الى سميرة رجب .. ستبقى الديمقراطية ترعبكم

الى سميرة رجب .. ستبقى الديمقراطية ترعبكم
الإثنين ٠٦ مارس ٢٠١٧ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

بعد غياب طويل لم يكن على ما يبدو اراديا، عاد “الجندي المخلص” للملك، كما هو معروف لدى اهل البحرين، و”بوق النظام” للظهور من جديد، عبر شاشة احدى القنوات الخليجية، لاجترار تصريحات حول الاوضاع في البحرين والمنطقة باتت علامة فارقة تميزه عن باقي “جنود الملك”.

العالم - البحرين

“الجندي او البوق” هذا ليس سوى المدعوة سمير رجب، التى ظهرت على الشاشة من جديد لتعيد ذات التصريحات وبذات المظهر الذي يدعي الفهم والبصيرة، من قبيل:

-“بعد الألفية ازدهرت العلاقة بين الخليج ( الفارسي ) وإيران، في تلك المدة زادت مؤ­سسات ولاية الفقيه في البحرين”.

-المذيع سألها، هل الإسلام السياسي الشيعي أخطر من الإسلام السياسي السني؟ فردت : “نعم” .. واضافت:” دعني أقول إن الإسلام السياسي بشكل عام هو نبتة زُ­رعت في المنطقة، إذا جاء الدين مؤدلج فهنا المشكلة، نحن لسنا بحاجة إلى ذلك، المنطقة تحتاج إلى الحرية وحرية المرأة والعقلية المستقلة”.

-المحور الرئيسي والوحيد لتصريحاتها يدور حول “الخطر الايراني” ، ولا اثر للخطر “الاسرائيلي” او “الداعشي” او “التكفيري” ، فمثل هذه الاخطار لا تخطر ببال سميرة رجب كما هو معروف عنها.

“جندي الملك ” و “بوق النظام” و الوزيرة الفاشلة” التي ربطت كل مآسي اهالي البحرين التي يكابدوها منذ عقود وخاصة منذ عام 2011 بايران، متجاهلة بالكامل الى حد العمى، تقرير لجنة بسيوني التي عينها ملك البحرين شخصيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، والذي خلص إلى عدم توافر الأدلة كما تدعي الحكومة وابواقها من امثال سميرة رجب، بتد­خل إيران في ثورة الشعب البحريني المطالب بالحرية والكرامة والمساواة.

من المعروف ان استغلال النظام البحريني لسميرة رجب خلال سنوات الثورة جاء بسبب “اصولها الشيعية”، وتضخيم هذا الجانب للتاكيد على ان جميع الشيعة لا يعارضون نظام الحكم في البحرين بدليل وجود مثل سميرة رجب بين المدافعين عنه،  بينما ليس هناك من يدعي في المعارضة البحرينية ان معارضة الشعب للحكم تنطلق من منطلقات “طائفية”، فهذه الكذبة روجتها الحكومة واعلامها وابواقها، بدليل ان هناك اصوات معارضة بين الطائفية السنية الكريمة لسياسة الحكومة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ولم تسجل على المعارضة البحرينية ولا حتى موقفا واحدا يمكن ان يُشم منه رائحة طائفية، فكل مطالب المعارضة تدور حول قضايا  كالمشاركة السياسية واحترام حقوق الانسان وحرية التعبير ورفض الطائفية.

المعروف عن سميرة رجب انها تدافع عن “ال خليفة” “ظالمين او مظلومين”، واكتسبت بذلك لقب “جندي الملك” وعن جدارة، والجدير بالذكر ان لقب “جندي حمد” هي التي اطلقته على نفسها اول مرة، حتى تم مكافأتها بتعيينها في مجلس الشورى من العام 2006 إلى العام 2012. كما عيّنت في نيسان/ أبريل 2012 وزيرة دولة لشؤون الإعلام واستمرّت حتى ديسمبر 2014، وأقصيت بعدها من الحكومة بسبب فضائح مالية مع مستشارها الاعلامي كما كشفت وسائل اعلام بحرينية حكومية حينها، لتعين في عام 2015 بمنصب “مبعوث للديوان الملكيّ”!.

سميرة رجب العائدة مرة اخرى لعرض خدماتها على الحكومة البحرينية، معروفة للشعب البحريني وحتى خارجه، بمواقفها التي يمكن وصفها انها “ملكية اكثر من الملك”، حتى فقدت احترامها من قبل النظام البحريني الذي استغنى عن خدماتها خلال السنوات الماضية، ويمكن ان نشير الى بعض هذه المواقف التي جعلت هذه الشخصية كريهة ليس فقط بين البحرينيين بل بين الخليجيين ايضا، ومن هذه المواقف “المتطرفة وغير المسؤولة” والتي طالما كشفت عن شخصية غير متزنة بشكل واضح يمكن الاشارة الى:

-توصف انها “ابنة” حزب البعث ومن اكثر المدافعين عن الدكتاتور العراقي المقبور صدام حسين في البحرين حتى بعد غزوه للكويت، وهو ما جعلها منبوذة ومرفوضة من قبل الشعب الكويتي الذي كثيرا ما احتج على زيارتها للكويت.

-تستخدم لغة سوقية عند الحديث عن المعارضة البحرينية وثورة الشعب البحريني وتصف المعارضة باقذع الصفات، وكانت اول شخص في البحرين يتهم اية الله الشيخ عيسى قاسم بـ”الارهاب” .

-رغم انها تزعم انها شيعية الا انها تكن كراهية مرضية لشعائر عاشوراء، وكثيرا ما حرضت النظام ضد هذه الشعائر، واستماتت في تبرير ما قامت به قوات الامن والمرتزقة من اعتداءات واسعة ضد هذه الشعائر.

-اعتبرت احتلال “داعش” لمناطق من غرب العراق بانها “ثورة” وقالت ان ما يطلق عليه هو«اسم للتغطية على إرادة الشعب العراقي في الحرية والكرامة»، وقد ” تكون أحداث الأنبار ثورة ضدّ الظلم والقهر الذي ساد العراق لأكثر من عشر سنوات، ولم يعتد العراقيون على الإهانة والصبر على الظلم”.

-كانت من القلائل الذين اعترفوا وبرروا استقدام مرتزقة من الاردن لقمع الشعب البحريني، فقد اقرت في 1 أبريل/ نيسان عام 2014 بوجود الدرك الأردنيّ، ونقلت صحيفة الغد الأردنيّة عبر موقعها الإلكترونيّ، تأكيداتها «عن وجود قوّات درك أردنيّة في البحرين بموجب اتفاقيّة أمنيّة”.

-من اشد المدافعين والمبررين للغزو السعودي للبحرين، ومن اشد المدافعين عن قمع هذه القوات لابناء جلدتها.

-من اكثر المدافعين عن العدوان السعودي ضد الشعب اليمني، منذ اكثر من عامين.

-من اكثر المنتقدين للمقاومة الاسلامية في لبنان، المتمثلة بحزب الله الذي اذل الجيش “الاسرائيلي” وافشل مخططات “اسرائيل” والرجعية العربية في سوريا.

-تكن كراهية مرضية ضد النظام الديمقراطي في العراق، بينما تدافع وبصلافة مرضية ايضا عن انظمة رجعية متخلفة تعيش خارج التاريخ مثل النظام البحريني، وترفع في الوقت نفسه زورا لواء الدفاع عن المراة وحقوق الانسان.

اخيرا نرى من الضروري ان نتوقف قليلا امام ما قالته سميرة رجب في “اطلالتها الجديدة” عندما حاولت انطلاقا من عقليتها التي اشرنا الى بعض ترشحاتها، ان تدافع عن قمع ملكها للشعب البحريني، الذي، لا يستحق الحرية التي منحها له الملك، حسب رايها، لانه زاد من “مؤسسات الولي الفقيه” في البحرين، تلك التهمة المعلبة والجاهزة لدى بعض الانظمة الرجعية في المنطقة وفي مقدمتها النظام البحريني.

مهما حاولت سميرة رجب تبرير قمع النظام البحريني، الا ان الحقيقة تبقى واضحة وضوح الشمس، لا يمكن حجبها بغربال، فخوف النظام وكذلك خوف ابواقه من امثال سميرة رجب من الديمقراطية والحرية في البحرين ليس بسبب “زيادة موسسات الولي الفقيه”، بل لانهم يعرفون انه في ظل هذه الديمقراطية، التي ستبقى ترعبهم، سينكشف للعالم حجم شعبية النظام والملك  وحجم وشعبية ابواقه، لذلك فاسهل طريقة للتخلص من الديمقراطية و “شرورها” هو ان تتهم شعبا كاملا بانه ينفذ اجندات خارجية!!.

المصدر : شفقنا

109-4