العلامة راجا جعفري.. وسلاح الأمعاء الخاوية

العلامة راجا جعفري.. وسلاح الأمعاء الخاوية
الجمعة ٠٥ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٩:٥١ بتوقيت غرينتش

لا نبالغ ان قلنا ان اتباع اهل البيت عليهم السلام في باكستان يتعرضون الى ابادة جماعية على يد جماعات تكفيرية تتكاثر كالسرطان في المجتمع الباكستاني، والتي لا تترك فرصة لتؤكد عزمها، جهارا نهارا، على تصفية هذا الوجود في باكستان، دون ان تتصدي السلطات الباكستانية بجدية لهذه الجماعات.

منذ عام 1962 وحتى العام 2016 استشهد 27000  من اتباع البيت (سلام الله عليهم)، بينهم المئات من النخب العلمائية والعلمية والمفكرين والناشطين والحقوقيين والادباء، بينما القتلة يتجولون في باكستان بحرية دون ان تطالهم العدالة او قبضة القانون، وهذه اللامبالاة من قبل السلطات الباكستانية جرأت هذه الجماعات من امثال طالبان و جماعة الاحرار و جيش محمد وعسكر جنجوي وحركة تطبيق الشريعة المحمدية وجيش الصحابة الى اخر القائمة من الجماعات والعصابات الوهابية التكفيرية، على التمادي في اجرامها ضد اتباع البيت (سلام الله عليهم).

مظلومية اتباع البيت (سلام الله عليهم) في باكستان لم تنحصر في الهجمات التي كانوا يتعرضون لها من جانب الجماعات الوهابية، والتي طالما مرت السلطات الباكستانية من امامها مرور الكرام، تحت ذريعة حاجة باكستان لهذه الجماعات في صراعها مع الهند على منطقة كشمير، كما كانت تروج لهذه المزاعم بعض الاجهزة الامنية الباكستانية، فهذه المظلومية تضاعفت عندما تحول اتباع البيت (سلام الله عليهم)، الى هدف للقوات الامنية وخاصة في خلال الاحتفالات الدينية، كما حدث بمناسبة مولد الإمام الحسين (سلام الله عليه) عندما استهدف القوات الأمنية اتباع اهل البيت عليهم السلام في منطقة “باراجنار” واطلقت عليهم الرصاص وسقط العديد من الشهداء كما أصيب عدد آخر، فضلاً عن ذلك وفي يوم واحد استشهد في منطقة “ديره اسماعيل خان” 4 من اتباع البيت (سلام الله عليهم)، دون ان تحرك السلطات ساكنا.

“الوجود الشيعي في باكستان لا يحارب فقط عن طريق السلاح والقتل تارة على يد الارهابيين وتارة على يد قوات الامن، بل هذا الوجود يتعرض لخطر من نوع اخر، وهو مصادرة وسلب واغتصاب ممتلكات اتباع البيت (سلام الله عليهم) في مناطق عديد من باكستان وخاصة المناطق ذات الاغلبية الشيعية مثل “كلكت” و”بلتستان” بهدف تقليص السكان اتباع البيت (سلام الله عليهم) في هذه المناطق.

امام هذا التهديد الخطير الذي يهدد اتباع البيت عليهم السلام في باكستان كان لابد من القيام باجراء يمكن ان يحرك بعض الضمائر النائمة في الحكومة والاجهزة الامنية في باكستان، وفي المنظمات الاسلامية والدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة، ولتعريف كل هؤلاء بمظلومية اتباع البيت (سلام الله عليهم) وما يتهددهم من مخاطر، لم يكن امام حجة الاسلام العلامة راجه ناصر عباس جعفري أمين عام حزب مجلس وحدة المسلمين في باكستان وجمع من المتضامنين معه، من وسيلة الا الاضراب عن الطعام، واعتصموا داخل خيمة، لوقف ابادة اتباع البيت (سلام الله عليهم) وإعادة حقهوقهم المغتصبة.

اما مطالب المعتصمين فكانت كالاتي:

1ـ اتخاذ قرار للحد من المجارز بحق اتباع البيت (سلام الله عليهم) في مختلف مناطق البلد.

2ـ إحالة ملف جميع مجازر اتباع البيت (سلام الله عليهم) في قضية شكاربور وجيكب آباد إلى المحكمة العسكرية.

3ـ رفع المضايقات التي وضعت على مجالس العزاء في ولاية بنجاب.

4ـ الحد من نشاطات الجماعات التكفيرية والطائفية.

5ـ اتخاذ قرارات مؤثرة من الحكومة في ولاية “خيبر بختونخوا” ضد مجازر اتباع البيت (سلام الله عليهم) الأخيرة.

6ـ تشكيل لجنة لتحري الحقائق عن مجازر اتباع البيت (سلام الله عليهم) الأخيرة في باراجنار، وذلك بمتابعة من القوات الانتظامية.

7ـ تعليق وتوقف غصب أراضي وممتلكات اتباع البيت (سلام الله عليهم) في كلكت وبلتستان من قبل الحكومة، وإعادة الأراضي المغصوبة إلى أصحابها.

مر على اضراب العلامة جعفري عن الطعام اكثر من 80 يوما، وتدهورت صحته قبل ايام وتم نقله الی المستشفی، دون الافصاح عن اسم المستشفی التی یرقد فیها، وذلک لاسباب امنیة، ويأتی هذا التطور فی الوقت الذی یستعد اتباع اهل البيت عليهم السلام فی باکستان لتنظیم وقفة ملحمیة فی اسلام اباد تزامنا مع الذکری الثامنة والعشرین لاستشهاد الفقید العلامة سید عارف حسینی الزعیم السابق للمسلمین الشیعة فی هذا البلد.

يبدو ان المعتصمين والمضربين عن الطعام، وعلى راسهم العلامة جعفري، سيواصلون اضرابهم واعتصامهم حتى تحقيق مطالبهم او احداث حالة من الوعي لدى الراي العام الباكستاني والعالمي ازاء ما يتعرض له اتباع اهل البيت عليهم السلام، لذلك التحقت مجموعات اخرى الى المضربين وتم استحداث مخيمات للاعتصام في مختلف المدن في داخل باكستان كـ “لاهور”، و”كراتشي”، و”ملتان”، و”باراجنار”، و”بلتستان”، بالاضافة الى تنظيم وقفات احتجاجية في الخارج كما في نيويورك ولندن، وأيدت منظمات غير حكومية في باكستان، منها سنية، مطالب المعتصمين، الأمر الذي يؤكد ان الاضراب قد يؤتي أكله، فالعلامة جعفري يحارب الظلم بسلاح الامعاء الخاوية، وهو السلاح الامضى بيد المظلومين.

* شفقنا

2-210