اليابان.

وبحسب "روسيا اليوم" جرت المسيرة الاحتجاجية، التي انضم إليها، حسب منظميها، أكثر من 65 ألف شخص بما فيهم محافظ أوكيناوا، تاكيشي أوناغا، ومسؤولون في الأحزاب اليابانية المعارضة، الأحد 19 يونيو/حزيران، بالعاصمة الإدارية للمحافظة ناها، الواقعة بالقرب من قاعدتي كادينا وفوتيمنا الجويتين العسكريتين الأميركيتين، فيما انطلقت تظاهرة عشوائية تضامنية في محيط مقر البرلمان الياباني بطوكيو.

وكان المتظاهرون يحتجون على الوجود العسكري الأميركي الواسع في اليابان، وارتكاب العسكريين الأميركيين جرائم خطيرة بحق المواطنين المحليين، مطالبين بمراجعة الأحكام التي تنظم الإجراءات القضائية ضد العسكريين الأميركيين العاملين في البلاد.

وفي حادث أخير، أثار أصداء شديدة بين السكان المحليين، قتلت فتاة يابانية في العشرين من عمرها على يد عنصر سابق في مشاة البحرية الأميركية يعمل في إحدى القاعدتين الأمريكيتين كعامل مدني.

وانطلقت المسيرة، في ناها، بالوقوف دقيقة صمت حدادا على روح الفتاة القتيلة، لتتواصل بقراءة الرسالة التي كتبها والد الفتاة ووجهها إلى شعب اليابان وحكومتها من المنبر.   

واحتج المتظاهرون أيضا على مخططات طوكيو وواشنطن نقل القاعدة الأساسية للمشاة الأميركية في أوكيناوا من وسط الجزيرة إلى ساحلها الشمالي، فيما طالب محافظ أوكيناوا، تاكيشي أوناغا، في كلمة ألقاها خلال المظاهرة، بإبعاد القاعدة عن الجزيرة بشكل كامل.

واختتمت المسيرة بتوقيع عريضة طالبت حكومتي اليابان والولايات المتحدة بتقديم اعتذارات رسمية لعائلة الفتاة القتيلة ولجميع مواطني أوكيناوا.

يذكر أن شرطة الجزيرة اعتقلت، في 19 مايو/أيار الماضي، مواطنا أمييكيا يدعى كينيث شينزاتو، وهو مدني كان يعمل في قاعدة "كادينا" الجوية الأميركية بالجزيرة ويبلغ 32 عاما من العمر للاشتباه بأنه قتل الفتاة رينا شيمابوكورو، وهي من السكان المحليين.

واعترف الأميركي بارتكاب جريمة اغتصاب الفتاة وقتلها طعنا.

وتجدر الإشارة إلى أن أوكيناوا تحتضن 32 قاعدة عسكرية أميركية (62 بالمئة من القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في اليابان) تغطي حوالي 25 بالمئة من مساحة أراضي الجزيرة وتستوعب حوالي 50 ألف مواطن أميركي من بينهم 26 ألف عسكري وعامل مدني.

وتشكل هذه القوة حوالي 50 بالمئة من العدد الإجمالي للوحدات الأميركية المرابطة في اليابان، الأمر الذي يحول أوكيناوا إلى معقل جيوسياسي بالغ الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة التي تستخدمه من أجل الدفاع عن مصالحها وتوسيع نفوذها في منطقة جنوب شرق آسيا المجاورة للصين، إحد أكبر القوى في العالم التي تسعى إلى وضع حد للهيمنة الأميركية على الساحة الدولية.

من جهة أخرى، تواجه هذه القواعد، منذ فترة طويلة، اتهامات بإصدار ضجة شديدة وتلوث البيئة في الجزيرة، فيما يعتبر كثير من المواطنين الأميركيين وجود القواعد على الأراضي اليابانية نوعا من الإرث الثقيل لمرحلة الاحتلال الأميركي لليابان بعد الحرب العالمية الثانية.   

109-4