مؤتمر طهران الدولي السادس وأولوية تحرير فلسطين والقدس الشريف - القسم الثاني

مؤتمر طهران الدولي السادس وأولوية تحرير فلسطين والقدس الشريف - القسم الثاني
الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٧ - ٠٣:٥٧ بتوقيت غرينتش

إرتبطت الثورة الإسلامية بقضية فلسطين والقدس الشريف ارتباطاً وثيقاً منذ انتصارها وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979 وحتى يومنا هذا.

العالم ـ إيران

أول مؤتمر تضامني إيراني عملي وحقيقي تجسد بعد أيام من إسقاط نظام الشاه العميل عبر طرد سفارة "إسرائيل" من قلب العاصمة طهران وتسليم السفارة إلى منظمة التحرير الفلسطينية بحضور زعيمها المناضل الراحل ياسر عرفات - أبو عمار - ومشاركة عدد من كبار المسؤولين وحشود غفيرة من أبناء الشعب الإيراني.

وفي تموز 1979 دعا زعيم الثورة الإسلامية الراحل الكبير الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره الشريف) إلى تسمية الجمعة الأخيرة بشهر رمضان المبارك من كل عام يوماً عالمياً للقدس، وإحياء هذه المناسبة المعنوية والسياسية من خلال تظاهرات ومسيرات تعبوية مليونية في داخل إيران وخارجها.

تعرضت إيران بسبب هذين الموقفين الحازمين لحرب عدوانية غادرة عام 1980 شنها الطاغية صدام حسين خدمة للأجندات الصهيوغربية واستمرت ثماني سنوات، كان الهدف منها إسقاط الثورة الإسلامية والجمهورية الفتية وإعادة إيران من جديد إلى سابق عهدها دولة مستعبدة تسير فقط في فلك الاستكبار العالمي وأميركا المتصهينة.

لكن هذه المؤامرة باءت بالفشل الذريع وخرجت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منها أصلب عوداً وأقوى تماسكاً وأكثر تطورا.

في عام 1990 عقدت وزارة الخارجية الإيرانية بقاعة معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في طهران أول مؤتمر دولي لمناصرة حقانية الثورة الفلسطينية.

وفي عام 1991 عقد مجلس الشورى الإسلامي الإيراني المؤتمر الدولي الأول لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وتحرير القدس الشريف في طهران بمشاركة كبار الشخصيات البرلمانية والحركية والعلمائية والثورية. وكان لكاتب السطور شرف المشاركة في إصدار ملحق يومي خاص لجريدة كيهان العربي العريقة بهذه المناسبة إلى جانب زملاء آخرين.

واصلت الأمانة العامة لدائرة فلسطين في البرلمان الإسلامي الإيراني، وبتوجيه مباشر من سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله الوارف) مسيرتها العملية بعقد خمسة مؤتمرات عالمية لمساندة الانتفاضات والتحركات النضالية للشعب الفلسطيني المجاهد.

وها هي اليوم تعقد في طهران مؤتمرها الدولي السادس بمشاركة كبار المسؤولين البرلمانيين من 80 دولة ومشاهير القادة السياسيين والثوريين والدينيين من أنحاء العالم، ابتغاء حشد القدرات والقوى الفلسطينية المؤمنة باتجاه نبذ الخلافات الجانبية والثانوية أولاً، والتفرغ ثانياً لمقارعة العدو الصهيوني المتغطرس وإلحاق ضربات قاصمة به، وبظواهره الفتنوية والتكفيرية الجديدة، وذلك بعدما أثبتت الانتصارات الظافرة التي الحقتها المقاومة الإسلامية الباسلة في لبنان وفلسطين طيلة الأعوام العشر الماضية أن "إسرائيل" هي أوهن من بيت العنكبوت ونمر من ورق، وأن تحقيق الانتصار النهائي عليها وطردها من فلسطين والقدس الشريف، لا يحتاج سوى إلى توحيد الصف الإسلامي والعربي وإلى العمل بتنسيق تام وإلى النوايا الصادقة المتحررة كلياً من المؤثرات والضغوط والإملاءات الغربية والإقليمية الشرّيرة.

* حميد حلمي زادة - العالم