وكانت كارثة مشعر منى عام 2015 هي أسوأ فاجعة عرفها موسم الحج منذ أكثر من ربع قرن، التي شهدت وقوع آلاف الضحايا من حجاج بيت الله الحرام.
وحولت هذه الفاجعة الأليمة، أول أيام عيد الأضحى المنصرم إلى يوم كئيب فـي حياة المسلمين الذين استاؤوا من موقف السلطات السعودية وتلكؤها فـي كشف أسباب الفاجعة وتقديمها إحصائيات غير دقيقة.
ودعا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وبعد ساعات من الكارثة لتشكيل لجنة للتحقيق ورفع نتائجها إليه.. ولكن وعلى الرغم من مضي عام، لا وجود لأي تحقيق ولا لأية نتائج في ظل تخبط السلطات المعنية التي ألقت باللوم في وقوع الفاجعة على الحجاج الذين شهدوا الكارثة، والذين كان لهم رأي آخر يؤكد سوء تنظيم حركة الحجيج من قبل السلطات السعودية بل وحتى انعدامه.
ومن ضمن الشهادات لبعض حجاج بيت الله العام الماضي قال أحد الحجاج المغاربة: المشكلة كانت أنهم قفلوا علينا الممرات التي ترجعنا لخيمنا.. ويبدو أن المشكلة هي مشكلة تنظيم مروري بالدرجة الأولى.
بينما أشار حاج مصري بالقول: كانت هناك شوارع رايحة للجمرك وشوارع غيرها خالصة للعودة.. فما الذي جعل الإثنين يتقابلوا في نفس النقطة التي هي أساس المشكلة؟!
فيما عزا حاج آخر أحد أسباب المشكلة إلى "الناس التي تأتي من الاتجهات المعاكسة.. ما في هناك تنظيم!"
وقال حاج من الحجاج الأفارقة: كان بإمكان السلطات السعودية فتح طرقات حركة الحجاج، لكنها لم تفعل شيئاً!
وأشار آخر: لم يكن بإمكان الحشود الحركة والسير، ولم تفعل السلطات السعودية.. شيئاً وقتل الناس أمام أعينهم.
وانتقد حاج آخر ممن شهد الحادثة أن الدفاع المدني السعودي لم يتدخل في إسعاف الذين تعرضوا للحادث.
وأوضح حاج آخر أن التدافع حصل "بين الخارجين الذين عملوا رمي الجمرات واللي راجعين.. مش منظمين في فك التدافع.. السلطات السعودية تتحمل مسؤولياتها فهي لم تكن تعرف التنظيم."
كل هذا إلى جانب مئات الشهادات الأخرى التي أعلنها حجاج بيت الله الحرام المؤكدة سوء إدارة سلطات السعودية حتى بعد وقوع الكارثة، ما يشكل علامة استفهام حول مدى اهتمام السعودية بإجراءات سلامة الحجاج والآليات المعتمدة في مواجهة مثل هذه الكوارث.
104-4