اردوغان في حلف سوري ايراني روسي...؟؟؟

اردوغان في حلف سوري ايراني روسي...؟؟؟
السبت ٣٠ يوليو ٢٠١٦ - ٠٨:٢٠ بتوقيت غرينتش

بتاريخ 20 -7-2016 كتبت مقالا نشر في موقع قناة العالم بعنوان ( اردوغان و"اخوانة" تركيا.. هل سيلاقي مصير الاخوان في مصر وتونس...؟) المقال تحدث انذاك عن ان الغرب لن يترك اردوغان يستبيح تركيا اعتقالات واقالات واقصاء...، ويومها كان الحديث يدور عن اعتقال واقالة نحو عشرة الاف تركي فقط، اما اليوم فالارقام تتحدث عن نحو ستة وستين الفا، وبعض المتابعين يتحدثون عن ان الرقم الحقيقي وصل الى نحو مئة وخمسين الفا.

اذن هي عملية تطهير واستئصال لكل ما هو غير اردوغاني،  ومن بين المطهرين، اضافة الى المحسوبين على فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب ، اسماء كبيرة محسوبة على الولايات المتحدة الامريكية واوروبا.... وهذا ما اكده مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر،وقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل في منتدى أسبن الأمني بولاية كولورادو، وقالا " إن عملية التطهير شملت الكثير من الضباط الأتراك الذين تعاملوا مع الولايات المتحدة، وألقي بالبعض منهم في السجون".

واثر فشل الانقلاب وخلال سُويعات قليلة، وجهت السلطات التركية اصابع الاتهام الى الغرب، وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم ثاني يوم محاولة الانقلاب، إن أي دولة تقف إلى جانب فتح الله غولن لن تكون صديقة لتركيا وستعتبر في حالة حرب معها(اي انها معادية) - في اشارة واضحة الى امريكا التي يقيم فيها غولن-.
بعدها ارتفعت نسبة الاتهام للغرب بشكل عام ولامريكا بشكل خاص، وذلك مع عدم تنديد الغرب " الحليف" بالانقلاب فور حصوله، امر اعتبرته انقره ترحيبا غربيا ضمنيا بالانقلاب.

ومع تكاثر الاشارات واطلاق علامات استفهام حول دور الغرب في الانقلاب، خرجت صحيفة "يني شفق" الموالية للحكومة التركية، بمقال قالت فيه ان  المخابرات الامريكية (CIA)  موّلت الانقلاب، وان الجنرال الامريكي المتقاعد جون إف. كامبل آخر قائد لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان هو من أداره . مضيفة ان  جنرالين تركيين يعملان انطلاقا من أفغانستان اعتقلا في دبي ، هما ضمن خلية المتآمرين التي يقودها كامبل.

المعلومات هذه عززتها مواقف القادة الاتراك ، واخرها دعوة الرئيس رجب طيب اردوغان للغربيين " للاهتمام بشؤونهم" بدلا من انتقاده بسب الاعتقالات والاقالات.
وغمز من قناة الغربيين وقال انه ما من مسؤول غربي كبير زار تركيا في غمرة المحاولة الانقلابية. مضيفا إن الدول التي تخشى على مصير مدبري الانقلاب، بدلا من القلق على ديمقراطية تركيا، لا يمكن أن تكون صديقة. 

يستشف مما سبق ، هو ان الاتراك شعروا بانهم طعِنوا في الظهر من قبل حلفائهم الامريكيين والاوروبيين، إما بالتآمر المباشر وادارة محاولة الانقلاب وإما بالتخلي عنهم وادارة الظهر لهم في عز الحاجة والازمة، وفي كلا الحالتين، فان غماما اسود واجواء عدم ثقة، عصفت بالعلاقات بين الطرفين وزعزعت اركان التحالف القائم بينهما.......
في المقابل، سارع خصوم اردوغان  الاقليميين ( اذا صح تعبير الخصوم)، وتحديدا ايران وروسيا كانوا الاوفى ، وسارعوا الى التواصل مع السلطات التركية اثناء سريان محاولة الانقلاب، واتصلوا واكدوا دعم "الحكومة التركية المنتخبة".

وقد نشرت معلومات، لم تؤكدها مصادر موثوقة، تتحدث عن ان طهران وموسكو ساعدتا تركيا في افشال الانقلاب، بطرق عدة.
على ضوء ذلك، صدرت اشارات من القادة الاتراك، توحي بوجود  تغيير ايجابي ما ، في  الموقف التركي حيال العلاقات مع روسيا وايران، لا سيما حيال القضايا الخلافية الاساسية، وعلى راسها سوريا والعراق...
فقد اعلن اردوغان ان خلافات بلاده مع الجيران اصبحت "وراء ظهورنا"، وسبقه رئيس وزرائه الى القول بان انقره تسعى لتطبيع العلاقات مع دول الجوار.
ثم جاء الاعلان الرسمي عن زيارة يقوم بها اردوغان  الى موسكو في التاسع من اب اوغسطس، لبحث "تطبيع العلاقات" مع روسيا..
تلا ذلك، عدم تدخل القوات التركية مباشرة، في المعارك في شمال حلب، كما كانت تفعل ذلك عادة، (وربما يفسر عدم التدخل ايضا، بانشغال الاتراك بترتيب  بيتهم الداخلي بعد محاولة الانقلاب... )
الا ان الارجح هو حصول تغيير تركي ما ، قد يكون تقارب  مع روسيا وايران، على حساب التحالف مع امريكا واوروبا، اللذين يشنان حملة انتقادات شديدة ، ضد حملة الاعتقالات والاقالات التي ينفذها اردوغان على خلفية الانقلاب الفاشل.

ومع انه لا يمكن الجزم بهذا التحول،  فانه مسموح طرح السؤال عما اذا  كان بدأ التحول في المسار السياسي لاردوغان  لينضم الى تحالف سوريا روسيا وايران ، خاصة بعد ان شعر بالخيانة والغدر من قبل حلفائه الغربيين؟

* د. حكم امهز