موسكو تضغط لسحب كل المسلحين من شرق حلب

موسكو تضغط لسحب كل المسلحين من شرق حلب
الثلاثاء ٠٦ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

كما كان متوقعاً، أمس، سقط مشروع القرار الذي تقدمت به مصر واسبانيا ونيوزيلندا للتصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن حلب، بعد «فيتو» مزدوج من الصين وروسيا. ويأتي ذلك في وقت أعربت موسكو عن أملها أن تتمكن من التوصل مع واشنطن إلى اتفاق بشأن انسحاب كل المسلحين من شرق حلب.

العالم - العالم الاسلامي

الحراك الديبلوماسي الدولي ترافق مع استمرار تقدم الجيش السوري والقوات الحليفة في أحياء حلب الشرقية، حيث استعادت القوات المهاجمة السيطرة على حي قاضي عسكر بالإضافة إلى تحقيق مزيد من التوغل في حي الشعار.

وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن عُقد لبحث المشروع بشأن وقف الأعمال القتالية في حلب، أن روسيا صوّتت ضد الوثيقة لأنها لا تتحدث عن خروج المسلحين من المدينة.

وكان قد أشار في تصريحات صحافية أدلى بها قبل الاجتماع، إلى ضرورة انتظار نتائج المشاورات حول سوريا بين الخبراء الروس والأميركيين في جنيف قبل إجراء التصويت في مجلس الأمن، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتفق، خلال لقائه الأخير مع نظيره الأميركي جون كيري، على «تطبيق خطة بشأن شرق حلب تشكل ضرورة انسحاب المسلحين من المدينة كجزء محوري فيها».

من جهته، أعرب لافروف عن ثقته في أن تتمكن روسيا والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب كل المسلحين من شرق مدينة حلب. وقال خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إنه فور التوصل لاتفاق فإن المسلحين الذين يرفضون مغادرة الجزء المحاصر من المدينة سيُعاملون باعتبارهم إرهابيين، وستدعم روسيا عملية الجيش السوري ضد أي مقاتلين يبقون في شرق حلب.

وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة ستبدآن محادثات بشأن الانسحاب في جنيف مساء اليوم أو صباح غد، لافتاً إلى أن كيري أرسل مقترحاته بشأن مسارات الانسحاب وتوقيته.

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنه أبلغ السلطات الإيرانية خلال زيارته طهران بالمقترحات الأميركية حول تسوية الأزمة السورية.

إلى ذلك، وصف لافروف مشروع القرار الأخير في مجلس الأمن بأنه «خطوة استفزازية تزعزع الجهود الروسية الأميركية»، موضحاً أن الحديث في هذا المشروع يدور ليس عن خروج المسلحين، بل عن وقف فوري لإطلاق النار.

ونص مشروع القرار على أن «يضع جميع أطراف النزاع السوري حدا لهجماتهم في مدينة حلب» خلال فترة أولى مدتها سبعة أيام قابلة للتجديد، وعلى «تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة» للسكان المحاصرين.

وزارة الخارجية الروسية استغربت دعوات فرنسا وبريطانيا إلى وقف عملية مكافحة الإرهاب في شرق حلب، بذريعة تدهور الوضع الإنساني هناك.

وأوضحت في بيان أن «الدعوات المتكررة التي تُسمع من عدد من العواصم الغربية إلى وقف عملية مكافحة الإرهاب في شرق حلب تشبه أكثر فأكثر محاولة أخيرة ومستميتة لتبرير رعاياهم من الإرهابيين والمتطرفين المهزومين، أي هؤلاء الذين لا يتوانون عن فعل أي شيء من أجل بلوغ مآربهم».

ورداً على كلام لافروف، رفض فصيلا «نور الدين الزنكي» و«جيش الإسلام» الارهابيين أي اقتراح لإخراج مسلحيهما من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وأكدا العزم على القتال «حتى آخر نقطة دم».

ميدانياً، واصل الجيش السوري والقوات الحليفة تقدمهما داخل شرق حلب وسيطرا على حي قاضي عسكر.

وذكر ما يسمى «المرصد السوري» أن القوات السورية تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر بعد ساعات من سيطرتها بالكامل على أحياء كرم الميسر وكرم القاطرجي وكرم الطحان المجاورين له.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام تخوض معارك في حي الشعار تمهيدا للسيطرة عليه»، موضحاً أنها «باتت تحاصره من ثلاث جهات، بعدما تركت ممرا لمقاتلي الفصائل للانسحاب منه نحو الأحياء الجنوبية».

وقال قيادي في «الجبهة الشامية» إن "حي الشعار سقط بالفعل لأن القوات الحكومية سيطرت على مناطق قريبة تتحكم في مداخله، مضيفاً انه يمكن اعتبار أن كرم الجبل والشعار قد سقطا".

المصدر: السفير

114-4