الكرملين غير متفائل بقرب انتهاء الصراع في سوريا

الكرملين غير متفائل بقرب انتهاء الصراع في سوريا
السبت ٢٢ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٢:٠٥ بتوقيت غرينتش

أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الأوضاع الراهنة لا تتيح الشعور بالتفاؤل إزاء قرب انتهاء الصراع في سوريا، مضيفا أنه يتعين على المجتمع الدولي العمل المكثف بهذا الاتجاه، فيما أكد أنه لا يمكن التوصل إلى التسوية السياسية دون الأسد.

وبحسب "روسيا اليوم"، فقد قال بيسكوف السبت 22 أكتوبر/ تشرين الأول في بث "القناة 1" الروسية: "بطبيعة الحال بودنا أن نكون متفائلين، ونؤكد أنه من المتوقع الانتصار قريبا على الإرهاب وتحقيق التسوية السياسية في سوريا، ولكن المعلومات المتوفرة لدينا لا تتيح لنا اتخاذ موقف متفائل كهذا بلا هموم. يبدو أن المجتمع الدولي ينتظره عمل طويل الأمد ومكثف للغاية، ولكن القضية السورية ينبغي حلها على أي حال".

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الأزمة السورية لا يمكن تسويتها إلا في إطار التعاون متعدد الأطراف، مشددا على ضرورة العمل على تقارب مواقف جميع الأطراف المعنية.

وأشار بيسكوف إلى أن دولا عدة تحاول "عقد صفقة مع الشيطان"، في سعيها إلى إسقاط الرئيس بشار الأسد بأيدي الإرهابيين، بينما تشترط دول أخرى إطلاق التسوية السياسية في سوريا مع ترك الأسد في منصبه.

لا يمكن التوصل إلى التسوية السياسية دون الأسد

وأصر ممثل الكرملين على وجود خيارين لا أكثر في سوريا، إما رئاسة الأسد وإما تولي "جبهة النصرة" زمام الحكم في دمشق، مستطردا أنه لا يمكن التوصل إلى التسوية السياسية دون الأسد.

وحذر بيسكوف الدول الداعمة للمجموعات المسلحة المتقاتلة على الأراضي السورية من أن تولي المتطرفين السلطة في البلاد لن يسفر إلا عن إطلاق موجة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا، مضيفا أن هذا يهدد القارة العجوز بتكرار الهجمات الإرهابية التي استهدفتها خلال العام الماضي.

وأشار بيسكوف إلى ضرورة تحرير الأراضي السورية من براثن الإرهابيين وبذل قصارى الجهد بغية منع تمزق البلاد، محذرا من أن ذلك سيجلب عواقب كارثية للمنطقة برمتها.

تمديد الهدنة الإنسانية في حلب قرار مستقل للرئيس بوتين

إلى ذلك، أفاد المتحدث باسم الكرملين أن تمديد الهدنة الإنسانية في حلب 24 ساعة إضافية (حتى الساعة الـ19 من يوم السبت) جاء بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا أن هذا القرار مستقل على الإطلاق، ولا علاقة له باجتماع "رباعية النورماندي" في برلين.

وشدد المتحدث على أن إنشاء روسيا قاعدة عسكرية في طرطوس السورية لم يكن هدفا لموسكو، بل وسيلة تتيح لها مساعدة السلطات الشرعية في سوريا على محاربة "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية.

تحرير الموصل سيكون انتصارا كبيرا مهما كانت دوافعه

إلى ذلك تطرق المتحدث باسم الرئيس الروسي إلى الملف العراقي، إذ أفاد بأن موسكو سترحب بعملية استعادة مدينة الموصل من براثن متشددي "داعش"، "مهما كانت دوافعها"، على حد قول بيسكوف.

ورد بيسكوف على سؤال عما إذا كانت عملية استعادة الموصل، التي أطلقتها القوات العراقية الاثنين الماضي بدعم من الولايات المتحدة، لها علاقة بمحاولة أحد المرشحين لرئاسة البيت الأبيض لجعل كفة الميزان تميل لصالحه مع اقتراب موعد الانتخابات، رد قائلا: "يبدو بالنسبة لنا أن هذا الانتصار البالغ الأهمية على "داعش" لن يستدعي، إذا تحقق، إلا رضانا، مهما كان الواقف وراءه، وحتى لو كان متعلقا بسعي أحد إلى إبراز دوره في التاريخ".

وأشار المتحدث في الوقت نفسه إلى أن السباق لرئاسة البيت الأبيض كان ولا يزال يلقي بظلاله على كل ما تتخذه الولايات المتحدة من قرارات، سواء كان ذلك داخل البلاد أو خارجها.

وأصر بيسكوف على موقف روسيا الثابت المتمسك بوحدة أراضي العراق وسيادته السياسية، مشددا على أن هذه المسألة غير قابلة للنقاش.

114-3