هل تقف "إسرائيل" وراء إغتيال السفير الروسي في أنقرة؟!

هل تقف
الإثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٠٩ بتوقيت غرينتش

في التاسع عشر من شهر كانون الاول / ديسمبر اطلق احد عناصر الامن التركية، واسمه مرت مولود تنتاش، الرصاص على السفير الروسي في انقره اندريه كارلوف، عندما كان يلقي كلمة في معرض للصور الفوتوغرافية، وارداه قتيلا، ولم تمر سوى 15 دقيقة، حتى قُتل القاتل على يد قوات الشرطة التركية في نفس المكان.

العالم - تركيا

عملية قتل قاتل السفير الروسي اثارت تساؤلات بعدد تساؤلات جريمة الاغتيال ذاتها، فهي تفرض نفسها على المتابع، حتى لو لم يؤمن بنظرية المؤامرة، لاسيما بعد ان تبين ان القاتل هو احد عناصر الامن التركية، بل انه كان احد اعضاء فريق حماية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، خلال الانقلاب الفاشل، والاكثر غرابة من ذلك انه عمل ايضا في طاقم حماية السفارة الروسية في انقرة!!.

خلفية القاتل المهنية، القت بظلها على عملية قتله، التي اعتبرها البعض عملية تصفية، اُريد منها دفن سرّ ما مع القاتل والى الابد، والا كان بالامكان القاء القبض عليه وبسهولة، لانه لم يكن يحمل سوى مسدسا واحدا، وقد اطلق منه اكثر من 7 وقيل 8 وقيل 9 رصاصات، على السفير الروسي، اي انه لم يعد هناك اي رصاصة في المسدس، كما انه لم يكن يرتدي لباسا فضفاضا، حتى يُشك بارتدائه حزاما ناسفا.

هذه الشكوك ازدادت حدة، عندما استمع العالم للقاتل وبشكل مباشر، وكأنه على مسرح، وهو يهتف بشعارات “دينية”، وكذلك بعد الكشف عن رسالة تركها اكد فيها أن الهدف من وراء عملية اغتيال السفير الروسي هو “إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى”، كما تكلم عن “الحرب الصليبية الوحشية المعلنة ضد الإسلام”، وما كشفته صحيفة الزمان التركية، نقلاً عن مصادر لم تُسمها مقربة من التحقيقات الأولية، أن القاتل سافر إلى سوريا في 2015 للقتال في صفوف جبهة النصرة، وبعلم من القيادة والسلطات التركية!!.

كما كشفت الصحيفة عن ان تنتاش كان من “المقاتلين الشرسين في حلب، ضمن جبهة النصرة، وساهم في احتلال أبنية ومواقع في المدينة، وفي العمليات ضد الجيش النظامي السوري .. وقتل عددا من الجنود السوريين، وأن رفاقاً له قُتلوا أيضاً في المعارك، قبل عودته إلى تركيا”.

هنا لا نملك الا ان نطرح بعض الاسئلة حول ملابسات حادث الاغتيال وشخص القاتل، وان راها البعض غير بريئة، منها: كيف يمكن ان يتهم المسؤولون الاتراك، وعلى اعلى المستويات، جماعة الداعية فتح الله غولن بانها وراء الاغتيال، بينما عمل القاتل في فريق حماية اردوغان، وفي اصعب فترة، وهي فترة الانقلاب العسكري، الذي اتهم اردوغان جماعة غولن بانها كانت وراءه؟، كيف يمكن ان تضع الجهات الامنية التركية احد عناصرها التي ارسلته الى سوريا للقتال هناك، ضمن طاقم حماية السفارة الروسية في انقرة، وهي تعرف جيدا افكاره المتطرفة وانضمامه الى القاعدة ( جبهة النصرة)؟، كيف امكن لتنتاش ان يتنقل بين سوريا وحماية اردوغان وحماية السفارة الروسية، بهذه السلاسة، دون ان يثير اي شكوك، في الوقت الذي يشهد الجيش التركي والاجهزة الامنية اوسع عملية تطهير في تاريخ تركيا؟.

استنادا الى ما تقدم، من حق المتابع للمشهد التركي ان يشك بوجود تيار داخل الامن التركي، عمل دون علم القيادة السياسية في تركيا، على “ادارة” و “توجيه” تنتاش، ليُقدم على فعلته، وبالتالي تصفيته، من اجل ضرب اي تقارب بين تركيا وروسيا وايران وحتى سوريا، لصالح جهة واحدة ، لا ترى مصلحة لها في استقرار المنطقة، وهذه الجهة ليست سوى “اسرائيل”.

المصدر : شفقنا

109-4