تركيا بين الاعتقالات ومصير الحريات+فيديو

الإثنين ١٨ يوليو ٢٠١٦ - ١٢:٥٢ بتوقيت غرينتش

(العالم) 17/07/2016 - لم يعد الحديث في تركيا عن حيثيات الانقلاب الذي استمر لساعات بقدر ما هو على مرحلة ما بعد ليل الجمعة. وزير العدل التركي بكر بوزداغ قال ان ما اسماها عملية تطهير العناصر الانقلابية في الجيش متواصلة مشيرا لتوقيف حوالي ستة الاف عسكري متورطين بالانقلاب.

والى جانب الموقوفين العسكريين نحو الفي قاض ومدع عام تم عزلهم او اعتقالهم. كل ذلك بنته السلطات التركية على نظيرة تورط المعارض فتح الله غولن في محاولة الانقلاب، ليخرج الرئيس رجب طيب اردوغان مطالبا بتسليمه لانقرة داعيا الاتراك للبقاء في الشارع حتى الانتهاء من تبعات الانقلاب الفاشل.

وقال اردوغان: "بعد محاولة الانقلاب هذه ادعو الرئيس الاميركي مرة اخرى لتسليم هذا الشخص لتركيا. اذا كنا شركاء استراتيجيين لبوا طلبنا لاننا نسلمكم اي ارهابي تطلبونه منا".

الاعتقالات واسعة النطاق تحت عنوان "الاصرار على اقتلاع اي وجود لغولن واتباعه" اثار بعض المخاوف من عمليات تطهير واسعة للمعارضين لياتي الرد الاميركي على طلب تسليم غولن من وزير الخارجية جون كيري الذي طالب انقرة بتقديم ادلة على تورطه. 

وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت حذر من تبعات القيام بتطهير واسع في تركيا. معتبرا ان فشل الانقلاب لا يعني شيكا على بياض للرئيس اردوغان يمكنه من القيام بعملية تطهير واسعة.

الاتحاد الاوروبي دعا لتعزيز الحوار السياسي والتضامن الاجتماعي في تركيا، مشددا على احترام القانون والديموقراطية. 

وعلى ضوء كل ذلك يصف البعض ما حدث بالسيناريو المعد سابقا من قبل السلطات التركية لتبرير حملات التطهير التي تشهدها البلاد حاليا. فيما تشير تقارير لسيناريو اخر يخفي تورط دول واطراف خارجية ربما ارادت الفشل للانقلاب ليكون رسالة تحذير للرئيس اردوغان.

وايا تكن الخلفيات والدوافع فان الرئيس اردوغان يبدو الرابح الاكبر مما حصل في اليومين الاخيرين. فهو وفر لنفسه  مبررا لاقصاء الخارجين عن سيطرته داخل المؤسسة العسكرية. كما نجح في تبرير حملة تطهير واسعة ضد معارضيه لا سيما انصار فتح الله غولن وفوق كل ذلك كسب شعبية متزايدة مع التفاف الشارع حوله منذ اللحظات الاولى للانقلاب.

اما خارجيا فتشير التقارير الى ان اردوغان لاشك سيستخدم مكاسبه الداخلية لتمرير اي مراجعة لمواقف انقرة الخارجية وتحديدا تجاه سوريا. غير ان مكاسب اردوغان تقابلها تحديات عديدة يقول المراقبون ان الانقلاب كشف عنها لن تكون اقل صعوبة من التحديات والمشاكل التي سبقت الخامس عشر من تموز.

5