ابرز عوامل فشل الانقلاب في تركيا

ابرز عوامل فشل الانقلاب في تركيا
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦ - ٠٦:٣٣ بتوقيت غرينتش

تركيا دولة إنقلابات منذ تغير قانون الإنتخابات في تركيا عام 1950 وإبتعاد حزب الشعب الجمهوري عن الإنفراد في السلطة والسماح للأحزاب الأخرى.. عاشت تركيا إنقلابا كل عشر سنوات.

جميع الإنقلابات كانت متشابهة من ناحية التطبيق والأسباب، وفي كل مرة تحرك الشعب التركي بنفس الطريقة الخائفة المسالمة.

ولكن في هذا الإنقلاب ظهرت العديد من الفروق حيث تم تنظيم الإنقلاب في تركيا دون نجاح  لعدة أسباب.

السبب الأول: والذي لم يتم حسابه من قبل الإنقلابيين وهو الحركة الشعبية الرافضة للفكر الإنقلابي والذي تم تحريكها من قبل رسالة سكايبي من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان.

لم يقم الشعب التركي بأي محاولة مثل الذي عاشت في ليلة الإنقلاب حتى هذه الساعة، في كل إنقلاب عاشته تركيا يتم فرض منع التجوال ويبقى الشعب في منازلهم، ولم يخرج أحد.

التغريدة التي أرسلها أ. د. إلهان فارناق الأخ الأكبر لمستشار أردوغان حيث قال، "أصدقائي إذا خفنا نحن سوف يخاف الجميع، أنا سأخرج للوقوف ضد الإنقلاب"، خرج حيث سقط قتيلا في الإشتباكات التي حدثت أثناء الإنقلاب.

السبب الثاني: أن قوة الكيان الموازي داخل الجيش التركي ليست بالقوة الكبيرة مقارنة مع تواجدهم في الدوائر الأخرى في الدولة. حيث تم إعطاء قرار بتطهير الكيان الموازي من الجيش، ولكن عمليات مكافحة "الإرهاب" في الجنوب الشرقي من تركيا طالت ولا يرى أنها سوف تنتهي في الوقت القريب.

تم إعطاء القرار بالبدء بإجراءات تطهير الكيان الموازي من الجيش التركي يوم الأربعاء الماضي. مما دفع الإنقلابيين للتسريع في المخطط قبل أن يفشل نهائيا في حالة إبعادهم عن الجيش. والسبب الأخر في التسريع هو تراجع بعض منتسبي الجيش عن الإنقلاب حيث رفضوا المشاركة. وهذا يعني إحتمال الإفشاء عنهم فقرروا البدء في الإنقلاب قبل إتمام جميع النواحي.

السبب الثالث: الكيان الموازي داخل الجيش لم يتمكن من إقناع كامل الجيش التركي في الإنقلاب، حيث أن جميع الإنقلابات العسكرية تكون برئاسة قائد الأركان العامة ولكن لم يتمكنوا من إقناع قائد الأركان خلوصي أكار. حيث تم خطفه ورهنه داخل قاعدة أكينجيلار التي كانت مقر إدارة الإنقلاب.

السبب الرابع: إتصال الجنرال أوميت دوندار بالرئيس رجب طيب أردوغان الذي أعلمه بالإنقلاب قبل ساعة وأفاد له أنه معه وطلب منه عدم السفر إلى أنقرة والقدوم إلى إسطنبول وأنه على إستعداد لحمايته في إسطنبول.

الإنقلاب فشل ولكن لم ينتهي بعد ومازالت عمليات التطهير والإعتقالات مستمرة حتى الأن.

أظهر هذا الإنقلاب بعض أوجه الضعف لدى الجيش التركي وسوف يتم إصلاحه وإعادة هيكلته ومن المتوقع أن تقوم الحكومة بإعادة هيكلة الجيش التركي وإتخاذ التدابير من أجل حماية الجيش التركي. حيث أن مساعد ورئيس مكتب قائد الأركان العامة من الإنقلابيين وأن أحد الإنقلابيين كان مساعد لقائد الأركان العامة السابق والذي قبله. هذا يعطي صورة لمدى توغل الخصوم في الدولة والجيش التركي. ومن الممكن إستغلال هذه الفرصة من قبل أردوغان لإعادة هيكلة الجيش وفقا لما يريد وسيستغل الأمر بعنوان إعادة الهيكلة..

ولا يجب أن ننسى أن هذا الإنقلاب قام بتفجير والهجوم على البرلمان التركي الذي يعتبر رمزا للجمهورية التركية ولم يتم الهجوم على البرلمان التركي حتى من قبل اليونان في أوائل هذا العصر. وكان الهدف تخويف وترهيب الشعب وأعضاء البرلمان من أجل تسهيل عملية الإنقلاب. ولكن أعضاء البرلمان رفضوا ووقفوا ضد هذا الإنقلاب حيث رفضوا الذهاب إلى الملاجئ داخل البرلمان وبقوا تحت قبته.

* رأي اليوم

2-108