المفكر حسن حنفي: التنازل عن الجزيرتين أشنع من كامب ديفيد

المفكر حسن حنفي: التنازل عن الجزيرتين أشنع من كامب ديفيد
الخميس ٣٠ يونيو ٢٠١٦ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

كتب أستاذ الفلسفة الشهير د. حسن حنفي مقالا في ”المصري اليوم” بعنوان ”تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها” والذي استهله قائلا:

”مازال قضاء مصر قضاءً شريفا بالرغم من محاولات تسييسه لحساب النظام الحاكم بإصدار عشرات الأحكام بالإعدام وبمئات الأحكام بالسجن المؤبد أو عشرات السنوات حتى الذين دافعوا عن أرض مصر يوم الجمعة والأرض دفاعا عن الجزيرتين، تيران وصنافير قبل إصدار محكمة القضاء الإدارى في مجلس الدولة حكمها التاريخى بسيادة مصر الثابتة والدائمة والفورية عليها طبقا للوثائق وأحكام الدستور.. ومازال المواطن المصرى هو الأمين على وطنه بالرغم مما يلاقيه من صنوف الاضطهاد والتعذيب، من السجن عشرات الأعوام إلى الإعدام، وكأن الدفاع عن الوطن جريمة لا تغتفر ولا حتى تحت الرحمة الإلهية، بعد أن رفع مواطنان مصريان أمر التنازل عن الجزيرتين إلى النيابة العامة مقدمين كل الوثائق اللازمة لإبطال اتفاقية رسم الحدود بين مصر والشقيقة السعودية والتنازل عن الجزيرتين دون استشارة الرأى العام وأهل القانون فيه كثمن للمعونات التى ستقدمها الشقيقة السعودية لمصر، وكأن الوطن موضوع بيع وشراء أو عقار شخصى يتم التصرف فيه عن طريق صاحبه منفردا”.

وتابع حنفي: ”لم تتعود مصر على التخلى عن أرضها.. وإلا شجع ذلك السودان على المطالبة بحلايب وشلاتين جنوبا وتقديم شتى الوثائق الضرورية لذلك، ووادى حلفا الذي جعله عبدالناصر محافظة الوحدة بلا حدود.. وليبيا بمناطق أولاد على غربا، و"إسرائيل" بطابا والجزر الثلاث في مدخل خليج العقبة كي تتحكم في مياه البحر الأحمر حتى باب المندب ويصبح البحر الأحمر بحيرة إسرائيلية بدلا من بحيرة عربية. وأطماعها حسب خرائط الصهيونية من الفرات إلى النيل.. وتشمل سيناء والشام والعراق والنزول جنوبا حتى كعبة إبراهيم.. كما يشجع النوبيين على الانفصال، وقد حكموا مصر في فترة تاريخية، فترة الملكة حتشبسوت وأثر الدير البحري. كما تشجع السيناويين على تكوين حكم مستقل ولو ذاتي طبقا لمدى الخدمات التي تقدمها مصر أو "إسرائيل". وهي خطة تفتيت مصر في تآكل حدودها من الخارج ثم ضرب قلبها بالطائفية والعنف الداخلي والمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومد يدها شرقا وغربا، ومعارك منظمات حقوق الإنسان معها لسجن المعارضين واعتقالهم بالآلاف”.

وخلص حنفي إلى أن التنازل عن الجزيرتين الذي تم أخيرا أشنع من اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية "السلام" التي عقدها رئيس الجمهورية الثانية مع "إسرائيل" دون الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة في 1967.

المصدر: راي اليوم

3