أميركيون غفوا في الموصل واستيقظوا في تدمر!

أميركيون غفوا في الموصل واستيقظوا في تدمر!
الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من استيلاء مسلحي جماعة "داعش" الارهابية على أسلحة تركها الجيش السوري في تدمر، وأكد قادتها العسكريون تأهبهم لاستهداف هذه الأسلحة وتدميرها.

العالم - العالم الاسلامي

وأوضح الجنرال ستيفن تاونسند، قائد قوات التحالف في الحرب ضد "داعش" الأربعاء 14 كانون الأول/ديسمبر أن "الأسلحة التي استحوذ عليها التنظيم بعد إعادة سيطرته على تدمر تضم عربات مدرعة، وربما أسلحة للدفاع الجوي، وأخرى ثقيلة".

وقال تاونسند في إفادة لوزارة الدفاع الأميركية عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة: "أي شيء سيطروا عليه يشكل في الأساس تهديدا للتحالف، لكن نستطيع احتواء تلك التهديدات وسوف نفعل"، مشددا على أن بلاده على أهبة الاستعداد لاستهداف تلك الاسلحة، وخاصة إذا جرت عمليات نقل لها إلى خارج المدينة.

إلا أن القائد العسكري الأمريكي الرفيع يفضل فيما يبدو أن تتولى روسيا أو سوريا هذه المهمة، إذ أشار إلى أنهما (موسكو ودمشق) في وضع أفضل على الأرض للقيام بذلك بسرعة.

واللافت أن حماسة القادة العسكريين الأميركيين السريعة للحيلولة دون استخدام مسلحي "داعش" للأسلحة التي استولوا عليها في مدينة تدمر، تختلف تماما عما كانت عليه حين استولى مسلحو "داعش" على كميات هائلة من الأسلحة في حزيران/يونيو 2014 أثناء سيطرتهم على مدينة الموصل  العراقية، مركز محافظة نينوى، وتمددهم لاحقا إلى محافظتي صلاح الدين والأنبار.

في تلك الفترة الحالكة، والتي شهدت انهيارا مريعا لقوات الجيش العراقي، عززت "داعش" قوتها وسلحت أفرادها بمعدات وآليات أميركية متطورة، بل وأقامت استعراضات عسكرية لغنائمها، ونقلت أسلحة ثقيلة إلى الرقة بسوريا.

فعلت كل ذلك بحرية ولم تُقلق الأسلحة التي وقعت في أيدي الدواعش آنذاك لا الساسة ولا العسكريين الأميركيين. وهم لم يحركوا ساكنا لاحتواء خطرها، ولم يهددوا بتدميرها بعد إن جاب بها أصحابها الجدد الطرقات ونقلوها إلى أمكنة أخرى.

تلك الأسلحة استخدمها الدواعش في العراق وفي سوريا وألقموا بها نيران الموت والدمار في البلدين المنكوبين لأكثر من عام دون أن يعكر صفو مزاجهم أي تحرك أميركي لا من الجو ولا من الأرض.

وفيما لا تُعرف حتى الآن نوعية الأسلحة التي استولت عليها "داعش" في تدمر ولا كميتها، توجد إحصاءات رسمية حول الترسانة الضخمة التي وقعت لقمة سائغة في يد وفم الدواعش في العراق.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان أعلن عام 2015 أن جيش بلاده خسر 2300 عربة همر عسكرية مصفحة إضافة إلى كميات كبيرة من السلاح والعتاد، ضاع كله عقب سيطرة "داعش" على الموصل فقط.

وبالمقابل تقول المصادر الأميركية إن الجيش العراقي خسر بسقوط الموصل 2300 عربة من طراز "هامفي" قيمتها مليار دولار، وقد استعملت "داعش" إحداها في عملية انتحارية لاحقا استهدفت قاعدة للجيش العراقي قرب بغداد في تموز/يوليو 2015، أسفرت عن مقتل 45 شخصا.

وقد استولى مسلحو "داعش" في تلك الأيام من عام 2014 بسهولة منقطعة النظير أيضا على 40 دبابة من طراز "إم 1 أبرامز"، و52 مدفع هاوتزر متحرك من طراز "إم 198" وأسلحة خفيفة أخرى وذخائر بينها 74 ألف رشاش.

خسارة كل تلك الترسانة وسقوطها في يد "داعش" لم تلق رد فعل مناسبا من الولايات المتحدة، بل لم يكن هناك أي رد فعل على الإطلاق، فيما لم يضع الدواعش الوقت، واستفادوا من تلك الفرصة الذهبية، فأثخنوا في البلدين وصالوا طولا وعرضا حتى وصلت طلائعهم في وقت ما إلى مشارف بغداد، عندها فقط فتح الأميركيون عيونهم وتحركوا لرد الخطر.

المصدر: روسيا اليوم

103-2