الامير محمد بدأ سلطاته بشن حرب علي اليمن ولا تزال هذه الحرب بعد اكثر من عام ونصف مستمرة دون ان تحرز أية نتائج ايجابية، وتتحمل ميزانية السعودية اعباء هذه الحرب المكلفة اضافة الى مليارات الدولارات تكلفة دعم الجماعات الارهابية في سوريا والعراق وبلدان عربية اخري اضافة الى صرف مليارات الدولارات لنشر الفكر الوهابي في شتى انحاء العالم .
دعم السعودية للجماعات الارهابية عادت عليها بالويلات والمصائب اذ اصبح للجماعات الارهابية اوكارا وخلايا تنشط داخل الاراضي السعودية وتقوم بعمليات ارهابية ضد المساجد والمقار العسكرية وقوات الشرطة والجيش السعودي وها هي وزارة الداخلية اعلنت يوم الاربعاء الماضي عن كشف ثلاث خلايا ارهابية داخل السعودية والقاء القبض علي اعضائها اكثرهم من السعوديين.
الوضع الاقتصادي السعودي كما هو الحال بالنسبة لدول الخليج الفارسي الاخري ومنها الكويت وقطر والامارات والبحرين متعب وقد اضطرت الحكومات الخليجية الى رفع الدعم عن الوقود والمواد الاساسية ولم تنفذ الخطة اقتصادية التي طرحها الاميرمحمد بن سلمان المسماة رؤية السعودية 2030 من اجل تحسين الوضع الاقتصادي للسعودية إذ تعاني السعودية من تضخم وعجز في الميزانية بسبب انخفاض عائدات النفط.
وبسبب تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي للسعودية بادر القائمون علي الحكم بصرف اموال دون حساب من اجل تجميل صورة مملكة ال سعود التي تشوهت بفعل تنفيذ سياسات مرتجلة.
وذكرت وسائل اعلام عربية أن النظام السعودي وقع عقودا مع اربع شركات علاقات عامة فرنسية وشخصيات امريكية معروفة بعلاقاتها مع شيوخ الخليج الفارسي للقيام بدعاية لصالح النظام من اجل تجميل صورته وعرض ما يسمى انجازاته منذ تولي الملك الجديد علي الراي العام العالمي. وها هو المبعوث الامريكي السابق دنيس روس والسفير الامريكي السابق في العراق زلماي خليل زاد وعدد من الامريكيين والمختصين في قضايا الشرق الاوسط بعد قيامهم بزيارات للسعودية يقومون بنشر مقالات في الصحافة الامريكية تشيد بسياسات المملكة وشرح ما قام به الشاب الامير محمد لادارة حكم بلاده بعد ان اصبح هو المسوول الاول والاخير في السعودية بسبب مرض والده وعدم قدرته علي ادارة البلاد.
النظام السعودي يصرف مليارات الدولارات سنويا علي وسائل الاعلام الاجنبية والعربية والمحلية من اجل تحسين صورته لدي الراي العام العالمي والاسلامي والعربي والتغطية علي عثراته وكبواته وخاصة بعد فاجعة منى في العام المنصرم والذي راح ضحيتها عدة الاف من الحجاج الابرياء من ايران والبلدان العربية والاسلامية والافريقية.
وكان مشهودا صمت وسائل الاعلام العربية والاسلامية والعالمية تجاه هذه الفاجعة الاليمة التي حاول السعوديون إخفاءها وعدم ذكرها لكي ينسى العالم هذه الفاجعة ولكن ايران التي ذهب اكثر من 460 حاج من حجاجها شهداء في هذه الفاجعة اصرت علي التحقيق بشانها وطالبت السلطات السعودية السماح للجنة دولية بالتوجه الى السعودية والتحقيق بشان اسباب وقوع مثل هذا الحادث المؤلم وكان هذا شرطا للسلطات الايرانية لارسال الحجاج الايرانيين الى الحج ولكن السلطات السعودية رفضت الطلب الايراني ولم تسمح لاية جهة التحقيق في هذا الامر.
ان السلطات السعودية لم تنشر أية معلومات عن اسباب "تدافع منى" لا اثناء الحادث ولا بعده ولم تتبن مسوولية الحادث ولم تعتذر من عوائل الشهداء ولم تدفع تعويضات اليهم، بل ان وسائل اعلامها ومسؤوليها بدلا من الاعتذار عن تقصيرالسلطات السعودية تجاه ضيوف الرحمن طرحت تهم مضحكة وسخيفة وقالت مرة ان الايرانيين كانوا سببا في التدافع ومرة ثانية اتهمت الحجاج الافريقيين بانهم كانوا السبب في ضحايا منى ومرة ثالثة اتهمت الحرس الثوري الايراني بتدبير العملية التي راح ضحيتها اكثر من 460 ايرانيا.
السلطات السعودية غضبت من تصريحات المسؤولين الايرانيين التي دعت الى تعاون الدول الاسلامية وقيام لجنة اسلامية لادارة موسم الحج بسبب عدم كفاءة السلطات السعودية وعدم قدرتهم على ادارة أمور الحج.
وقد رأينا كيف ان وسائل الاعلام التابعة لال سعود في السعودية والدول العربية والاسلامية اخذت تدافع عن ال سعود وتشيد بكفاءتهم في ادارة موسم الحج وتفند تصريحات المسؤولين الايرانيين.
ورأينا ان بوقا من ابواق النظام وهوالمسمى بالداعية عائض القرني يؤجج نار العداوة بتغريدة قال فيها: “نجح حج هذا العام بنسبة 100 / 100 والسبب بعد توفيق الله غياب إيران الدولة الصفوية المجوسية أم الفتن والإرهاب في العالم” وأردف القرني تغريدته بقوله: الحج_ بدون_ ايران_ تنظيم _ وأمان.
يفخر هذا الداعية من موظفي الدولة السعودية بان موسم الحج تم دون اي حادث هذا العام بسبب عدم تواجد الحجاج الايرانيين، بينما اعلنت السلطات نفسها انها سمحت للايرانيين المقيمين في الخارج للمشاركة في موسم الحج.
السلطات السعودية لم تقبل المطلب الايراني وهو السماح للجنة دولية للتحقيق في فاجعة منى، بل ردت علي المسؤولين الايرانيين عن طريق مفتى المملكة عبد العزيز ال الشيخ الذي كفرجميع الشيعة ووصفهم بالمجوس ولم يدرك المفتى بانه يعيش في شرق السعودية شيعة وهم مواطنون سعوديون ويعدون حوالي 20 بالمائة من سكان السعودية. هذه غلطة السلطات السعودية التي لا زالت مستمرة حتى وقتنا الحاضر بل ان صحفيا فلسطينيا وهو خالد الجيوسي كتب مقالا في صحيفة رأي اليوم يعلق فيه علي وسائل الاعلام السعودية التي اخذت تكفر الشيعة وسمحت للنجوم بالمشاركة في هذه الحملة حيث يقول: "نجوم الإعلام الجديد” في العربية السعودية يسيرون على نهجٍ “غامض” يدعو إلى “تكفير” الإيرانيين، وكل “شيعي” مُتواجد على هذه المعمورة، فهم بحسب أحد أشهر نجوم برامج “اليوتيوب” كانوا يعبدون النار وهم مجوس، وإلى ما هنالك من توصيفات “تكفيرية” بعد إسلامهم حاول النجم المذكور إلحاقها بالشيعة الذين يتبعون “ولاية الفقيه” بحسب توصيفه.
أن “يُكفّر” بعض رموز الدولة السعودية الدينية الإيرانيين، فهو أمر مفهوم له غايات سياسية، برغم ما يثيره من جدل، وقد يترتب عليه نتائج وخيمة، المُقلق والمُستغرب هو سماح السلطات السعودية لنجوم “الإعلام الجديد” الخوض في مثل تلك الموضوعات الحساسة، فهؤلاء الذين يظهرون على مواقع التواصل “النجوم”، لا يملكون أي خلفية دينية، أو درجات علمية شرعية، تؤهلهم الخوض في مدى كُفر طوائف بعينها، وهؤلاء مجرد “ببغاوات” ينتهزون الفرص، للحديث في الموضوعات الأكثر “إثارة”، وهدفهم الوحيد جمع أكبر عدد ممكن من المتابعين والإعجاب، وموضوع مثل “تكفير الإيرانيين”، سيجلب لهم ملايين المُشاهدات، والمُتابعات".
وينهي الصحفي الفلسطيني تعليقه بالقول: "على السلطات السعودية برأينا، وإن كانت في ذروة عدائها للجمهورية الإيرانية، أن تضع ضوابطاً للمُتحدّثين في الأمور الدينية، وخاصة تلك التي تؤدي إلى اقتتال طائفي، ولمواقع التواصل تأثيرها الكبير في إحداث الفتن، وهنا بالطبع لا تحتاج سلطات بلاد الحرمين تذكيرها أن الطائفة الشيعية الكريمة، مُكوّن أساسي في مجتمعها الذي يتمتع بالأمن والأمان الذي نتمنى أن يديمه الله على سائر العرب والمسلمين".
ومع ان السلطات السعودية تصرف مليارات الدولارات سنويا علي الاعلام العالمي والاسلامي والعربي والمحلي لتحسين صورة النظام وتشويه صورة ايران الاسلامية الا ان صحفيا سعوديا يكتب مقالا في صحيفة الحياة السعودية يتبرم فيه من القراء السعوديين الذين لا يرون اعلامهم موفقا بالمقارنة مع الاعلام الايراني.
فالصحفي السعودي الذي يعترف بوجود عشرات الصحف والقنوات التلفزيونية التي تمدح النظام وتبث مواد دعائية لاقناع الراي العام السعودي بانجازات حكومته وخدماتها للمواطنين الا انه يوجه اللوم لبعض القراء الذين يرون ان الاعلام السعودي غير قادر علي مواجهة الاعلام الايراني الذي يصفه بالضعيف والغير قادر علي مواكبة متطلبات العصر.
الصحفي السعودي يهاجم السعوديين في الداخل الذين ينتقدون الاعلام السعودي ويمدحون الاعلام الايراني ويصفهم بانهم لا يدركون الواقع وهم متوهمون.
الصحافة السعودية والصحافة الخليجية لم تقصر ابدا في كيل المديح للسلطات السعودية بسبب ما اسمته قدرات السلطات علي ادارة موسم الحج دون وقوع اي حادث وهذا المديح سوف لن يعفي السلطات السعودية من الرد علي تساؤلات الشعب الايراني عن سبب استشهاد اكثر من 460 حاجا ايرانيا في موسم العام الماضي وان السلطات السعودية سوف تستدعى الى المحاكم الدولية لترد علي شكاوي اهالي ضحايا منى الايرانيين الذين لا يمكن ان يتخلوا عن مطلبهم الرئيسي وهو تبيان اسباب وقوع الحادث وضرورة اعتراف السلطات السعودية بمسؤوليتها و تقصيرها و دفع غرامة لاهالي وعوائل الضحايا.
كل ما يقوم به الاعلام السعودي والعربي هو محاولة منع الايرانيين من تقديم دعاوي في المحاكم الدولية ضد السلطات السعودية لمسؤوليتها في التسبب في حادث منى، وان السلطات الايرانية تواصل العمل لتقديم شكاوي.
* شاكر كسرائي
2-210