الشيخ نعيم قاسم: الدور السعودي أسوأ من الدور الأمیرکي

الشيخ نعيم قاسم: الدور السعودي أسوأ من الدور الأمیرکي
الأربعاء ٠٧ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

أکد نائب الأمین العام لحزب الله لبنان الشیخ نعیم قاسم أن الدور السعودي «دور داعم مالیاً ورافض لأي حل سیاسي مع الرئیس بشار الأسد، وهو أسوأ من الدور الأمیرکي، لافتًا إلی أن النظام السعودي یدعم الجماعات الإرهابیة المسلحة ویمنع الحل السیاسي في سوریا.

وحسب وكالة الانباء الايرانية ( ارنا )، ان موقف الشیخ قاسم هذا جاء في سیاق حدیث مع مجموعة من الصحافیین، نشر الیوم الأربعاء، وتناول مختلف التطورات المحلیة والإقلیمیة، أکد فیها أن نظام آل سعود هو الذي یعیق الحلول لأزمات المنطقة، ویمنع انتخاب رئیس للجمهوریة اللبنانیة. معربًا عن قناعة حزب الله بأن رئیس «تکتل التغییر والإصلاح» النیابي العماد میشال عون هو الأجدر للرئاسة اللبنانیة لاعتبارات عدة، 'وإلا لما أجری رئیس «تیار المستقبل» النائب سعد الحریری منذ سنتین حواراً معه والاتفاق علی انتخابه في السابع من آب الماضي'. مشددًا علی أنه 'إذا وافقت السعودیة علی عون رئیساً، ینتخب غداً'.

ولخص موقف حزب الله من الأحداث في سوریا بالقول: 'نحن موجودون لدعم الدولة السوریة. یکفینا أن تبقی الدولة السوریة واقفة، قویة، موحدة، متماسکة مع محور المقاومة (...) وما دامت هناك حاجة لبقائنا في سوریا فنحن باقون والزمن هو الحل'. موضحًا أنه منذ البدایة 'کان هناك طرف یقول إن ما یحدث مؤامرة لتغییر النظام المؤید للمقاومة بآخر یتعایش مع «إسرائیل»، فیما الطرف الآخر کان یری فیها محاولة لإجراء إصلاحات، واضطرت المعارضة إلی القیام بالعسکرة. وتبین بعد فترة أن ثمانین دولة أرسلت مقاتلیها إلی سوریا، وأعطت أمیرکا وأوروبا وعددا من الدول العربیة والإسلامیة کل التسهیلات اللازمة والإمکانات المالیة والتدریب العسکري، وأصبحنا أمام جیوش من مختلف دول العالم تقاتل تحت رایة المعارضة والتغییر السیاسي'.

ورأی أن 'المطلوب في سوریا هو إحلال شرق أوسط جدید للمرة الثانیة من بوابة سوریا، بعدما فشل من بوابة لبنان. نحن قاتلنا في سوریا في اللحظة التي شعرنا فیها بأن الخطر یزداد وإذا ضربت سوریا، فهذا یعني أن المقاومة نالها قسط من الخطر'. وأضاف: 'کان الهدف من دخولنا الدفاع عن محور المقاومة، وحمایة لبنان ومقاومته'.

وعن الدور السعودي أوضح الشیخ قاسم أن هذا الدور هو دور داعم مالیًا للمجموعات الإرهابیة المسلحة، ورافض لأي حل سیاسي مع الرئیس بشار الأسد، وهو أسوأ من الدور الأمیرکی'. جازماً بأنّ الریاض أصیبت بالکثیر من الانتکاسات العسکریة علی الأرض السوریة.

واعتبر الشیخ قاسم أن الکلام عن أن ترکیا تتقدم هو مبالغ فیه، وقال: 'ترکیا تراجعت. کانت تملك طموحات کبیرة جداً ولکنها تقلصت. بالمحصلة، جمیع من هم فی هذا المحور أُصیبوا بنکسات، ولکن یبقی لدیه بعض الأمل للتأثیر في المعادلة'.


وعن العلاقة بین روسیا وترکیا، رأی الشیخ قاسم أن هذه العلاقة 'لا تزال فی خطواتها الأولی، وقد قال بوتین إنها تحتاج إلی وقت لکی تعود الأمور کما کانت علیه، أما الکلام عن اتفاقات روسیة ـــ ترکیة فمبالغ فیه'. وقال: 'هناک قناعات متشابهة بین إیران وترکیا وروسیا، علی الأقل مثلاً فی شأن الملف الکردي، ولکنها لم تتحول إلی اتفاق سیاسی في شأنها». هناک «قناعات مشترکة واتفاقات جزئیة علی موضوعات، ولکنها لا تعتبر اتفاقاً سیاسیاً شاملاً'.

وأکد أن 'من یقرأ الخریطة الیوم، یرى أن الغلبة للدولة السوریة وحلفائها في کثیر من المناطق، وآخر إنجاز کبیر هو حصار شرق حلب. فی البدایة، کانت مراهناتهم علی حلب، وحتی الاتفاق الروسي ــ الأمیرکي أُعدّت مسوَّدته وأصبح ناجزاً منذ نحو شهرین، قبل أن تبدأ معارك مزارع الملاح والکاستیلو. وتبین أن هذا الاتفاق کان یستهدف، من الجانب الأمیرکی، لجم التحرك السوري في حلب. مع بدایة معرکة حلب وتحریر مزارع الملاح والکاستیلو انقطع الاتصال بین شرق حلب والریف الغربي وإدلب، وهذا ما جعلهم یتراجعون عن الاتفاق الذي بُنی علی اعتراف بأن «النصرة» مثل «داعش» ویجب أن تنفصل المجموعات المسلحة، المسماة معتدلة، عن «النصرة» لضربها کـ«داعش». فتح المسلحون ثغرة الراموسة، ولکن منذ أسبوع أُقفلت بالکامل'.

وأضاف: 'باختصار، حصار حلب هو المشروع الحالی للدولة السوریة. أما الأمیرکي، فیخشی إذا طال الحصار أن یستسلم المسلحون في حلب، وهذا یعني خسارة کبیرة لواحدة من أدوات الضغط الأمیرکي علی سوریا. وقد کان الغرب وأمیرکا وحلفاؤها مزعوجین جداً من المصالحة فی داریا لأنها کانت بالکامل لمصلحة الدولة السوریة، وهم کانوا یریدون الدخول علی خط المصالحة لفرض شروط معینة'.

ورأی الشیخ قاسم، أن لا حل سیاسیًا في سوریا في المدی المنظور، 'إلی ما بعد الانتخابات الأمیرکیة. وکل الخطوات التي تحدث لا تعدو عن کونها جزئیة ومحدودة لا تصل إلی مرحلة التمهید حتی للحل السیاسی'.

وقال: 'نحن مرتاحون، إذ نقوم بواجباتنا، ومشروع الشرق الأوسط الجدید انکسر. وبرغم التضحیات التي تحملناها، إلا أنها بنظرنا وفّرت علینا تضحیات کبیرة وکثیرة کان یمکن أن تحصل في کل بیت وشارع لبناني لو ترك المسلحون في منطقة القلمون وجوارها. مع ذلك، لا أقول إن الخطر التکفیري توقف عن لبنان ولن یتوقف، ولکنه ضعف بنسبة کبیرة جداً، ویجب أن نبقی حذرین ومتعاونین مع الدولة اللبنانیة والأجهزة الأمنیة والعسکریة لمنع فتح أي ثغرة یمکن أن ینفذ منها هؤلاء'.

2-112