بانوراما.. هل بات الحل السلمي للمفاوضات اليمنية بعيد المنال؟

الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١٦ - ١٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

(العالم) - بانوراما - 19-07-2016 - في ظروف ودوافع مختلفة تنعقد الجولة الجديدة من مفاوضات الكويت اليمنية، جولة يؤكد فيها الوفد الوطني على ضرورة اتمام موضوع الرئاسة والحكومة الوطنية قبل بحث الترتيبات العسكرية مشيرا الى عدم تقديم اي التزامات خطية في موضوع المفاوضات. فيما تواصل السعودية عدوانها على اليمنيين وتسعى لتحقيق انجاز ما في الميدان تزامنا مع محاولات وفدها وضع العصي في عجلة الحل السياسي في اطار مفاوضات الكويت.

من الواضح ان انطلاقة الجولة الثانية من مفاوضات الكويت اليمنية تختلف بخلفياتها عن الجولة الاولى التي انتهت قبل نحو اسبوعين.

الجولة الحالية بدأت بتحذير المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ احمد بانها قد تكون الفرصة الاخيرة لاحلال السلام في اليمن داعيا الى اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الاطار.

وفي اولى الجلسات جاء تاكيد من الوفد الوطني على التمسك باتفاق شامل يقوم على الارضية التي توصلت اليها المحادثات.

وشدد الوفد في بيان رفضه اي اجندات او انحرافات بعيدا عن هذا السياق في اشارة الى اقتراح لولد الشيخ بالبدء بالموضوع الامني والعسكري قبل بند الحكومة.

رئيس الوفد الوطني الى المفاوضات محمد عبد السلام اكد ان الاولويات في الكويت تتمثل بالمجلس الرئاسي ثم تشكيل الحكومة يتبعها بحث الترتيبات الامنية.

عبد السلام اعلن انه لم يتم تقديم اي التزامات خطية في ما يتعلق بالمفاوضات مضيفا ان المبعوث الدولي يعبر عن نفسه وليس عن الوفد الوطني، ما ينفي كلام رئيس وفد الرياض عبد الملك المخلافي الذي قال انه حصل على ضمانات خطية من اجل العودة الى الكويت.

ما تشهده المفاوضات بجولتها الجديدة يشير الى مساعي عرقلة سبقت انطلاقتها من خلال اشتراط استبعاد الكلام في تشكيل الحكومة الوطنية والبدء مباشرة بالترتيبات الامنية وانسحاب اللجان الشعبية من المناطق التي تتواجد فيها، وهنا تشير حيثيات المفاوضات الى عراقيل خارجية تتخطى وفد الرياض.

وفي هذا الاطار خرج عشرات الاف اليمنيين في العاصمة صنعاء منددين بالدور الاميركي في تعطيل الحل السلمي وانهاء الازمة في اليمن، كما ندد المتظاهرون باستمرار العدوان السعودي على اليمن رغم الادعاء بدعم الحل السلمي للازمة.

وفي هذا السياق يبرز الدور السعودي في توجيه المفاوضات بما يخدم مصالحها ومصالح الفريق اليمني المحسوب عليها. حيث سعت خلال فترة الاسبوعين حيث توقفت المفاوضات لتحقيق انجاز ما على الارض لكنها فشلت في كسر قوة الجيش واللجان الشعبية ما دفعها اكثر للاصرار على تقديم ضمانات للعودة الى المفاوضات.

وفي حال استمرار وفد الرياض على سياسة وضع الشروط فوق طاولة المفاوضات فان الجولة الجديدة بنظر المتابعين قد تنتهي كما بدات، جمود في الحلول ومواصلة وضع العصي في عجلة الحل السلمي للازمة في اليمن.

2