عون: لبنان يمكن أن يكون جسرا لتفاهم عربي- إيراني

عون: لبنان يمكن أن يكون جسرا لتفاهم عربي- إيراني
الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٧ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون في حوار مع جريدة الأهرام المصرية قبيل زيارته القاهرة، أن لبنان يمكن أن يكون جسرا لتفاهم عربي – إيراني.

العالم - العالم الاسلامي

و قال الرئيس اللبناني في معرض رده عن سؤال: هل يمكن أن يكون لبنان جسرا لتفاهم خليجي - إيراني أو عربي - إيراني؟قال :ولمَ لا؟ .. فعلي الإنسان أن يحاول والمحاولة قد تنجح وقد لا تنجح .. لكن تبقى هناك راحة الضمير بدلا من أن يبقى الإنسان متفرجا.. وإذا لم نحاول فسيكون هناك الفشل الذريع دون أن يقدم الإنسان أساسا على المحاولة..فالإقدام أفضل، فعلى الأقل يكون هناك شرف المحاولة.

و قال الرئيس عون حول مستقبل العلاقات العربية مع إيران وتركيا:'هذه الدول متجاورة، وهذه الدول يجب أن تحتفظ بعلاقات متميزة لأن هناك مصالح كثيرة مشتركة بين أي دولة ودولة أخرى مجاورة لها، أكثر مما بين أي دولة ودولة أخرى بعيدة عنها، وإذا وجد التفاهم تتميز العلاقات إما بالخير وإما بالشر.. ولأن الجغرافيا هي التي تتحكم بالسياسة، فلابد من حسن الجوار الذي يتعلق بالدرجة الأولى بالأمن والمصالح الاقتصادية، وأخرى مشتركة مثل المياه والأحواض النفطية الحدودية والاستثمار المتبادل وكلها أمور إيجابية.. فلا شيء محرم لحسن العلاقة سوى شن الحرب.

و أكد الرئيس اللبناني حول الأزمة في سورية و موقفه لهذه الأزمة علي ضرورة حلها سياسيا قائلا: هذه الأزمة تحتاج إلي حل سياسي.. وأنا كنت من أنصار هذا الحل منذ البداية بأن تنتهي القصة بالتفاوض .العمل المسلح داخل البلاد يؤدي إلى الخراب حتى لو انتصر حامل السلاح، لأنه لو انتصر فهو يحتاج للكثير من الوقت لكي يعيد البلد إلى الحياة الطبيعية.. الحوار والإصلاحات المتدرجة تنقل البلد من مرحلة إلى أخرى، ولكن لا نستطيع أن ننتقل بالبلد من مرحلة إلى أخرى دون التدرج.

و قال حول مكافحة الإرهاب: لدينا مشكلة مشتركة تبدو كأنها دائمة، وهي الإرهاب الذي يضرب في كل مكان، فالإرهاب مرض خبيث ينام ثم يعود للاستفاقة في مراحل معينة، خاصة إذا بقيت هناك دول تغذي هذا الإرهاب.لذلك علينا من الآن أن نحاربه مادام ظاهرا.. وقد تكون الحرب عليه حاليا - مهما تكن مدمرة - أسهل من المرحلة المقبلة إذا كان سيتابع حربه علينا بشكل سري.. وهذا الموضوع يحتاج متابعة ويتطلب تنسيقا بين الأجهزة الأمنية حتي يتم وضع حد لهذه الظاهرة.

و أشار الرئيس عون إلى دور حزب الله في لبنان قائلا:حزب الله في لبنان هو شريحة كبيرة من الشعب اللبناني.. وهم سكان الجنوب، وهم ليسوا مرتزقة كما جاء المرتزقة إلى سوريا من مختلف البلدان.. هم لبنانيون يدافعون عن أرزاقهم وأملاكهم بالدرجة الأولى وبالطبع يتلقون العون من الآخرين.. فلا يمكن أن نكون مع إسرائيل ضد قسم من شعبنا.. وأرضنا هي التي يتم تخريبها. وبالنسبة لي فإن البيت اللبناني ليس شيعيا، والأرض اللبنانية ليست شيعية ولا سنية ولا مسيحية هي أرض لبنانية للجميع ولبنان للكل.وكل منا لديه معتقده وهذه هي حرية الاعتقاد، ولكن كلنا متضامنون - على هذه الأرض - على أن نعيش متفاهمين معا.

و شدد الرئيس اللبناني على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بالوطن الفلسطيني قائلا: موقفنا أن ندافع عن عودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بالوطن الفلسطيني. قد يفكر البعض في التوطين، ولكن موقفنا واضح و وضعناه في مقدمة الدستور اللبناني برفض التوطين في لبنان، وأنا فكري السياسي هو أن إسرائيل تريد إلغاء الهوية والأرض الفلسطينية وتعتبر ما تبقى من الفلسطينيين في فلسطين هم مجرد سكان وليسوا أصحاب أرض وأصحاب هوية. هذا خطر على العرب وعلى الإسلام نفسه.هل يمكن أن نتصور الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في فلسطين دون مسلمين ومسيحيين؟.. هذا عار تاريخي يلحق بالعرب، بل بالبشرية جمعاء.. هل نتصور إلغاء أرض كان بها نشأة الأديان التي بشرت العالم.. فلسطين مثل مكة المكرمة . القدس بها كل المعالم المسيحية، ومنها انطلق الرسل الذين بشروا العالم.. فاليوم نحافظ تاريخيا على الحجر ونضعه الآثار- في المتاحف للحفاظ عليها.. فهل نقبل أن نهدم حضارة بحجة التفتيش عن هيكل سليمان الذي لم يعثر عليه تاريخيا حتي يهدموا المسجد الأقصى؟.

المصدر: ارنا

112