"25 مليون دولار" للذي يعرف مكان قبر القذافي+تفاصيل مثيرة

السبت ١٧ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٥:٣١ بتوقيت غرينتش

الغرفة التي وضعت فيها يوماً جثة القذافي الدامية تمتلئ الآن بصناديق تعلوها الغبار، اختفت الثلاجة الذي وُضِعت فيها جثة ابنه أيضاً.

وبحسب موقع "شاشة نيوز" فبعد ساعات من قتل القذافي وابنه في الثورة الليبية التي هزَّت العالم العربي، حمل مقاتلو مصراتة جثثهم إلى مدينتهم الممزقة بالحرب.

قضت الجثث ليلتها الأولى في بيت عائلة صوان، مما أعطاه شرفاً ثورياً. يعمل بيته الآن، الذي تحول لمحطة لشحن الأسلحة، بدور مركز لخدمة الجماعات المسلحة في المدينة ودعم سعيهم لفرض سلطتهم في المنطقة.

يخزِّن هاتف صوان رسائل كراهية يرسلها موالون للقذافي يعتقدون أنه لعب دوراً في مقتله وابنه ويعرف المكان السري الذي دُفِن فيه .

وفي دولة تسيطر عليها موسيقى العنف، كان صوان من أمهر عازفيها. فقد انضم للقتال في قرابة كل الصراعات التي تلت موت القذافي، وساعد في إشعال المسار الفوضوي للبلاد – بداية من المنافسة التي خرجت للنور بعد أربعين عاماً من الحكم الاستبدادي، وحتى النزاع الذي تلاها على السلطة، والنفط، والأرض.

يشتري صوان لصالح فصائل مصراتة، وهي إحدى أقوى الفصائل في ليبيا، أسلحة غالباً ما تكون متبقية في مخازن القذافي، بالإضافة إلى سترات واقية من الرصاص، والطعام والماء – أي شيء قد يعطيهم الأفضلية على خصومهم الإقليميين والقَبليين والسياسيين.

ومنذ مايو/أيار 2016، يؤمن صوان أسلحة للفصائل التي تحارب التابعين لتنظيم "داعش" الارهابي في ليبيا في مدينة سرت الساحلية، والتي تبعد 120 ميلاً شرق مصراتة.

لكن بالنسبة لعالم صوان من بعد الربيع العربي، توجد دائماً معارك يجب خوضها، وأعداء على مد البصر.

يقول صوان "يوجد أكثر من قذافي في ليبيا الآن".

منذ خمس سنوات، امتلك صوان مصهراً للألمونيوم ومصنعاً لعلف الحيوانات. لكنه، مثل العديد من أصحاب الوظائف في ليبيا، حمل سلاحاً وانضم للثورة. وتحولت مصراتة، ثالث أكبر مدينة في ليبيا، لساحة حرب كبرى، وشهدت اشتباكات عنيفة وقصفاً يومياً بين الثوار وأنصار القذافي. استولى الثوار على مصراتة في مايو/أيار عام 2011 بمساعدة هجمات حلف شمال الأطلسي الجوية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2011، قُتِل القذافي وابنه معتصم في سرت، وأحضر مقاتلو مصراتة جثثهم إلى ثكناتهم هنا. وخارجها، طالبت الحشود برؤية الجثث. أراد المجلس العسكري المحلي للمدينة أن يجري طبيب فحصاً شرعياً للتأكد من هويتهم، وعرض صوان بيت عائلته لإجرائه.

قال "احترم الناس بيتي، ولم يكن ليجرؤ أحد على اختراق حرمة بيت شخص آخر".

في اليوم التالي، نُقِلت الجثث إلى سوق محلية، حيث عُرضت في خزانة تبريد صناعية لمدة ثلاثة أيام.

وخلال الشهور والسنوات التالية، وبينما تنقسم ليبيا أكثر وسط عنف الفصائل المتقاتلة، وجد صوان ما يؤمن به، وانضم لفصائل مصراتة التي تحارب قبائل متعاطفة مع القذافي في مدينة بني وليد وميليشيات معادية في طرابلس.

وقال صوّان "أينما كان مقاتلونا، أذهب لمساعدتهم"، وكان قد سافر جواً في اليوم السابق إلى مدينة سبها في الجنوب لإيصال إمدادات لفصائل أخرى من مصراتة.

لكن التهديد الأكبر بنظر صوان، والأخطر أيضاً من تهديد "داعش"، هو الجنرال خليفة حفتر، زعيم عسكري تسيطر قواته على عدة مناطق في شرق ليبيا. لم يعترف الجنرال، الذي قضى عشرين عاماً في المنفى شمال ولاية فيرجينيا، بحكومة الوحدة وسيضمن وجوده استمرار تجارة صوان لفترة طويلة.

قال صوان "حفتر هو قذافي الجديد".

وقال، مشيراً لجانب من المستودع "قريباً ستجد جثته هنا".

وروى صوان أن بعض أقارب القذافي عرضوا عليه 25 مليون دولار للكشف عن مكان قبر الديكتاتور، لكنه رفض عرضهم.

يتذكّر صوان "قلت لهم، عندما تأتون بحكماء عائلاتكم وأكبر رجالها، وتقولون "نحن مسئولون عمّا فعله القذافي في الأربعين عاماً الماضية" سأعطيكم جثته، لكنهم قالوا "لا نتحمّل مسؤولية أفعاله"".

أين دفن القذافي؟

أبقى قادة مصراتة مكان القبر سرياً، خوفاً من أن ينتهك مقاتلو الميليشيات حرمته أو أن يجعل مناصرو القذافي القبر "ضريحاً، ويحولوه لفاتيكان خاص بهم" .

يقول أهل مصراتة إن القذافي دُفِن بحضور ثمانية أشخاص. هل كان صوان منهم؟.

قال جلوان "حتى إن كنت أعرف، لن أخبر أحداً. أقسم كل من حضر دفن القذافي بألا يعرف أحد".

109-1

 

تصنيف :