ماتيس يطلب من دول حلف الأطلسي زيادة انفاقها العسكري

ماتيس يطلب من دول حلف الأطلسي زيادة انفاقها العسكري
الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧ - ٠٩:٢٩ بتوقيت غرينتش

طلب وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس الاربعاء من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي زيادة انفاقها العسكري، وذلك في زيارته الأولى إلى بروكسل، وإلا فإن بلاده "ستخفف التزامها" في الحلف.

وبعد انتقادات ترامب للحلف الاطلسي الذي اعتبر المنظمة الناشئة في الحرب الباردة "بائدة"، كانت هذه المشاركة الاولى لاحد وزرائه في اجتماع وزراء دفاع الحلف موضع ترقب كبير لدى الاوروبيين الساعين إلى توضيحات بشأن مواقف الادارة الجديدة.

في البدء سعى ماتيس الذي كان قائدا عسكريا في الحلف بين 2007 و2009 الى الطمأنة مع وصوله إلى مقر الحلف في بروكسل. وقال إلى جانب الامين العام لحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان "الحلف لا يزال ركيزة أساسية للولايات المتحدة".

لكن أمام نظرائه من الدول الأعضاء الـ27 الأخرى تخللت أقواله الودية تحذيرات حازمة رددت أصداء التهديدات التي سبق أن صدرت عن ترامب.

ففي ملف نفقات الدفاع قال ماتيس "ستتحمل الولايات المتحدة مسؤولياتها، لكن إن كانت دولكم لا ترغب في تخفيف أميركا التزامها تجاه هذا الحلف، فعلى كل عاصمة بينكم أن تظهر الدعم لدفاعنا المشترك".

وعزا وزير الدفاع الأميركي مطالبه إلى إرادة دافعي الضرائب الأميركيين و"الواقع السياسي" الجديد في بلده، مضيفا "لا يمكن أن يهتم الأميركيون بمستقبل أطفالكم أكثر مما تفعلون".

وتطالب واشنطن منذ فترة طويلة بإنفاق أعضاء الحلف 2% على الأقل من إجمالي ناتجها الداخلي على الدفاع، وهو هدف بلغه عدد ضئيل رغم الاتفاق عليه في قمة في ويلز في المملكة المتحدة في 2014.

وطوال سنوات ضغط وزراء الدفاع الأميركيون المتعاقبون على الحلف بهذا الشأن. لكن مطالبة ماتيس بالمال ولغته الفظة حملت عبئا إضافيا خصوصا بعد تصريحات ترامب أثناء حملة الانتخابات بأن مساهمة بلده في الحلف قد تصبح رهنا بقيمة المبالغ التي قد يسددونها.

حاليا تخصص خمس دول فقط من أصل 28، هي الولايات المتحدة واليونان وبريطانيا وإستونيا وبولندا، 2% على الأقل من إجمالي ناتجها الداخلي للنفقات الدفاعية، التزاما منها بالعتبة التي حددها الحلف عام 2014 ويطالب جميع أعضائه بالالتزام بها بحلول 2024.

ويطالب عدد من الدول كفرنسا واسبانيا بالمرونة مبررة ذلك بوزن العمليات العسكرية التي تشارك فيها على حساباتها العامة.

مساء الاربعاء اقر ستولتنبرغ امام الصحافيين بان "المشاركة المنصفة للعبء لا تعني الانفاق فحسب، بل تشمل ايضا المساهمات في بعثات الحلف الأطلسي".

وأوضح ان "عددا كثيرا من الدول الاوروبية يساهم بشكل كبير في عمليات شديدة الأهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة" مشيرا إلى أن نصف جنود الحلف الأطلسي في أفغانستان "ليسوا أميركيين".

وردا على سؤال حول "إنذار" ماتيس، فضل امين عام الحلف اعتباره "رسالة حازمة جدا إلى الحلفاء كافة" يعزز "أولوية" تحقيق هدف 2%.

واكد ستولتنبرغ ان "الكثير من الدول التي تنفق اقل من 2% عبر عن طموحات ومشاريع والتزامات للبدء فعلا في زيادة انفاقها".  من جهته طلب ماتيس تحديد "مواعيد مرحلية" في العام الجاري لمتابعة تطور مساهمات أعضاء الحلف.

ويتوقع أن تقرر الدول الاعضاء الـ28  انشاء مركز متخصص ضمن مقر القيادة العسكرية في نابولي، لجمع المعلومات عن المناطق التي تعتبر الاكثر عرضة للارهاب في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وقال الأمين العام للحلف ان حوالى مئة عنصر سيفرزون لهذا "المحور من أجل الجنوب" بحسب مصطلحات الحلف، الذي "سيساعدنا في تنسيق المعلومات حول الازمات ودول مثل ليبيا او العراق" حيث تنتشر جماعات ارهابية.

كذلك من المقرر ان يعلن الوزراء في الاجتماع الذي يتواصل الخميس مستوى المشاركة في أربع كتائب متعددة الجنسيات يجري نشرها في بولندا ودول البلطيق، على أبواب روسيا التي اعتبرت تهديدا منذ اندلاع النزاع الاوكراني في 2014.

المصدر : فرانس برس

5