بانوراما؛ إنتهاء سريان الهدنة في سوريا.. فماذا بعد؟

الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٦ - ١٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

بانوراما - (العالم) - 20-09-2016 - أعلن الجيش السوري انتهاء مفعول سريان الهدنة المستمرة منذ اسبوع بموجب الاتفاق الروسي الاميركي مؤكدا تعرضها للخرق خلال الفترات الماضية مئات المرات، موسكو اتهمت واشنطن بعدم الوفاء بتعهداتها حيال الاتفاق وقالت ان الجماعات المسلحة استفادت من الهدنة لتجميع قواتها والتحضير لشن هجمات كبيرة على الجيش السوري.

نهاية اشبه بالانهيار لهدنة اعلنت جميع الاطراف فشلها مسبقا بسبب الخروقات وكان ابرزها استهداف طائرات التحالف الامريكي للجيش السوري في دير الزور ما ادى الى مقتل وجرح نحو مئتي جندي سوري.

من جهته أعلن الجيش السوري انتهاء سريان مفعول سريان الهدنة عند السابعة مساء، مؤكدا عدم التزام الجماعات المسلحة بأي من بنود الهدنة التي رعتها اميركا وروسيا ومسجلا اكثر من 300 خرق.

ورغم تبرير واشنطن بان عدوانها على الجيش السوري جاء عن طريق الخطأ الا ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري حمل الجيش السوري مسؤولية ما حدث في دير الزور زاعما ان انتهاك القوات السورية لوقف النار ومنعها دخول القوافل الانسانية والذي اعاق بدء التنسيق الكامل بين موسكو وواشنطن بشكل يمنع تكرار الحوادث مثلما جرى في دير الزور.

تبريرات رفضها الرئيس السوري وأكد ان العدوان الجوي على الجيش السوري الذي وصفه بالسافر، جاء لدعم الجماعات الارهابية وأبلغ مساعد وزارة الخارجية الايراني حسين جابري انصاري والوفد المرافق له ان الاطراف المعادية لسوريا تستنفذ كل طاقاتها وامكانياتها من اجل استمرار الحرب الارهابية على البلاد.

موقف تلقى دعما كاملا من طهران وأكد انصاري للاسد عزم بلاده الاستمرار في تقديم كل الدعم الممكن لسوريا في حربها ضد الارهاب.

هذا في وقت سجلت عشرات الاختراقات من جانب الجماعات المسلحة منذ اليوم الاول من سريان الهدنة ؤفي حين اكد الطرف الروسي ان الجيش السوري التزم بشكل كامل بها.

واعتبر قائد الجيش الروسي الجنرال سيرغي روسكوي ان الالتزام من جانب واحد للهدنة لا معنى له بعد الانتهاكات المتكررة لوقف النار وعدم تعاون الولايات المتحدة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية اكدت في وقت سابق ان واشنطن لا تفي بالتزاماتها ازاء اتفاق الهدنة بما فيها فصل الجماعات الموالية لها عن التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها "جبهة النصرة"، ما يهدد ايصال المساعدات الانسانية.

وأوضحت وزارة الدفاع ان الفصائل المسلحة تستخدم ايام الهدنة لاعادة تجميع قواها استعدادا لهجمات واسعة في حلب، وقد أعلنت الجماعات المسلحة في حلب بالفعل ان الهدنة فشلت وانتهت مشيرة الى استعداد المسلحين لتنفيذ هجمات جديدة.

وقد دعت بعض الاطراف المعارضة للنظام السوري الجماعات المسلحة الى التحضير لاستراتيحية صمود للاشهر الستة المقبلة، فيما يرى مراقبون ان الادارة الاميركية تريد تجميد حالة الصراع في سوريا الى ان تاتي الانتخابات برئاسة اميركية جديدة ولا تريد تغييرا استراتيجيا في الوضع السوري.

ويبدو ان روسيا ورغم علمها بان الاتفاق على الهدنة والتزام جميع الاطراف بها يمهدان لمفاوضات الحل السياسي للازمة السورية، الا انها اصبحت انها مدركة ايضا ان التعاون مع واشنطن لم ينتج عنه حتى الان سوى دعم الارهاب ونشر الفوضى والاضطراب في هذا البلد.

2