في حوار مع صحف كويتية..

قاسمي: التوتر مع السعودية ليس مذهبياً

قاسمي: التوتر مع السعودية ليس مذهبياً
الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٢:١٧ بتوقيت غرينتش

أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، أن التوتر مع السعودية بلا شك لا يعود الى أي جذور مذهبية، وأن ايران تعتقد يقينا أن وحدة العالم الاسلامي هو الأساس.

وبحسب وكالة "فارس" فقد اضاف قاسمي في حديث مع صحف كويتية بمقر وزارة الخارجية الإيرانية في طهران نقلته جريدة "الرأي"،  علينا ان نحترم كل المذاهب والفرق ولا يمكن لنا بسبب بعض الفوارق والاختلافات البسيطة بيننا أن نلجأ للعنف والاحتقان والتصعيد.

وتابع قائلا : أقولها مرة أخرى يجب علينا أن ننظر إلى جذور هذه المشكلات لنراها بصورة أوضح. فهناك من يريد ان يقع الشقاق بين الدول الكبرى في المنطقة وان تتصارع وتنشغل فيما بينها. والكيان الصهيوني هو أكبر المستفيدين من الصراع بين ايران والمملكة. والتاريخ يشهد انه كانت لدينا علاقات جيدة مع الرياض لسنوات طويلة ونأمل ان تتغير الأوضاع في المنطقة للأفضل.

واعتبر بهرام قاسمي أن المنطقة العربية انشغلت بعدو خيالي هو إيران، عن الخطر المحدق بها، وكانت النتيجة أن المنطقة بدأت تستنزف اقتصادياً ولا نعلم إلى أين تتجه؟، مشدداً على أن المنطقة تسير في الاتجاه الخاطئ والخطير جداً، وأن إيران ليس لديها أي مشكلة مع دول المنطقة ولا أي مطامع في أراضيها، وتحترم قراراتها وسيادتها ولا تحتاج ان تملي عليها ما يجب وما لا يجب أن تفعله، وكل ما نرجوه هو التعايش السلمي والتعاون المثمر.

وعن علاقة ايران بالكويت، قال إنه لا يتذكر ان العلاقة مرت بفترة مماثلة طوال تاريخ العلاقات بين البلدين، بمثل ما تمر به الان إلى درجة استدعاء السفير من طهران، خصوصا اننا نتوقع من الكويت كبلد جارٍ وصديق اكثر بكثير من واقع العلاقات الان، لافتا إلى انه لا توجد اي مشكلة مباشرة بين الكويت وإيران، ونتفهم الأسباب التي دفعت الكويت لاتخاذ المواقف، معربا عن أمله في أن تعيد الكويت النظر في علاقتها مع ايران، لما فيه صالح الشعبين الصديقين، وان ايران لم تستدع سفيرها، والسفير الكويتي محل ترحيب متى قررت الكويت عودته.

وبالشأن اللبناني اكد متحدث الخارجية، أن طهران تعتبر انتخاب الرئيس ميشال عون انتصاراً للبنان ولجميع الأحزاب اللبنانية ولجميع الطوائف ولجميع شعوب المنطقة وهذا موقفنا الرسمي الذي اعلناه منذ انتخاب الرئيس عون ونحن لا نعتبره انتصاراً لتيار او مجموعة او حزب بعينه فهو نتيجة لعملية ديمقراطية ونتيجة لجميع الأحزاب اللبنانية التي خطت خطوة كبيرة في هذا الصدد ونحن عندما هنأنا فإننا هنأنا الشعب اللبناني باكمله.

وحول لقاء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف برئيس الوزراء المكلف سعد الحريري؟ أكد أنه مجرد لقاء بين الأصدقاء. وحزب الله اللبناني لديه علاقات خاصة معنا بصفته احدى القوى المقاومة. فنحن نحترم الدستور اللبناني وما لديه من حصص موزعة على أحزابه بحسب اعدادها ونحن نحترم هذه المحاصصة وهنأنا عون وسنعمل معه.

وحول الاتهامات التي توجه الى ايران بالتدخل في شؤون الجوار، وخصوصا في العراق، اكد أن ايران لم تتدخل ابداً في العراق وقواتنا العسكرية لم تتدخل فيه، ولكننا سندافع عن حدودنا بكل حزم لانها خط أحمر بالنسبة لنا ونحن نواجه المجموعات الارهابية بنجاح ولن نسمح لها بتجاوز حدودنا، وتواجدنا في سوريا بصفة استشارية فقط ولم نخف هذا الامر ودوما نعلنه، وكان ذهاب مستشارينا الى سوريا بطلب من الحكومة السورية لمساعدتها في كيفية مواجهة الارهاب. وليس لدينا تواجد عسكري في العراق، وإنما لدينا تأثير معنوي هناك وهذا الامر ليس بجديد.

واضاف: لكن هناك مشكلة لدى البعض بسبب تحول الاوضاع في العراق بعد عام 2003 وبسبب ان رئيس الحكومة في العراق أصبح شيعياً ونحن ليس لدينا أي دخل في هذا الموضوع فهو اختيارالشعب العراقي. وبعد سقوط نظام صدام كانت تتواجد دول اخرى بالعراق والشعب العراقي قام بإعداد وصياغة دستوره بنفسه، ولكن بعض الأطراف لا تستسيغ هذا الامر، فالواقع العراقي بشكل عام صعب وغامض. وننفي أن يكون لدينا تواجد عسكري في العراق لكن لدينا مجموعة استشارية. وليس لدينا حضور في اليمن منذ بداية القضية اليمنية حتى الآن. ونرفض اتهامنا بالتدخل في اليمن، ولسنا راغبين في أن يكون لنا تواجد او حضور عسكري، سواء في العراق او اليمن. وكل الاتهامات الموجهة لنا في تواجدنا في اليمن مرفوضة تماماً لأننا لم نكن متواجدين في بداية الازمة، ولا يمكن لأي جهة أن تقدم دليلاً واحداً على تدخلنا في الشأن اليمني.

وحول المشهد السوري والى اين تتجه هذه الأزمة؟ اعتبر ما حدث في سوريا كان نتيجة خطأ كبير، حيث قررت مجموعة من أبناء الشعب السوري تنحية الرئيس الشرعي المنتخب. وهذا يعتبر كما ذكرت من قبل محصلة للأخطاء التي حصلت في المنطقة خلال العقود الثلاثة الماضية، فمواجهتنا للفكر المتطرف والمجموعات المسلحة هو الطريق للخروج من الأزمة.

وتابع : لسنا في موضع الدفاع عن بشار الأسد والحكومة السورية فهم اختيار الشعب السوري وبالتالي يجب الا ترفع مجموعة السلاح لاسقاط الحكومة المنتخبة، وبمجرد حدوث ذلك شعرت بعض الدول الأوروبية بامكانية تغيير الحكومة بسرعة ولكن عندما خطوا خطوات للأمام وضحت لهم الصورة وصعوبة حدوث هذا الامر ولذلك غيروا من سياساتهم لأنهم علموا انه برحيل الأسد سيتولى السلطة في سوريا كيان مشابه لـ«داعش».

واردف: أود أن أوضح للجميع وأعيد وأكرر اننا لسنا بصدد الدفاع عن شخص، ولكننا نرفض أن تفرض مجموعة رأيها على مختلف أطياف الشعب السوري، ونرى انه لو لم يتم احتواء هذا الأمر في سوريا واجهاضه فانه سيتجه لبقية دول المنطقة.

وبشأن رؤية ايران لنتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، اكد أن النتائج لا تؤثر على العلاقات الثنائية بيننا، لانه ليس لدينا في الأساس علاقات ديبلوماسية مع أميركا واستطعنا ان نكيف أوضاعنا خارج اطار العلاقات معها، ولكن الاتفاق النووي هو القضية الوحيدة التي تربطنا بصورة مباشرة مع الولايات المتحدة وتنفيذ الاتفاق يمثل اهمية كبيرة لنا وليس لدينا أي مفاوضات أخرى مع الاميركان بخلاف هذا، بالرغم من محاولاتهم للتفاوض معنا في ملفات أخرى، والاتفاق النووي تحول الى قرار أممي ومهما كانت هوية الرئيس فهو سيلتزم بتنفيذه.

وبسؤاله عن رؤية طهران للمشهد اليمني، ذكر قاسمي أن هناك أطرافا مستفيدة من تفاقم الوضع اليمني، وبالتالي لم تسمح باستمرار الهدنة في اليمن، ورؤية إيران للوضع اليمني والخروج من المأزق تتمثل في وقف أعمال العنف والعودة إلى الهدنة من خلال حوار يمني - يمني مباشر، وستساند طهران اي قرار يتخذه الشعب اليمني ويجمع عليه، لا نهتم بمكان هذا الحوار أو بمن يرعاه، سواء الأمم المتحدة أو أي دولة أخرى ولكن الأهم هو ان يتم الحوار بالفعل ويجمع أطياف المجتمع كافة.

وعن مدى اختلاف الموقف الإيراني في سوريا عنه في البحرين، بيّن قاسمي بأن البحرين قصة أخرى وجذورها تعود لمشكلة داخلية ولن تحل الا بالحوار والجلوس الى طاولة المفاوضات، ولكن الأمر في سوريا يختلف لوجود جماعات إرهابية تحاول الاستيلاء على السلطة.

109-1