طائرات روسية في مطار همدان الايراني !!

طائرات روسية في مطار همدان الايراني !!
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠١٦ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

ضجت وسائل الاعلام بخبر وزارة الدفاع الروسية عن قيام طائرات روسية حربية ضخمة بقصف مواقع الجماعات التكفيرية في سوريا انطلاقا من مطار همدان في ايران.

 طهران لم تنف او تؤكد،  لكن اجابة امين عام المجلس الاعلى للامن القومي الادميرال علي شمخاني، حملت تاييدا مبطنا للخبر، حين أكد على التعاون الاستراتيجي مع روسيا لمكافحة الارهاب في سوريا، وتبادل القدرات والامكانيات بهذا الشان.

  بكل الاحوال، لم يصدر عن طهران او موسكو برنامج عمل هذه الطائرات في همدان اوغيره من المطارات الايرانية، فلم يُحَدَّد مثلا  حجم استفادة الطيران الروسي من المطار،  ولا ما اذا كان دور المطار محطة مؤقتة للطائرات ، لتنفيذ المهمات في سوريا ومن ثم العودة الى روسيا .....
اسئلة قد لا تهم البعض لكن وقع الحدث كان قاس على صناع القرار الدوليين المناؤين، ودلالاته تؤشر الى متغيرات اقليمية كبيرة، ذات نتائج هامة على الساحتين السورية والعراقية، نظرا لبلوغ التنسيق هذه الدرجة من الحجم، ين الرباعي، الروسي الايراني العراقي والسوري  بدليل ان بغداد سارعت ايضا الى الاعلان عن انها فتحت اجواءها لانواع الصواريخ الروسية لكن بــ"شروط" لم تحددها.، لان الممر الجوي الاقرب من ايران الى سوريا ، هو الفضاء العراقي. اما تركيا فلم تبد موقفا حتى كتابة هذا المقال  ليبنى عليه.

في المقابل، ربما تشعر واشنطن بالتعرض لــ"الخداع" الروسي، اذا سارع وزيرالخارجية جون كيري الى الاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف، مبديا "قلق ومخاوف" بلاده حيال هذه الخطوة، بحسب ما نقل المتحدث باسم الخارجية مارك تونر الذي هدد  بان خارجیته تدرس مسألة ما إذا كان استخدام روسيا للقاعدة الإيرانية انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وفیما ذكرت الخارجية الروسية ان لافروف وكيري ناقشا مسائل إعداد التنفيذ العملي للاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الاخير لموسكو في 15 تموز الماضي وتتعلق بتنسيق الأعمال لمحاربة التنظيمات المسلحة وتأمين نظام وقف الأعمال القتالية في سورية.، قال تونر " أن روسيا والولايات المتحدة لم تتوصلا بعد إلى اتفاق للتعاون في مجال العمليات العسكرية في سورية".
تصريحات الخارجية الاميريكية تعكس حجم الانزعاج من قضية مطار همدان، لدرجة تنكرت معها للاتفاقات السابقة مع موسكو.
شعور واشنطن بــ"الخداع" امر لم تعتده، بل العادة ان "تمارس هي "عادة الخداع" كسمة في السياسة الامريكية.

على سبيل المثال لا الحصر، الولايات المتحدة مارست "الخداع" ضد روسيا في العراق لاسقاط النظام، وفي ليبيا لاسقاط معمر القذافي ومؤخرا في سوريا بعد الاتفاق على "هدنات"، ادت الى افساح المجال امام الجماعات المسلحة لتعزيز قدرات هذه الجماعات التسليحية والبشرية.

روسيا ترى ان الظروف الحالية مؤاتية لتحقيق انجازات  ميدانية كبيرة وسريعة على الساحة السورية، فالولايات المتحدة منشغلة بالانتخابات الرئاسية وهناك صعوبة في ان تقدم على تحرك غير محسوب، يمكن ان يؤثر على نتائج الانتخابات، فتأتي التداعيات لمصلحة الجمهوريين على  حساب  الديمقراطيين الذين ينتمي الهيم الرئيس باراك اوباما.
وتركيا المعبر الاساس للاسلحة والمسلحين للجماعات التكفيرية في سوريا، تعيش حالة ترتقب وتأمل وتريث واعادة حسابات، بعد الانقلاب الفاشل.

الظروف اذن استثنائية  لامكانية حسم المعركة مع الارهاب في سوريا، ومن حق روسيا ومحور المقاومة استغلالها للقضاء على الارهاب المدعوم امريكيا وغربيا وعربيا وتركيا. وان شربت واشنطن اليوم من كأس الخداع فلطالما سقت الكثير من الشعوب منه.
* د حكم امهز

 213