أحد أبرز مرشحي الرئاسة الفرنسية: نعم ارتكبنا "جرائم ضد الإنسانية" بالجزائر

أحد أبرز مرشحي الرئاسة الفرنسية: نعم ارتكبنا
الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٧ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

وصف إيمانويل ماكرون أحد أبرز مرشحي الرئاسة الفرنسية، استعمار بلاده للجزائر (1830/1962) بـ"الجريمة ضد الإنسانية"، في خطوة غير مسبوقة لسياسي بمستواه خلفت جدلا في باريس.

العالم - العالم الاسلامي

جاء ذلك خلال حوار لماكرون وهو مرشح مستقل ووزير اقتصاد سابق بين (2014 و2016)، مع فضائية "الشروق نيوز" الخاصة خلال زيارته للجزائر، حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين فيها بحثا عن الدعم في الانتخابات.

وقال المرشح الرئاسي إن "الاستعمار يدخل ضمن ماضي فرنسا.. إنه جريمة بل جريمة ضد الإنسانية وعمل وحشي وهي جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نشاهده أمامنا ونقدم اعتذاراتنا للذين ارتكبنا بحقهم هذه التصرفات".

واستدرك: "لكن لا يمكن مسح كل شيء ففرنسا نقلت قانون حقوق الإنسان في الجزائر لكنها نسيت أن تقرأه (تعبير مجازي يعني عدم احترام مضمونه)".

وحسب ماكرون، فإن "الاعتراف بوجود هذه الجرائم لا يجب أن يقودنا لتحميل المسؤوليات والتوريط لأنه لا يمكن بناء أي شيء على ذلك".

وتطالب الجزائر رسميا وشعبيا منذ الاستقلال عام 1962 باعتذار رسمي لفرنسا عن جرائمها الاستعمارية فيما تقول سلطات باريس أن الأبناء لا يمكن أن يعتدزوا عما ارتكبه الآباء والأجداد.

ويعد هذا التصريح من ماكرون الذي تضعه استطلاعات الرأي ضمن الأوفر حظا في سباق الرئاسة، موقفا غير مسبوق من سياسي فرنسي بهذا المستوى.

وخلفت هذه التصريحات جدلا في فرنسا وعلق عليها منافسه في الانتخابات عن حزب الجمهوريين اليميني فرانسوا فيون في تغريدة على تويتر بالقول: "السيد ماكرون تجرأ على وصف الاستعمار بجريمة الحرب.. هذه التوبة الدائمة غير لائقة"

من جهته قال القيادي في نفس الحزب جيرالد دارمانين في تغريدة على تويتر: "عار على ماركون الذي سب فرنسا من الخارج"

ورد ماكرون على هذه الموجة من الانتقادات بتغريدة على تويتر ايضا قال فيها: "أوقفوا الانقسامات حول هذه المواضيع ..أنا لم أتهم ولم أضخم الأشياء"

وماكرون، الذي تضعه استطلاعات الرأي ببلاده في مقدمة المرشحين الأوفر حظا للفوز بسباق الرئاسة، الذي ستجري جولتها الأولى شهر أبريل/ نيسان القادم، يقدم نفسه كبديل لتياري اليمين واليسار في البلاد.

ورفض هذا السياسي الترشح باسم الحزب الاشتراكي ودخل كمتسابق مستقل بعد تأسيس حركة سميّت "إلى الأمام"

وتملك الجزائر واحدة من أكبر الجاليات في فرنسا، حيث تشير أرقام رسمية أعلنها سفير الجزائر السابق بواشنطن، عمار بن جامع، عام 2016، أن "هناك أكثر من مليون فرنسي من أصل جزائري هم معنيون حاليا بهذه الانتخابات".

المصدر: وكالات