البوركيني "يتحدى" القيم الفرنسية

البوركيني
الجمعة ١٩ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

البوركيني أو البكيني؟ هكذا تساءل المعلقون الفرنسيون بسخرية عن اختيار لباس البحر لهذا الصيف.

وبحسب "بي بي سي"، فان الأمر ليس صدفة، أن يأتي حظر ارتداء لباس البحر المرتبط بالمسلمات (وهو لباس يغطي كامل جسد المرأة ويسمى البوركيني) من شواطئ الريفيرا الفرنسية، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن مدينة نيس، حيث أسفر هجوم ارهابي عن مقتل 85 شخصا، في يوم العيد الوطني لفرنسا قبل نحو شهر.

وكانت مدينة "كان" الفرنسية هي الأولى التي تفرض ذلك الحظر، والذي أكده حكم قضائي في الثالث عشر من أغسطس/ آب الجاري، وتبع مدينة "كان" سريعا بلدات فيلينوف لوبيه بالقرب من نيس، وسيسكو في كورسيكا.

وحتى عمدة مدينة "لو توكيه" الشاطئية التي تقع شمالي فرنسا قال إنه بصدد فرض ذلك الحظر، قائلا إنه لن يتم السماح بارتداء البوركيني في الشواطئ العامة.

"رمز للتطرف"

وحتى الآن تم تغريم عدد قليل من النساء بـ 38 يورو في مدينة كان، بسبب ارتدائهن البوركيني على الشواطئ، وأثار قرار عمدة المدينة جدلا واسعا.

وحاول ديفيد ليسنارد عمدة كان شرح قراره، زاعماً: "البوركيني يشبه الزي الموحد، وهو رمز للتطرف الإسلامي. وهذا هو سبب قراري بمنعه على الشواطئ"، على حد تعبيره.

وفاجأت وجهة نظر عمدة كان الجالية المسلمة بالمدينة، وذلك لأن ديفيد ليسنارد معروف محليا بأنه سمح ببناء مسجد "إقرأ" على قطعة أرض واسعة بالمدينة، بتمويل من متبرع سعودي.

رأي النساء المسلمات

 

"أنا مسلمة ملتزمة، واعتقد أنه يجب أن يكون هناك اختيار"، هكذا تقول صابرين أكرم، التي نشأت في باكستان وتعيش الآن في ولاية ماساشوستس بالولايات المتحدة.

وتقول مريم أوليس من غلوستر: "من المثير للغضب أن يطلب منك أن تكشف جزءا من جسدك أو تتركه".

وحاولت جمعية فرنسية لمناهضة الإسلاموفوبيا تحدي قرار عمدة كان في المحكمة، لكنها خسرت القضية.

ووفقا للمحكمة الإدارية التي أيدت الحظر، فإنه يقع ضمن اختصاص قانون 2004، الذي يقيد ارتداء الرموز الدينية في الأماكن العامة.

وشرحت المحكمة قرارها قائلة: "في سياق حالة الطوارئ وبعد الهجمات الأخيرة التي نفذها متطرفون إسلاميون في فرنسا، فإن عرض الرموز الدينية بشكل واضح، وفي هذه الحالة لباس البحر البوركيني، قد يكون سببا في خلق أو زيادة التوترات وتهديد النظام العام"، على حد زعمها.

ومثل الكثيرين من زملائه وغالبية الشعب الفرنسي، لا يتفق جان كريستوف بلوكين، كاتب الرأي في صحيفة لا كروا، مع وجهة النظر تلك. وقال: "في فرنسا من حق كل شخص أن يرتدي ما يروق له طالما كان ملتزما بالقانون، وبالتالي كل شخص من حقه أن يرتدي البوركيني إذا أراد".

وتقول معلقة سياسية فرنسية، انه هذا الجدل يكشف عن حالة من اضطراب المزاج تعيشها فرنسا، ربما قد تستمر لسنوات قادمة.

103-2